صراحة نيوز – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، الاحتفال الوطني الكبير الذي أقيم في قصر الحسينية بمناسبة عيد استقلال المملكة الثاني والسبعين، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
ولدى وصول جلالة الملك موقع الاحتفال، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما عزفت الموسيقى السلام الملكي.
وخلال الاحتفال، الذي حضره عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، ألقى كل من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ورئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايز، ورئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، ورئيس المجلس القضائي محمد الغزو كلمات استذكروا فيها ما حققه الأردن من إنجازات على مختلف الصعد منذ استقلال المملكة وحتى اليوم.
وأكدوا أن هذه المنجزات التي تحققت بفضل القيادة الهاشمية وهمة أبناء وبنات الوطن، جعلت من الأردن علامة فارقة في محيطة يشار إليه بالبنان في جميعِ المحافل الإقليمية والدولية.
وأنعم جلالة الملك، خلال الاحتفال، بأوسمة ملكية على عدد من المؤسسات الوطنية الرائدة ومجموعة من الأردنيين والأردنيات، تقديرا لإسهاماتهم الكبيرة في مسيرة البناء والعطاء والإنجاز، والنجاحات المميزة التي حققوها في مختلف الميادين على المستويين الوطني والعالمي.
وكان جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد والحضور شاهدوا فيلما قصيرا عرض الإنجازات التي حققتها المؤسسات والأشخاص المكرمين في مجالات مختلفة، والتي شكلت عنوانا للتميز والإبداع والعمل الرائد في خدمة الوطن وأبنائه.
وحضر الاحتفال عدد من السادة الأشراف، وكبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين، وأعضاء مجلسي الأعيان والنواب، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
وتشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الاحتفال، قال رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي “مولاي راعي البلاد وقائدها وقرة عيون أهليها، نقف اليوم بين يديكم، نجدد العهد، ونحمل البيعة أمانة في أعناقنا، وشرفا نباهي به الدنيا، أنْ حبانا الله بقيادة هاشمية ملهمة معطاءة، يمتد نسبها إلى خير خلق الله، نبينا المصطفى محمد – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – فلكم يا مولاي، ولأرواح الهاشميين الميامين، نرفع آيات الشكر والعرفان، وأسمى معاني الولاء المطلق، على كل ما أنجزتموه لوطننا وأمتنا؛ فنحن، والأجيال من قبلنا، نستحضر بكل الفخر والاعتزاز، ما تحقق على أيديكم المباركة من إنجازات، فاقت عمر الدولة، وحجمها”.
واضاف “إنها مسيرة عز، يفخر بها الأردنيون، الذين لم يألوا جهدا في حماية استقلالهم، وتحقيق تطلعاتهم، والحفاظ على مكانتهم ومنجزاتهم، نحو تحقيق آفاق الحرية، والسيادة الوطنية، والمستقبل المزدهر؛ فتحية إجلالٍ وإكبار، إلى كل يد عملت وأعطت، وساهمت في بناء هذا الوطن، ليغدو كيانا شامخا، وطودا عظيماً يسامي الذرى”.
وقال رئيس الوزراء “إنّها مسيرة عز، قلَّ نظيرها، قادها الهاشميون الأشاوس، وناضلوا فيها من أجل نهضة العرب، ورفعتهم، ولأجل نصرة قضاياهم العادلة، وأساسها القضية الفلسطينية، التي نال الأردن، منذ فجر التاريخ، شرف الدفاع عنها، والذود عن حقنا العربي المقدَّس فيها، وحماية مسرى جدكم الأعظم، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى المبارك، والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، بموجب الوصاية الهاشميّة التاريخيّة؛ فالقدس هي مفتاح السّلام، ومنارة الشّرائع والأديان”.
وأضاف ” وها أنتم، يا صاحب الجلالة، تحثّون الخطى، وتمضون على ذات النهج؛ فالقدس أولى أولويّاتكم، والقضيّة الفلسطينيّة محور اهتمامكم، ورفع الظّلم والقهر والاحتلال عن الشعب الفلسطيني الشقيق هو هدفٌ سامٍ، تجهدون من أجل تحقيقه، لينعم الجميع بالأمن والاستقرار، ولتكون فلسطين دولة عربيّة حرّة مستقلّة، ذات سيادة كاملة، وفق قرارات الشرعيّة الدوليّة، وعلى أساس المبادرة العربيّة للسلام،.
وأكد الدكتور الملقي “أن عبقرية القيادة وتفاني الأردنيين وتضحياتهم في العطاء، منح الأردن منذ الاستقلال المكانة العليا، والمقام السامي، والمسيرة الشامخة، فقد استثمر جميع الإمكانات اللازمة لتحقيق التقدم والازدهار، في مختلف المجالات؛ وها نحن اليوم نجني ثمار هذا الجهد المعطاء، والعمل الدؤوب، فالأردن أضحى علامة فارقةً في محيطه، يشير إليه القاصي والدّاني بالبنان، وتنظرُ إليه العديد من الدول بعين الغِبطة، وربما الحسد، على ما حققه من منجزات، رغم قلة الإمكانات، وصعوبة الظروف”.
