المخابرات تُفْشِلْ مخططات إرهابية لـ (عشريني) في شباط الماضي

17 يوليو 2017
المخابرات تُفْشِلْ مخططات إرهابية لـ (عشريني) في شباط الماضي

صراحة نيوز – أفشلت المخابرات العامة أخيراً مخططات عشريني مؤيد ومروج لتنظيم داعش الإرهابي كان ينوي تنفيذ عمليات عسكرية إرهابية في الأردن وإسرائيل وفق توجيهات أحد عناصر داعش، في شباط الماضي.

أحد عناصر داعش هو شخص يُدْعى «إرهابي الدولة» ولم يكشف التحقيق عن هويته، وتعرَّف عليه المتهم البالغ من العمر 24 عاماً عبر موقع التواصل الإجتماعي «التلغرام» من خلال مشاركة المتهم بإحدى قنوات داعش، والتي كان «إرهابي الدولة» مشرفاً عليها.

القتل طعناً للشرطي المكلَّف بحراسة مبنى وزارة الصحة وسرقة سلاحه كان هو المخطط الأول ضمن سلسلة العمليات العسكرية الإرهابية للمتهم، يليها عدة عمليات إرهابية ضد أهداف أمْنِيَّة بالأردن، وفق ترتيب «إرهابي الدولة»، الذي أخبر المتهم أنه سيقوم بترتيب سَفَرِه إلى إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية هناك، الأمر الذي لاقى إستحساناً لدى المتهم، وأبدى استعداده لتنفيذ عملية إرهابية ضد مبنى دائرة المخابرات ، وذلك وفق ما سيحدده التنظيم.

المتهم والذي ظَنَّ انه سينجح في تنفيذ عمليته الإرهابية إستعد لـ «إرهابي الدولة» بتحديد أماكن تواجد السفارات الأجنبية في الاردن، ومكان مجلس النواب، وأماكن المراكز الأمنية، والعمل على تحريض مناصري ومؤيدي التنظيم للقيام بعمليات عسكرية إرهابية ضد تلك الأماكن.

«إرهابي الدولة» أرسل إلى المتهم مقاطع فيديو تتضمن كيفية صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى كيفية التفجير عن بعد، إلا أن المتهم لم يستطع فهم تلك الفيديوهات، وطلب من «إرهابي الدولة» شرحها وتعليمه عليها، إذ وعده الأخير أنه سيعلمه حال الإنتهاء من تنفيذ العملية على الساحة الاردنية.

المتهم موقوف منذ الثاني من آذار الماضي وأسند له مدعي عام محكمة أمن الدولة ثلاث تهم هي: المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، الترويج لأفكار جماعة إرهابية، ومحاولة الإلتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية.

محكمة أمن الدولة عقدت الجلسة الإفتتاحية بالقضية الأربعاء الماضي، برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري العقيد الدكتور محمد العفيف، وعضوية القاضي المدني أحمد القطارنة والقاضي العسكري الرائد صفوان الزعبي، وبوشر بإجراءات المحاكمة علناً، ونفى المتهم التهم المسندة إليه وأجاب أنه غير مذنب.

تفاصيل القضية تتلخص وفق لائحة الإتهام التي حصلت عليها «الرأي»، أنه على إثر الأحداث الدائرة في سوريا أخذ المتهم وخلال العام 2015 ومن خلال موقع «اليوتيوب» بمشاهدة إصدارات تنظيم داعش الإرهابي، والعمليات العسكرية التي يقوم بها التنظيم على الساحتين العراقية والسورية، كما تابع أخبار وإصدارات التنظيم الإرهابي من خلال برنامج التواصل الإجتماعي الفيس بوك، إذ أخذ بالدخول إلى الصفحات العائدة للتنظيم، الأمر الذي أدى إلى اقتناع المتهم بهم، وأصبح من المؤيدين والمروّجين لهم، عبر شبكة الإنترنت وبرامج التواصل الإجتماعي.

وفي نهاية العام الماضي، ولرغبة المتهم بمعرفة المزيد عن التنظيم، فقد حَمَّلَ برنامج التواصل الاجتماعي «التلغرام» وأخذ يشارك بالقنوات العائدة للتنظيم، ويطالع أخبارهم وإصداراتهم، وعلى إثر متابعته لصفحات داعش على برنامج «التلغرام» شارك بإحدى القنوات العائدة لهم، وكانت بإسم «قناة إرهابي الدولة»، وقد تعرَّف على مشرفها الملقب بـ»إرهابي الدولة» لم يكشف التحقيق عن هويته، حيث أبدى المتهم لـ»إرهابي الدولة» عزمه على الإلتحاق بالمقاتلين بتنظيم داعش على الساحة السورية، وطلب منه تأمينه بطريق الإلتحاق بهم، عندها طرح «إرهابي الدولة» على المتهم فكرة تنفيذ عمل عسكري على الساحة الأردنية لمصلحة التنظيم، وأن تنفيذه لعملية إرهابية على الساحة الأردنية ستكون تلك العملية بمثابة تزكية للمتهم، تُؤَّمِنْ إلتحاقه بتنظيم داعش على الساحة السورية.

