المفتي والكباريتي مثلا يُحتذى

1 يوليو 2019
المفتي والكباريتي مثلا يُحتذى

صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان

من أقوال الإمام الشافعي رحمه الله ” رضا الناس غاية لا تدرك”   عبارة نسمعها  كثيرا تعليقا أو ردا على اتهام البعض لأخرين بأنهم قصروا معهم ولم يلبوا طلب لأحدهم لكن ان نسمعها من موظف عام لا يُحسن التعامل التعامل مع المواطنين فذلك قمة المأساة وما أكثرهم .

قيام الموظف العام بواجبه الذي تُمليه عليه الانظمة والقوانين  واستقباله للمراجعين بوجه بشوش وبكلمة طيب حتى وان لم تُسعفه الانظمة على تلبية طلباتهم لا تُكلف صاحبها شيئا  بل تزيد من تقدير واحترام المواطنين له ويخرجون من عنده راضين مرضيين .

 والمنصب العام مهما صغرت المرتبة أو علت كاتبا كان أم وزيرا أو مديرا هو تكليف وليس تشريفا لكن المؤلم ان البعض يعتقدون بأن الوظيفة الحكومية تشريف وهبة لمن تولاها ومن هنا نرى البعض يتصرفون مع المراجعين بهمجية وفوقية  لا بل ان البعض يتصرفون وكان الموقع الذي شاءت الأقدار ان يتولاه هدية أو اعطية له أو من مخلفات المرحوم والده أو مزرعة خاصة . 

وأكثر من ذلك اننا شهدنا بعض الأشخاص وحينما يتولون منصبا رفيعا يُخولهم اتخاذ القرارت يستغلون ذلك للانتقام من أخرين على علاقة ومعرفة سابقة بهم لغاية اثبات وجودهم وقدرتهم على تعطيل معاملاتهم والتحكم  بمنافع ومصالح الناس والأمثلة كثيرة على ذلك 

 في هذا الشأن اشير لأثنين من الشخصيات التي حظيت اثناء الوظيفة العامة وبعدها باحترام وتقدير كل من عرفهما وتعامل معهما وأكثر من ذلك انهما اصبحا مثلا يُضرب في حسن التعامل والملقى معا لا بل انني شهدت غضب موظفين ومراجعين حين علموا بنقلهما الى موقع أخر .

 انهما عطوفة كل من عمر المفتي وعبد الباسط الكباريتي اللذان توليا منصب مدير مكتب وزير الداخلية والمدير العام لمكتب رئيس الوزراء .

 فالمفتي اصبح مديرا لمكتب وزير الداخلية في عهد الوزير الدكتور عوض خليفات وعمل مع عدة وزراء من ضمنهم  مع حفظ الألقاب  عوني يرفاس وسمير الحباشنة وعيد الفايز ومازن الساكت وسعد هايل السرور ونايف القاضي وعوض خليفات ومحمدالرعود وكذلك الوزير الحالي سلامة حماد في فترة سابقة ومن ثم تم نقله في شهر آب 2011 ليعمل مديرا لمكتب رئيس الوزراء وكان انذاك الدكتور معروف البخيت وبقي كذلك الى ان نحاه رئيس الوزراء الاسبق الدكتور هاني الملقي عن موقعه دون سبب مقنع علما ان المفتي حاصل على وسام الاستقلال من الدرجه الثانيه وحاز على جائزة الموظف المثالي اثناء خدمته .

 وأما الكبارتي الذي تولى الموقع بعد المفتي وكان ذلك في عهد الوزير محمد الرعود فقد عمل مع مجموعة اخرى من الوزراء من ضمنهم اضافة للرعود كلا من مازن القاضي وغالب الزعبي وعوض خليفات اضافة للوزير الحالي سلامه حماد عندما تولى وزارة الداخلية في عهد الدكتور هاني الملقي وكذلك في عهد وزير الداخلية السابق سمير المبيضين حيث تم في شهر أذار من العام الحالي تعينه مديرا لمكتب رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز وما زال .

 والقاسم المشترك بينهما اضافة الى حسن التعامل والملقى  والحرص على القيام بالوجبات والمهام الموكلة اليهما أنهما لم يُحسبا على أي وزير بل مشهود لهما تميزهما  بسعة الصدر والتحمل وكانا يُخففان من العمل والواجبات الملقاة على الوزراء في كل أمر يستطيعان لخدمة المراجعين بحكم معرفتهم بالانظمة والقوانين المعمول بها ( ما يُمكن وما لا تسمح به )

  المفتي والكباريتي مثلا اضافة نوعية ومتميزة في الخدمة العامة وهذا لا يعني ان دوائرنا ومؤسساتنا تخلو من أمثالهما ولا يعني ايضا سلامة الوضع فيها فالشكوى والتذمر في ازدياد  من سوء تعامل الكثيرين من الموظفين الذين  لا يؤمنون بأن المنصب العام تكليف وليس تشريف ولا يحرصون على تحليل معاشاتهم ولم يعتبروا ممن سبقهم على الكرسي من أمثالهم والذين حين طار الكرسي لم يجدوا من يرحب بهم أو يحترمهم .

أطيب التحيايا للمفتي والكبارتي فقد ضربتم مثلا في المواطنة الحقة التي ابرزه ركائزها احترام الانسان لذاته والتزامه بواجباته قبل المطالبة بحقوقه .

 مقالي القادم حائر بين ثلاثة عناوين

 

 الوزير ابو السيريلانكيات ، بحاش القبور بحثا عن الدفائن ، رفيق الجن

الاخبار العاجلة