صراحة نيوز – كتب عبدالله اليماني
اليوم اكتب مأساة ليست قصة خيالية استوحاها كاتب وإنما هي قصة حقيقية للأسف بطلها لا زال على قيد الحياة قصة كاملة الجوانب والمعاني، والمآسي.
اكتب عن ماساه النقيب المصاب محمد خلف الخطباء الذي زاره اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل إسماعيل الشوبكي ، مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى .
اللواء الشوبكي كانت زيارته معبرة تاريخية تعبر عن إنسانية الإنسان نحو أخيه الإنسان سواء يعرفه أو لا يعرفه ، والجلوس عنده على مكان وجعه الأقرب إلية بكل صفات القربى .
اللواء الشوبكي شاهد المصاب الذي غاب عن مشاهدته من هم أولى بالمشاهدة ومد يد العون والمساعدة له ، الشريف الشوبكي حظي بشرف لا يضاهيه شرف وتواضعه الذي لمسه الآخرين جعلهم يثمنون خطوته الإنسانية .
عكس الآخرين الذين يتكبرون ويعتبرون هكذا زيارة تقلل من مكانتهم الاجتماعية . وهم يعلمون أن الذي يكبر (مخلفاتهم ) اليومية ، التي تأتي جراء فسادهم المالي والأخلاقي .
المصاب عند أهله يسبب لهم وجع ، ولأبناء مجتمعه خاصة إذا كان المصاب يقف في أول الشارع المنحدر انحدارا شديدا ، وعند محاولته اللحاق بهم يفرون من حوله تاركينه يتكأ على رجله الثالثة التي تساعده على الوقوف للحظات للنظر بعينية السليمتين اللتين تعيناه على رؤية كل شيء من حوله ، بعدما عجز عن المسير والتكلم مع من حوله .
إنها مصيبة كبرى لا يعرف حجمها إلا من لدية مصاب أو عرف حاله كيف كان وكيف أصبح اليوم . إنها مصيبة حلت برجل ذكي في الدراسة بالمدرسة في التوجيهي العلمي بمدرسة جعفر الثانوية بالمزار ـ الكرك .
هذا المصاب كان من ( رجال الأمن العام ) ، وزيارة الباشا له وتصويرها من اجل توثيقها وهذا شيء هام ومهم ليكون للآخرين درسا في التواضع . وتبيان من هم أصحاب الأخلاق الرفيعة المتواضعة الذين همهم الوصول إلى مواطن الفقر والعوز ومساعدة المحتاجين والوقوف على ظروفهم بأرض الواقع .
لعل من يتبوأ منصبا حكوميا يتنازل ويغادر مكتبة الوفير ليرى الماسي في الميدان ، وليس كما يسمع من الآخرين . هذا إذا أراد أصحاب ( البزنس ) النزول إلى الميدان ، كما يدعو إلى ذلك جلالة الملك عبد الله الثاني حفظة الله .
هؤلاء مطلوب منهم التواضع وتكليف انفسهم بزيارة هؤلاء المنسيين في غربة وطنهم ، بعدما كان الكبير والصغير لا يستطيع مخالفة أوامرهم .
ومن هنا على هؤلاء ترك كرسي المسؤولية ولو لساعات قليلة لكي يعطي فترة راحة من جلوس المسؤول ليعود إلى وضعه الطبيعي جراء الجلوس علية . كما يوفر بفاتورة الكهرباء التي تضيء المكتب وتشغيل الكونديشن . والابتعاد قليلا عن أولى أولويات المسؤول حتى لا يشعر ب( الحر) والظلام بمكتبه . إلى جانب القهوة والماء الصحي المبرد والشاي وطلبات الأكل من أرقى المطاعم والتي تدفع من جيوب المواطنين .
الجنرال الإنسان الشوبكي بزيارته هذه للضابط الخطباء المصاب ، عبر عن انسانيتة وحسه المرهف وأخلاقه وتواضعه ، وحبه لعمل الخير وترك موقعه ليوم كامل لكي يطلع على ارض الواقع ميدانيا ( يخص ) مصاب بعدما تناهى إلى مسامعه أن هناك مصابا عسكريا يعيش في خانة الإهمال والنسيان والأمراض ، ترك مكتبة وتوجه إلى موقعه بإلهيه الكركية ( إلى مدينة يحتضنها جبال شديدة الوعورة ( العراق ) في الكرك .
