صراحة نيوز – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس اللبناني العماد ميشال عون أهمية تنسيق وتوحيد المواقف حيال أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردن ولبنان، لما لها من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية على البلدين.
كما شددا على أن وحدة الصف العربي ومأسسة العمل العربي المشترك هي الضمانة لتجاوز جميع التحديات التي تواجه الأمة العربية.
جاء ذلك خلال لقاء قمة عقده الزعيمان، أمس، ركز على توطيد العلاقات الأخوية بين الأردن ولبنان، وتطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا الأزمة السورية وتداعياتها على البلدين.
ورحب جلالته، خلال جلسة مباحثات موسعة، سبقتها ثنائية، جرت في قصر بسمان الزاهر، وحضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين، بالرئيس اللبناني، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين.
وأكد أن الأردن يتحدث باسم لبنان كما يتحدث باسمه في المحافل الدولية، دعما للأشقاء اللبنانيين في مواجهة التحديات، داعيا إلى تمتين جسور التعاون بين الأردن ولبنان.
واتفق الزعيمان على عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة الأردنية اللبنانية بأسرع وقت، لوضع خطة عمل لتعزيز التعاون الثنائي، وكذلك التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين البلدين.
كما تم الاتفاق على عقد منتدى استثماري أردني لبناني، وتفعيل الخط البحري بين الموانىء اللبنانية وميناء العقبة، إضافة إلى البناء على مجالات التكامل الاقتصادي بين البلدين في القطاعات المالية والتكنولوجيا والصناعة والسياحة والزراعة.
وبحث الجانبان إمكانية استخدام ميناء العقبة كمنطقة لانطلاق البضائع اللبنانية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، والعمل المشترك لتطوير إمكانية الاستفادة من الأسواق الإفريقية.
وتم بحث تعزيز التعاون الأمني، وكذلك في مجال الدفاع المدني، وسبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني، مشددا جلالة الملك على دعم الأردن لاستقرار لبنان ووقوفه الدائم إلى جانبه.
كما ركزت المباحثات، على أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما الأزمة السورية، والتطورات على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط، والحرب على الإرهاب، حيث جرى التأكيد على ضرورة معالجة الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، وبما يضمن استعادة الاستقرار فيها. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، جرى التأكيد على ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات استانا، لتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.
المباحثات ركزت أيضا على أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردن ولبنان، حيث أكد الزعيمان ضرورة تنسيق وتوحيد المواقف حيال هذه الأزمة، لما لها من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية على البلدين.
وعلى صعيد التصدي للإرهاب، جرى التأكيد على أهمية تكثيف الجهود إقليميا ودوليا لمحاربته ضمن استراتيجية شمولية، كون خطره يستهدف أمن واستقرار العالم أجمع.
وتناولت المباحثات أهمية انعقاد القمة العربية في المملكة، حيث شدد الزعيمان على أن وحدة الصف العربي ومأسسة العمل العربي المشترك هي الضمانة لتجاوز جميع التحديات التي تواجه الأمة العربية، مؤكدين ضرورة تنسيق المواقف إزاء المحاور والقضايا التي ستتناولها القمة، وبما يخدم قضايا الأمة العربية.
من جانبه، أعرب الرئيس عون عن تقدير بلاده الكبير لمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، تجاه لبنان، والداعمة لوحدته الوطنية وأمنه واستقراره، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين وأهمية تطويرها في شتى الميادين.
وأشاد بمواقف المملكة، والدور المهم الذي يقوم به جلالة الملك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والحرب على الإرهاب.
ولفت عون إلى أن الأعباء التي يتحملها الأردن ولبنان جراء استضافتهما للاجئين السوريين، تتطلب من المجتمع الدولي تنفيذ التزاماته لمساعدة البلدين، لتمكينهما من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزراء الداخلية، والتخطيط والتعاون الدولي، والخارجية وشؤون المغتربين، والدولة للشؤون القانونية رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف، والسفير الأردني لدى بيروت.
كما حضرها عن الجانب اللبناني وزراء الخارجية والمغتربين، والمالية، والداخلية والبلديات، والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية، والاقتصاد والتجارة، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في عمان، ومدير عام الأمن العام.
وأقام جلالة الملك عبدالله الثاني، مأدبة غداء تكريما للرئيس عون والوفد المرافق، حضرها عدد من كبار المسؤولين.
واختتم الرئيس عون زيارة العمل للمملكة، حيث كان في وداعه جلالة الملك مساء أمس بمطار ماركا العسكري، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وكان جلالته في مقدمة مستقبلي الرئيس عون، حيث جرت له، لدى وصوله مطار ماركا العسكري، مراسم استقبال رسمية.
واستعرض الزعيمان، حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني اللبناني والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة لضيف الأردن.
كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان بالإنابة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشارو جلالة الملك، ووزراء الداخلية، والتخطيط والتعاون الدولي، والخارجية وشؤون المغتربين، والدولة للشؤون القانونية رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف، وأمين عمان، ومدراء الدفاع المدني، والأمن العام، وقوات الدرك، ومحافظ العاصمة، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، والسفير الأردني لدى بيروت، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في عمان وأركان السفارة، والسفراء العرب المعتمدون لدى المملكة.