الحلقة الثانية في رحلة مطاردة الملايين الثلاثين …
بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
في الحلقة الأولى استنفذ الديلوماسي والمستشار كل سبل التبرير للثري السيد خالد السطري، بعدم قدرتهما استخراج جواز سفر أردني له، وعدم استطاعتهما مساعدته الا بحضوره شخصيا إلى الأردن، وهو شرط كما قلنا لا يمكنه تنفيذه ،لأن السطري مواطن فلسطيني من غزة، كان قد سافر إلى أمريكا قبل عشرات السنين بوثيقة سفر مصرية، تم إلغاؤها فيما بعد، ولا يملك أية وثيقة سفر قانونية، تتيح له الدخول إلى الأردن، بل هو يملك حلما مقيما بأن يعيش فيها الأردن، ويملك مالا وفيرا، ضاع الجزء الأكبر منه بالطريقة التالية:
بعد عدة اتصالات ومحاولات فاشلة من السيد السطري، لاسترجاع ماله البالغ 575 ألف دولار، والذي سبق وأن استحوذ عليه كل من الديبلوماسي والمستشار كما تابعتم في الحلقة الأولى من مطاردة الملايين الثلاثين.. ومع بداية آب 2015، تلقى الثري خالد السطري اتصالا هاتفيا،من شخص عرف بنفسه بأنه “أبو طارق”، وأنه علم برغبة السيد السطري الثري الحصول على جواز سفر أردني، وقال بأنه ضابط في جهاز حساس، تم تكليفه من قبل “الباشا” مدير الجهاز للتنسيق مع السطري من أجل أن يحصل على الجواز ويأتي للاستثمار في الأردن، وعلى الرغم من أن السيد السطري شعر بالخيبة من تجربته الأولى، الا أنها تحولت إلى ريبة من العرض المثير الذي يتحدث عنه المجهول المتصل هاتفيا من الأردن، الذي استمر بالاتصال والإلحاح على السيد السطري ليقبل عرضه ويتمكن من النجاح في تنفيذ المهمة التي أسندها إليه الباشا، إلى أن قام “أبو طارق” بزيارة السطري في أمريكا، معرفا على نفسه بأنه ” ا . م “، ويحمل جواز سفر يسمى “جواز مهمة خاصة” وهو جواز ديبلوماسي..
بعد إلحاح “ابو طارق” ثم اقناعه للثري السطري باستقباله في أمريكا، حرص “أبو طارق” على إقناع السطري بأنه لا يكذب وأنه فعلا في مهمة خاصة، وقام بإبراز ما يثبت ذلك للسطري، كي يطمئن إليه ويتعامل معه في هذه المهمة، التي قال عنها “أبو طارق” بأنها سهلة جدا، ويمكن للباشا أن ينفذها بسلاسة وبشكل قانوني.
كان أبو طارق حريصا كل الحرص على تثبيت قناعة لا تتزحزح لدى السطري “الضحية”، بأنه يمثل الجهاز الحساس المذكور، وبأنه يتمتع بنفوذ كبير، استعرض فيه مرارا أمام السطري، الذي بات مقتنعا بأن القصة حقيقية، ولا يعتريها شك او شبهات احتيال “لا سمح الله”..
يفيد السطري بأن من أكثر المواقف التي “شوشته” وبددت قلقه وحيرته “نسبيا”، لتصديق رواية “ابو طارق”، هو الموقف الذي صدر عن المستشار الذي تحدثنا عنه في الحلقة الأولى واستحوذ على مبلغ 400 الف دينارا، ثم اعتذر عن المتابعة وطلب من الضحية الحضور إلى الأردن، حيث تابع السطري مطالبته للمستشار باسترداد ماله، فأبدى المستشار استعداده بتدبير المبلغ الذي قبضه من الديبلوماسي، ولو باع أملاكه بل إنه أبدى كل الاستعداد لتسجيلها باسم نجل السطري الأمريكي الجنسية، وعبر وبرر هذا العرض الذي بدا صادقا بأنه لا يمكنه الصمود أمام جماعة “أبو طارق” ولا مجاراتهم..!!.
وهنا يستدرك السطري: ربما كانت هذه هي الخدعة الأكبر، التي تعرضت لها حين اعتبرت أن لا علاقة تربط “المستشار بأبي طارق”، والتي دفعتني لتصديق رواية “ابو طارق” وقبول عرضه فيما بعد..!.
في غضون الزيارة الأولى لأمريكا، قام ابو طارق الذي اسمه آنذاك “ا . م” بالتأكيد لفظا للثري السطري الضحية : إن الباشا يعمل على استصدار جواز السفر الأردني واعتبره بجيبتك!!.
وقدم عروضا “بهلوانية” أخرى، يستطيع مدير الجهاز الحساس أن يقوم بها، بالتنسيق مع نظرائه في أمريكا واسرائيل، لحصول السطري على الجنسية الأمريكية أيضا، وعلى الكرت الأخضر من اسرائيل..!.
اقتنع الضحية بالرواية التي قدمها أبو طارق، وتأكد من وثائق الرجل الزائر المتنفذ، المبعوث الشخصي للباشا، وبدأ بتحويل الأموال لأبي طارق وسيده، لكن بطريقة خاصة وخالية من الوثائق والأوراق الرسمية، حيث يقوم بتحويلها لصديق شخصي للسطري ولصاحب شركة صرافة معروفة لدى السطري وابنه، ثم يقومان بإعطائها للضابط البارع “ا . م” اعني أبو طارق، لينقلها بدوره للباشا الشريك…
وفي الحلقة القادمة نتحدث بمزيد حول الشراكة المزعومة مع الباشا، وحجم الأموال التي تم تحويلها ووسائل التحويل .
انتظروها قريبا.