صراحة نيوز – توغّلت القوات العراقية في عمق وادي حوران المعقّد في صحراء الأنبار بدون قتال يُذكر، في وقت يشهد البيت الشيعي صراع المناصب لرئاسة القيادة والتحكم في زمام الأمور، وأكدت مصادر مُقربة أنّ الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري سيكون على رأس “تحالف المجاهدين”، المكوّن من ثمانية فصائل في “الحشد”.
وقال القيادي في حشد غرب الأنبار، قطري العبيدي، الذي يشارك في العملية العسكرية، إنّ البداية حققت تطهير 27 قرية في جنوب البغدادي بعمق 86 كم، مشيرًا إلى أنّه تمّ العثور على كمّيات كبيرة من العتاد والأسلحة في مخازن وأنفاق تحت الأرض، فيما لم يكن هناك مسلحين.
وأضاف أنّ سكان قرى تلك المناطق أكدوا أنّ مقاتلي تنظيم “داعش” فرّوا من الوادي قبل 10 أيام، مرجحًا هروبهم إلى عمق الوادي الذي يضم طيات وتعرجات وعرة تمكنهم من الاختباء. وأكّد الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد الركن يحيى رسول، أنّ القوات الأمنية شرعت بحملة أمنية واسعة لتطهير صحراء قضاء الرطبة غربي الأنبار.
والتي تعد من أهم معاقل اختباء إرهابيي “داعش” في صحراء المناطق الغربية. وأضاف أنّ القوات الأمنية طوقت بالكامل محاور المناطق الصحراوية المستهدفة ولاحقت عددًا كبيرًا من الإرهابيين خلال العمليات وقتلت ما يقارب 20 عنصرًا منهم، مبينًا أنّ طيران الجيش وفّر غطاء جويًا كثيفًا للقطعات العسكرية المشاركة في عملية مداهمة معاقل اختباء داعش، وأنّ القوات الأمنية والقوات الساندة لها دمرت العديد من الأنفاق واستولت على أسلحة متنوعة، فضلًا عن تطهير منطقة الصخريات غربي المحافظة والتي تعد من أهم معاقل داعش.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ مقاتلي “داعش” هربوا من الوادي، قبل أسبوع من انطلاق العملية العسكرية لتطهير الشريط الصحراوي، الأمر الذي يثير الريبة في أنهم قد يعاودون الظهور بعد اختفاء مؤقت، ما يتطلب السيطرة على الصحراء بشكل محكم، باعتبار أنّ داعش غيّر أسلوبه، بعد هزائمه في المدن إلى حرب العصابات وعمليات الكر والفر، وتجنب التمركز في مناطق يسهل استهدافها.