واشنطن – صراحة نيوز – عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ركز على الأزمات التي تشهدها المنطقة، وجهود تحقيق السلام، ومحاربة التطرف والإرهاب.
القمة التي سبقها لقاء جمع جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله مع الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى ميلانيا ترمب في المكتب البيضاوي، تناولت علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار الدور المحوري المهم الذي تقوم به المملكة في المنطقة.
وتبع لقاء القمة الذي عقده الزعيمان، مؤتمرا صحفيا مشتركا لجلالة الملك والرئيس الأمريكي، بحضور جلالة الملكة والسيدة الأولى.
وأعرب جلالته، خلال المؤتمر الصحفي، عن سعادته بلقاء الرئيس ترمب، وعن تقديره للعلاقات الوثيقة التي تجمع الأردن والولايات المتحدة.
وقال جلالته” فخامة الرئيس، أشكرك على هذا الاستقبال الحار في البيت الأبيض. وأتذكر بكل إعجاب اللقاءات التي جمعتنا لعدة سنوات خلت، ولقاءنا الأخير منذ عدة أشهر.
ولطالما كنت مضيافا كريما واستقبلتنا بكرم، إنني سعيد جدا للمسار الذي اتخذته نقاشاتنا اليوم، إنني سعيد جدا لوجودي هنا اليوم في هذه الترتيبات الرائعة واليوم الجميل، وهما يبشران بالإيجابية التي سنمضي بها إلى المستقبل.
أجرينا جولة جيدة من المحادثات اليوم، وأتطلع قدماً لاستكمالها معكم في لقاءاتنا بعد هذا المؤتمر الصحفي. وما أود قوله هنا إننا نقدر عاليا أهمية العلاقات الوثيقة التي تجمعنا مع الولايات المتحدة ومعكم فخامة الرئيس ومع الشعب الأمريكي.
إنها شراكة استراتيجية عزيزة على قلوبنا، وهي تجمعنا على عدة مستويات، والتي سنستمر في تطويرها في ضوء النقاشات الصريحة التي أجريناها بهدف مواجهة التحديات المستقبلية.
إنني سعيد جدا برؤيتكم ونهجكم الشمولي إزاء جميع التحديات في منطقتنا، وعزم فريقكم على ترجمة سياساتكم بنجاح إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، إذ نمضي قدما.
فالتحديات التي نواجهها اليوم متعددة، وليست محصورة بمنطقة (الشرق الأوسط)، كما ذكرت للتو، بل هي تحديات عالمية، خاصة تلك التي تهدد الأمن العالمي.
إن الإرهاب لا يعرف حدودا، أو جنسية أو دينا، لذلك فإن العمل المشترك ضمن استراتيجية شمولية، كما ذكرت فخامة الرئيس، يعد بغاية الأهمية. إنني سعيد جدا بأنه لديكم الرؤية للمضي قدما في هذا الاتجاه، وأعتقد أن العالم بأسره سيكون أفضل حالا عندما نتغلب على هذه التحديات.
لا شك أنه في ظل التحديات التي نواجهها في العالم، فإن دور الولايات المتحدة محوري إزاء جميع القضايا التي نواجهها في العالم. ولكن هذا لا يعني أن نتوقع من الولايات المتحدة أن تقوم بكل هذه الجهود الكبيرة لوحدها، فعلينا جميعا في المجتمع الدولي أن نسهم في هذه الجهود، وأن نقوم بدعم الولايات المتحدة ومساندتها لترجمة هذه الرؤية في الاتجاه الصحيح، لذلك علينا جميعا في المجتمع الدولي مسؤولية دعم الرئيس والإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي لتمكينهم من تحقيق المستقبل الأفضل الذي يعود بالخير علينا جميعا.
ننظر بإيجابية لعزم الرئيس على دعم الدول العربية والإسلامية في حربهم على الإرهاب. هذا الجهد لا يقتصر على محاربة الإرهاب داخل مجتمعاتنا فحسب، فنحن كمجتمعات عربية ومسلمة نقف إلى جانب المجتمع الدولي لهزيمة هذه الآفة.
وبالنسبة لسوريا، نحن بحاجة إلى حل سياسي ينهي الصراع فيها ويحفظ وحدة شعبها وأراضيها.
وكما أشار الرئيس فيما يتعلق بنقاشنا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الصراع المركزي في المنطقة، فإن انخراط الرئيس الأمريكي المبكر في جهود التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمر إيجابي ومشجع لنا جميعا.
واعتقد فخامة الرئيس أن مبادرتكم هذه أتاحت لنا في القمة العربية التي جرت الأسبوع الماضي أن نبعث من خلال مبادرة السلام العربية برسالة سلام إلى إسرائيل. وأتطلع للعمل معا لترجمة ذلك على أرض الواقع.
لقد قامت جميع الدول العربية خلال القمة العربية الأسبوع الماضي، كما ذكرت، بإعادة إطلاق مبادرة السلام العربية، والتي تقدم فرصة تاريخية للمصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. فهي تشكل الإطار الأكثر شمولية للسلام الدائم؛ إذ أنها تكفل قيام دولة فلسطينية، وتضمن أمن إسرائيل وقبولها من جميع الدول العربية وإنشاء علاقات طبيعية معها؛ ويؤمل أن تكون أيضا مع جميع الدول الإسلامية.
ونقدر عاليا التزامكم تجاه هذه القضايا، والتي فشل كثيرون قبلك فيها. وستجدون في الأردن حليفا قويا داعما لسياساتكم.
واسمحوا لي فيما يخص حديثكم حول سوريا والهجوم الكيماوي، فإنني أتفق معك أن هذا للأسف يشكل مثالا جديدا على فشل الدبلوماسية الدولية في إيجاد حل لهذه الأزمة، ولكنني أؤمن بأنه وبقيادتكم سنتمكن من حل هذا الوضع المعقد جدا.
فهذه الأزمة استمرت لسبعة أعوام، وقد تحولت إلى حرب بالوكالة بين جهات ذات أجندات مريبة. وفي نهاية المطاف، كما أشرتم فإن المدنيين والنساء والأطفال يدفعون ثمنا باهظا، وهذا يحدث تحت أنظارنا وأنظار المجتمع الدولي، ويتحدى ضميرنا.
أدرك مشاعر التعاطف والرفض التام لهذه الاعتداءات، التي عبرتم عنها فخامة الرئيس، وأنه لن يسمح لمثل هذه الأفعال الوحشية التي تتجاوز مبادئ الإنسانية أينما كانت أن يتم التهاون إزاءها، وإنني أدعم موقفكم هذا، بشكل كامل.
أود أن أشكركم مجددا لنظرتكم الشمولية، فأنتم لا تنظرون إلى التحديات في سوريا، العراق، إسرائيل، فلسطين، ليبيا، والتحديات الأخرى في منطقتنا بمعزل عن بعضها البعض، وأعتقد أن رسالتكم لنا جميعا في المنطقة هي رسالة أمل، وهو ما لمسته في مؤتمرنا الصحفي اليوم. وأشكركم على كل ما بذلتموه حتى الآن وما سوف تبذلونه مستقبلا” .
يتبع …