صراحة نيوز – دفعت جريمة قتل راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 26 عاما بلواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك، عشرات الأسر من سكان البلدة الى مغادرة منازلهم خلال اليومين الماضيين، تطبيقا للجلوة العشائرية.
وأجليت الأسر التي ترتبط بصلة قرابة من الدرجة الثالثة مع الشاب المتهم بقتل شاب آخر، الى بلدة أم محاط بقضاء مؤاب شرقي محافظة الكرك، قبل أن يتم اختيار منطقة جلوة رسمية خارج لواء المزار الجنوبي، وتحديدا في إحدى مناطق شمال محافظة الكرك باعتبارها منطقة جلوة لعشائر جنوب المحافظة، وفقا للتصنيف العشائري.
وأكد مصدر رسمي بالكرك أن الأجهزة الأمنية تمكنت بعد فترة قصيرة من العثور على جثة الشاب، من الوصول الى المتهم بقتله وهو يقطن البلدة نفسها، لافتا الى أن الأجهزة الأمنية تقوم الآن بعملية تحقيق واسعة النطاق للتوصل الى ملابسات الجريمة كافة.
وفور التعرف على الجاني المتهم بالقتل، انتشرت أعداد كبيرة من قوات الدرك والشرطة في مختلف مناطق بلدة المزار الجنوبي، تحسبا لأي تداعيات على إثر حادثة القتل.
وقال متصرف لواء المزار الجنوبي، حمد الكرازنة، إن الأجهزة الأمنية بعد كشفها للمتهم بجريمة القتل قامت على الفور بإجلاء أسر أقارب المتهم من بلدة المزار الجنوبي الى بلدة أم حماط بقضاء مؤاب مؤقتا، قبل أن يتم إجلاء الأسر مرة أخرى بشكل نهائي الى مناطق الجلوة شمال محافظة الكرك.
وبين الكرازنة أن عملية الجلوة الأولية تمت على أساس الجد الثالث فقط، مشيرا الى أن الأجهزة الرسمية عملت على توفير الحماية الأمنية لمنازل ومصالح أقارب الشاب المتهم بالقتل، وفقا للإجراءات الرسمية في هذه القضايا.
وبحسب الأعراف العشائرية، فقد نفذت الأجهزة الرسمية بالمحافظة عطوة أمنية لمدة ثلاثة أيام.
وبين الكرازنة أن الأجهزة الرسمية عملت على تهدئة الوضع على إثر وفاة الشاب، لافتا الى أنه لم يحدث أي تداعيات بسبب حالة الوعي لدى المواطنين من أبناء المنطقة، الذين يقومون بالتعاون مع الأجهزة الرسمية بالعمل على إيجاد حلول للمشكلة.
وتتضمن عملية الجلوة إجلاء أقارب المتهم كافة حتى الجد الثالث، من منطقة سكنهم الى منطقة أخرى خارج لواء سكنهم أو خارج المحافظة.
ومع دخول العطوة الرسمية وإجراء الجلوة العشائرية على أقارب المتهم، ينضم سكان من بلدة المزار الجنوبي الى مئات الأسر التي جلت عن منازلها خلال السنوات الماضية على خلفية حوادث قتل مختلفة، ويدخلون الى معاناة الجلوة العشائرية التي فرضت عليهم بسبب علاقة القربى مع مرتكب حادثة القتل.
وتهجر الأسر المنازل وينتقل طلبة المدارس والجامعات لمدارس وجامعات أخرى، والموظفون الرسميون لدوائر أخرى، فيما يترك المزارعون أراضيهم ومواشيهم، ما يفرض عليهم حياة صعبة في مواقع تواجدهم. وتكون حادثة الجلوة الحالية الحالة الثانية خلال العام الحالي، بعد إجلاء عشرات الأسر من بلدتي عي ومؤتة على إثر مقتل شاب بداية شهر شباط (فبراير) الماضي.
وكان محافظ الكرك، صالح النصرات، أكد في لقاء سابق مع الصحفيين بالكرك، أن المحافظة تشهد وجود 29 قضية عشائرية عالقة، يتم العمل على حلها من بينها قضايا جلوات عشائرية.
وكانت الأجهزة الأمنية عثرت أول من أمس على جثة شاب (26 عاما) من سكان بلدة المزار الجنوبي على الطريق العام شرقي البلدة وقد كانت في حالة تعفن متقدمة.