زيارة اعتبرها كل من عرف عنها إنها أعادت الحياة لهذا المصاب وأعطت ضؤ أمل للآخرين بان الدنيا لا زال فيها خير ورجال من أمثال الجنرال الشوبكي يعرفون معدن الرجال ويكرمون من كان بالأمس تغفى عينيه وهو يمسك الجهاز ويركب سيارة الشرطة يلبي نداء مواطن ملهوف .
هذا الضابط عندما كان على راس عمله كان كالطوط الشامخ يتحدى الصعاب ويتغلب على التعب والعذاب . زيارة تأتي من باب رد الجميل للنقيب ( الخطباء ) ، الذي تعرض أثناء خدمته إلى حادث سير بعدما كان بعافيته .
هذا الضابط كان يلبي ما يطلبه الوطن والمواطن ولم يتعالى يوما على مواطن كما يتعالى مرضى النفوس المريضة .
لقد اثبت الجنرال الشوبكي وبكل جداره أنة رجل المرحلة ، وهكذا يكون أصحابها من بين أصحاب المناصب العليا الذين غايتهم خدمة الإنسان ، وليس كما يفعل المتكبرون الذين يتعالون على المواطن قبل المصاب متناسين أنهم لولا المواطن وسهر العسكر لما تبوؤوا هذه المناصب .
المصاب ( الخطباء ) لا احد يستطيع وصف حالته ، لأنها أسوأ مما يتوقعه العقل البشري ،فقد ساءت حالته منذ (10) سنوات وأولاده ،لا يعلمون عنه شيئا ، لا يستطيع الكلام لكنه بصعوبة يستطيع الإمساك بالقلم ، وبصعوبة بالغة يوصل ما يريده بمعاناة شديدة . أمام هذا الواقع المأساوي تظل الألقاب الإنسانية لحالات المصابين العسكريين صعبة ، والوفاء لهم لا يعرف مقداره ومعناه إلا من كان له شرف الخدمة في الجيش والأجهزة الأمنية، إنهم العسكر ( رفاق السلاح ) أما الذين لا يعرفون إلا الوطن ( حقيبة سفر ) يمرون في شارع المطار مرور اللئام . لا شكرا ولا حمدا ولا احترام . لا تتكبروا الله اكبر .
هذا المصاب ( الخطباء ) وضعه مأساوي ( مقعد ) لا مصروف ولا احد يسال عنه بعد إصابته بحادث سير أثناء العمل، ينظر والنظر ترافقه تنهيدات وبكاء .
من يشاهده لا يتحمل المشهد يشاركه الحسرة والألم والدمع ، محزن وحزين ( 3 ) كراسي اعاره لكي يجلس عليها الجنرال الشوبكي ومن معه . والأمن العام لا يتواصل معه ويسأل عنه ، وحتى المعنيين بالمصابين العسكريين رفضوا مساعدته بدعوى انه ليس ضريرا . بمعنى أنهم لا يساعدون إلا من لا يرى ( الأعمى ) ولا يقوى على الحركة ( موت مؤجل ) إلى إشعار آخر .
المصاب ( الخطباء ) وضعه أسوأ من السؤ الذي لا يتوقعه أي إنسان بحاجة إلى كل شيء يحتاجه الإنسان ، من متطلبات الحياة والمنزل الذي يقطن فيه آيل للسقوط قضبان حديد السقف توضحها ألصوره .
السيد وليد الرواشده الذي نقل معانات ( الخطباء) إلى مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي ورافقه في زيارته يقول : ليتني لم أشاهد هذا الموقف المؤلم الحزين ، لأنه لا يستطيع إنسان لدية ذرة إنسانية الصمود أمام هول الموقف . أسال الله أن يحرمنا من أولاد الحرام . فهؤلاء ستعلمهم الأيام معنى أن تكون إنسانا قبل أن تكون مسؤولا ، فأكثر المسؤولين إنسانية هم أمثال ( الشوبكي ) صاحب القلب الكبير العامر بالإنسانية .
ولا شيء يدوم إلا العمل الصالح ، ومخافة الله فهناك خير في كل خير وحرف في كلمة وخطوة . وإن ابتسامة ( مصاب ) ما تغنيك عن مكاسب المناصب وألاموال والرواتب الفلكية في الدنيا .
هذا المصاب يعاني من ألم نفسي وجسدي ومادي ومعنوي وقد تخلى عنه اقرب الناس إليه ، ولم يبقى له غير الله والخيرين . فلك الله أيها المصاب العسكري ورجال الأردن الأوفياء أمثال الباشا إسماعيل الشوبكي .
حفظ الله الأردن واحة امن واستقرار بظل قائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني