صراحة نيوز – أكد رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ان العلاقات الاردنية العراقية تتقدم بسرعة ممتازة، وستكون انموذجا للعلاقات العربية المشتركة، مشددا على ان العراق عمق استراتيجي وتاريخي للاردن.
واعرب رئيس الوزراء خلال مباحثات اجراها في بغداد اليوم الاثنين، مع نظيره العراقي حيدر العبادي، عن ثقته بان العام 2017 سيكون الاكثر زخما في مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، وعاما لتحقيق الانجاز والتقدم في المشروعات الاستراتيجية بينهما.
وقال رئيس الوزراء، ان المباحثات عكست اهتمام الجانبين الاردني والعراقي باهمية الاسراع بتنفيذ خط انبوب النفط بين البصرة والعقبة، باعتباره مشروعا استراتيجيا مهما للدولتين، فهو يوفر للعراق نافذة للتصدير الى العالم ويلبي احتياجات الاردن من النفط.
واعلن رئيس الوزراء في تصريحات صحفية مشتركة مع نظيره العراقي عقب الاجتماعات، انه تم الاتفاق على وضع الاطار اللازم للبدء بالعمل على اعادة فتح معبر طريبيل خلال فترة قريبة، وبما يخدم حركة التجارة والنقل وانتقال الاشخاص بين البلدين واعادة الحياة لهذا الطريق الحيوي والاستراتيجي بين البلدين.
واشار الملقي الى ان الجانب العراقي وافق مشكورا على تفعيل الاتفاقية الثنائية المشتركة بين الجانبين، وان لجنة مشتركة ستدرس قوائم السلع التي سيتم اعفاؤها من الرسوم الجمركية التي يفرضها العراق على مستورداته بواقع 30 بالمئة، فضلا عن السماح بادخالها عبر المعابر الحدودية الاخرى الى حين افتتاح معبر طريبيل .
ولفت الملقي الى انه تم الاتفاق على تسهيل حركة الطيران بين البلدين والسماح بزيادة عدد رحلات الملكية الى العراق، والاعفاء من رسوم الجمارك والتفتيش.
واشار رئيس الوزراء الى ان الجانب العراقي وافق على تمديد العمل في معبر صفوان الحدودي الذي يستخدمه المصدرون الاردنيون حاليا، في ضوء اغلاق معبر طريبيل ليعمل بواقع 24 ساعة يوميا، الامر الذي من شأنه التسهيل على التجار في انجاز معاملاتهم.
واتفق رئيس الوزراء مع نظيره العراقي على عقد اجتماع في وقت قريب بين وزيري الزراعة في البلدين للتوقيع على مذكرة تفاهم زراعية تنظم عملية دخول المنتوجات الزراعية الى العراق الشقيق.
وثمن الملقي قرار الحكومة العراقية تمديد المدة الزمنية للشركات الأردنية لغايات تسجيل واعادة تسجيل المستحضرات الصيدلانية في العراق لغاية الاول من حزيران المقبل، لافتا الى ان الجانب العراقي وعد بدراسة تمديد القرار الى نهاية العام 2017.
وقال الملقي إن الحديث خلال المباحثات تناول مجالات مختلفة سياسية، ومكافحة الارهاب والمجالات الاقتصادية والثنائية بين البلدين، بما في ذلك العلاقات التي تهم مصالح المواطنين وخدمتهم في البلدين الشقيقين.
واكد ان العراق عمق استراتيجي للاردن، وان الثوابت الاردنية تجاه العراق تقوم على احترام سيادته ووحدة اراضيه وامنه واستقراره، واننا في الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ندعم الجهود العراقية التي من شانها تعزيز ذلك.
وقال رئيس الوزراء، نحن نبارك انجازات العراق ضد تنظيم داعش الارهابي وضد العصابات المجرمة المتطرفة، مضيفا “ان حربنا على الارهاب هي حرب المصير المشترك”.
واضاف، تحدثنا فيما يجمعنا وهو كثير جدا، ومن الضروري ان نسمو بهذه العلاقات الى مستويات اكبر، تحقق الامن والرخاء لشعبينا الشقيقين، مع انجاز العديد من القضايا الاستراتيجية التي تم الحديث بها في اوقات سابقة، مؤكدا اننا نضع العلاقة الاقتصادية والتجارية والشعبية الى مستويات عالية.
واكد ان الارهاب لن يوقفنا عن المضي في التنمية وخدمة شعوبنا، إذ ان طريق النماء هو الطريق الصحيح، وسنحارب سويا هذه الافة لنتخلص منها، مضيفا “يجب ان نتطلع ونبني العلاقات لمرحلة ما بعد الارهاب وبما يحقق رغبة الشعوب وتطلعاتها في الرخاء والنماء والعيش الكريم”.
ووجه رئيس الوزراء دعوة لنظيره العراقي لزيارة الاردن لادامة زخم العلاقات والتعاون بين البلدين الشقيقين.
واكد الملقي ان الاردن يقف على مسافة واحدة من جميع مكونات واطياف المجتمع العراقي، وقال لدينا علاقات اقتصادية وامنية وسياسية واجتماعية عشائرية ممتازة مع العراق.
وقال هناك تعاون استخباري ومعلوماتي مستمر ونحن مصرون على تعميقه، لافتا الى اهمية التركيز على القواسم المشتركة بين كل مكونات الشعب العراقي لقطع الطريق على الارهاب، إذ ان المصالحة الوطنية هي السبيل الامثل لادامة الاستقرار في العراق.
وقال “يجب ان لا يثنيا الارهاب عن مواصلة مسيرة التنمية والتعاون، بيد نبني وبيد نحارب العصابات الارهابية”.
واكد الملقي ان الحكومة حريصة على تقديم التسهيلات لدخول العراقيين الى المملكة.
من جهته، ثمن رئيس الوزراء العراقي مواقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للعراق عبر السنين، مؤكدا العلاقات الاخوية بين البلدين التي تحكمها عوامل التاريخ والجغرافيا.
واكد العبادي ان الاجتماع المهم الذي تم عقده بين الوفدين تطرق الى العلاقات المتينة بين البلدين، مبينا ان زيارة الملقي تأتي في ظل تقدم القوات الامنية وتحرير الاراضي من عصابة داعش الارهابية.
وأشار العبادي الى ان “العلاقة مع الاردن لها جانبان الاول وجود مصالح مشتركة التي تنعكس بالخير على الشعبين والآخر التحديات المشتركة، ولاسيما التحدي الارهابي”.
وتابع، “لدينا حدود كبيرة وشريان مهم مع الاردن وهو الخط السريع وحريصون على فتح منفذ طريبيل وبحثنا ذلك بشكل مفصل وسيعاد افتتاحه قريبا بعد تامين الطريق بين البلدين”.
واوضح، “تطرقنا ايضا خلال الاجتماع المشترك الى الاتفاقات بمجالات الاقتصاد والتجارة والجمارك والطاقة والزراعة، كما تم التطرق الى الجهد الاستخباراتي وزيادة تسهيل دخول العراقيين الى الاردن”.
وأكد العبادي ان “العراق يعد خط أنبوب النفط مع الأردن بالمهم والاستراتيجي وتم التداول به وسيتم خلال الايام المقبلة التوصل الى برنامج كامل ومحدد لانهاء انجاز الخط وهو ينفذ عن طريق الاستثمار وتدعمه حكومتا البلدين”.