صراحة نيوز – بقلم الكاتب عبد الهادي راجي المجالي
يحي السعود ..
كل أركان السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلام ..كلهم اجتمعوا في جاهة نجل يحيى السعود …مالسبب يا ترى ؟ ..علما بأن يحيى السعود لم يدحض نظرية تشومسكي في نشأة اللغة , لا يوجد له مؤلفات في تفسير أزمة النص المطلق عند الأصوليين …وعلاقته بالفلسفة أظنها , ليست على ما يرام …وهو أيضا لم يقدم بديلا عن النظام الرأسمالي بعد سقوط الإشتراكية … وأجزم أنه لايؤمن بفكرة السرد في الرواية العربية الحديثة , وهو أيضا لا يهتم … بفكرة المظلومية في ولاية الفقيه وهل هي فكرة اجتماعية أم دينية ؟ وهل كانت محركا وباعثا للثورة الإيرانية …
يحيى السعود , من المهم أن نعرف أن (الديالكتيك) لديه مجرد كلام عابر , من المهم أن نعرف أيضا , أن الإختلال الذي حدث بين (ماوتسي تونغ وماركس) , وتحالفات الصين مع المجتمع الزراعي وليس الصناعي …لا تعنيه أبدا , وعلينا أن نعرف أيضا بأن (ابو السعود) ..لا يحب الحديث , في شراسة رأس المال وتشعباته السياسية في الواقع الأمريكي وتأثيراته على السياسة الخارجية ..الأمر لايعنيه أبدا , ومن المهم أن ندرك أن يحيى …لا يعرف ابجديات الثورة الفرنسية ولا نشأة الجيش الجمهوري الإيرلندي والصراع الكاثوليكي البروتستناني في بريطانيا , والذي انعكس فيما بعد على البلقان وأدى لتدمير يوغسلافيا المجتمع الأرثوذكسي الصغير في الغابة الكاثوليكية …
يحيى أيضا لا يعنيه التحالف الأنجلوساكسوني الذي يمثل كندا وبريطانيا وأمريكا واستراليا …والذي يؤكد بأن الدين له , دور في الحروب والاستقطابات العالمية ..
يحيى يحب الملوخية بالجاج , يحب الباميا …والهوشات في المجلس , ويصحومن النوم مبكرا , وقد أدى فريضة الحج (9) مرات ..وأدى العمرة (28) مرة ,ويحب أن نناديه (حج) …ويأكل (4) وجبات فقط في اليوم الواحد …وأرجيلته (تنباك) …
ليش هذا المهم , المهم أن من يعرف الاشياء التي أسلفتها سابقا , هم أغلبهم أناس هامشيون في مجتمعاتهم …بالمقابل يحيى رجل مفصلي ولا يعرف في شيء مما ذكرته سابقا مع ذلك فقد اجتمعت السلطات الثلاثة بكافة ممثليها في جاهة إبنه …
زمان كنت استمع لعبدالخليم حافظ كثيرا ويعجبني مقطع في قارئة الفنجان :- ( وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان) …جميعنا تبين لنا بأننا كنا نطارد خيط الدخان …إلا يحيى السعود هو الوحيد في هذا الوطن الذي جعل ..من الدولة خيط دخان مجرد خيط من دخان … لا بل أثبت أن المشهد كله مجرد خيط من الدخان.
نقلا عن صفحة الفيسبوك