وبالفعل وافق المتهم على ذلك، عندها طَرَحَ «إرهابي الدولة» هدف العملية العسكرية على الساحة الاردنية، وهو أن يقوم المتهم بطعن وقتل أحد مرتبات الجيش أو الشرطة الأردنية وسرقة السلاح العائد له، كما أبدى «إرهابي الدولة» إستعداده لتدريب المتهم على كيفية صناعة الأحزمة الناسفة والمتفجرات، وذلك لتنفيذ عمليات أخرى في حال نجاحه في عملية قتل أحد مرتبات الجيش أو الشرطة ضد أهداف أمْنِيَّة في الأردن.

كما أخبره «إرهابي الدولة» بأنه سيقوم بترتيب سفره إلى إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية هناك، عندها وافق المتهم، وأبدى إستعداده على تنفيذ عملية إرهابية ضد مبنى دائرة المخابرات، أو التوجه إلى إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية هناك، وذلك تنفيذا لما سيحدده التنظيم.

كما أرسل «إرهابي الدولة» مقاطع فيديو للمتهم، تتضمن كيفية صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة وكيفية التفجير عن بعد، إذ إطَّلع عليها المتهم ولم يتمكن من فهمها، وطلب من «إرهابي الدولة» شرحها له وتعليمه عليها، إلا أن «إرهابي الدولة» طلب منه تنفيذ عملية على الساحة الأردنية، وبعدها سيقوم بتعليمه على كيفية صنع المتفجرات وشرح الفيديوهات له.

عندها قرر المتهم تنفيذ عملية عسكرية إرهابية على الساحة الاردنية ضد أحد مرتبات الشرطة الموجود حارساً على وزارة الصحة في منطقة طبربور، ووضع خطة التنفيذ، وهي توجه المتهم إلى مكان تواجد ذلك العسكري، والوقوف والحديث معه، ومن ثم طَعْنِه وقَتْلِه وسرقة سلاحه، ثم الفرار من الموقع، منتظراً التعليمات اللاحقة من «إرهابي الدولة» للقيام بعملية إرهابية أخرى لمصلحة التنظيم.

وفي الخامس والعشرين من شباط الماضي، عاين المتهم مبنى وزارة الصحة في منطقة طبربور بعمان، وصوَّره، وكذلك الشرطي الذي يتولى عملية الحراسة على ذلك المبنى، كما عاين أماكن تواجد كاميرات المراقبة على الوزارة، وبعد ان أتم عملية المعاينة أرسل المتهم ذلك التسجيل المصور الى «إرهابي الدولة»، وأكد له الأخير سهولة تنفيذ العملية، كون ذلك الشرطي موجود على باب الوزارة لِوَحْدِه ولا يرتدي سترة واقية، كما أبلغ المتهم «إرهابي الدولة» بأنه سيقوم بعمل فيديو بيعة لتنظيم داعش الإرهابي حول تلك العملية، وذلك من أجل أن يقوم التنظيم بتبنيها.

كما استعد المتهم خلال ذلك الفيديو بتحديد أماكن تواجد السفارات الأجنبية في الأردن، ومكان مجلس النواب، وأماكن المراكز الأمنية، إذ أنه سيقوم بتحريض مناصري ومؤيدي التنظيم للقيام بعمليات عسكرية إرهابية ضد تلك الأماكن.

كما تدرب المتهم على عملية الطعن بإستخدام سكين على إحدى «الفرشات» الموجودة في منزله، وذلك لمعرفة الطريقة الافضل للتنفيذ، وذلك لضمان نجاح عملية قتل الشرطي، وبعدها أرسل المتهم صورة له وهو يحمل سكين (سلاح التنفيذ) الى الملقب «إرهابي الدولة»، وقد تم الإتفاق ما بين الأخير والمتهم على تنفيذ العملية بعد عدة أيام من معاينة وزارة الصحة، إلا أن إلقاء القبض عليه في السادس والعشرين من شباط الماضي حال دون ذلك.

الراي

الاخبار العاجلة