وأضاف “يحق للأردنيين اليوم أن يفخروا بهذه المكانة، وبهذا المنجز الوطني الباهر؛ إذ لا يسع أي مراقب أو منصف إلا أن يعجب بما حققته المملكة من ازدهار تنموي وسياسي، واقتصادي، واجتماعي، وأمني، وعسكري، وبيئي، وسكاني، منذ الاستقلال وحتى اليوم؛ فقد بنى الرعيل الأول من النشامى هذا الوطن المنيع، من خلال الاستثمار بالإنسان، والحفاظ على منظومة القيم المجتمعية، والثوابت الوطنية والقومية؛ ونحن اليوم ماضون على ذات الدرب نحو تعظيم المنجزات، وترسيخ الازدهار، وضمان مستقبل آمن ومستقر لوطننا وأبنائه، ولخير الأمتين العربية والإسلامية”.
وقال رئيس الوزراء “إن تعظيم معاني الاستقلال، وقيمه النبيلة، تملي علينا واجب التعامل مع التحدي الاقتصادي الذي نواجهه في الأردن؛ فتعزيز الاستقلال الاقتصادي ركن أساسي من أركان الاستقلال الناجز، ومن هنا تظهر الرؤية الحكيمةُ والعميقة لجلالتكم، عندما وجهتم إلى العمل من أجل الوصول لمرحلة الاعتماد على الذّات، وذلك ليس مستحيلاً أو ضرباً من الخيالِ، فالعزيمة لدينا قوية، والإنسان الأردني كان وما زال قادراً على اجتراحِ الحلولِ لما يواجهه من تحديات، وفي هذا يكون الاعتماد على الذاتِ أول الحلول التي يجب أن نسير فيها لإسناد اقتصادنا والحفاظ على إنجازاتنا، وإننا في الحكومة لا نتعامل مع الاعتماد على الذات كمفهوم اقتصادي مجرد، إنما برنامج محدد ضمن أولويات الحكومة، مدروس بعناية وينفذ ضمن آلية تخضع للمتابعة والتقييم”.
وبين ” أن الاستقلال نضال من أجل التقدم والنهوض والتنمية والتحديث، وطالما أننا نحتفل به، فإننا نحتفل بالمواطنة الصالحة المحبة لوطنها الساعية لنهضته، ونحتفل بتعزيز روح المبادرة لدى كل أردني لتقديم الغالي والنفيس، من أجل هذا التراب الطاهر، ونحتفل بتعظيم العمل والإنجاز للنهوض باقتصادنا ومقدراتنا، ونحتفل بالانتماء الصادق والولاء الحقيقي لهذا الوطن، الذي لم يبخل علينا، ولن يبخل علينا، رغم ما يواجه من تحديات، وما يتعرض له من صعوبات”.
واختتم الدكتور الملقي كلمته بالقول ” يا حادي الركب، وقائد المسيرة، إن الاستقلال ليس حدثا من الماضي، ولا تاريخا يكتب في قديم الأسفار، بل هو حالة متجدّدة ومتجذرة في أفئدة وعقول الأردنيين، يكتبون من خلالها تاريخا جديدا، حافلا بالعطاء والإنجاز، ويفتحون الباب واسعا أمام المستقبل متحدين الصعاب؛ وهم ينظرون إليكم، بعين الفخر والاعتزاز، وقد رسختم قيم الاستقلال كلها، ويقفون بكل إجلال وإكبار أمام عظمة قيادتكم، ونجاعة نهجكم، وسديد رأيكم؛ ضارعين إلى الله العلي القدير أن يحفظكم، وأن يرعاكم، ويسدّد على طريق الهُدى خطاكم، لتواصلوا مسيرة البناء والعطاء والإنجاز، ومن خلفكم الأردنيين الأشاوس، يدا بيد، لخير هذا الوطن، ولخير الأمتين العربية والإسلامية”.
وقال رئيس مجلس الأعيان فيصل عاكف الفايزفي كلمته “اثنان وسبعون عاماً من الاستقلال، تلتقي بكل ما فيها من أمجاد، وتحديات، وإنجازات، مع الكثير من المناسبات الوطنية الغالية على قلوب الأردنيين والأردنيات، لتأكيد العلاقة الوثيقة، بين بعضها البعض في مسيرتنا المظفرة بقيادة آل هاشم الأطهار، بدءاً بالحسين بن علي أبي الثوار، ورائدهم، الذي ترفرف روحه الطاهرة حول القدس والأقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية التي يعتز الهاشميون والأردنيون أنها في وصايتهم المباركة، وهي المسيرة التي لم تنقطع يوماً، ولم تؤخرها عن دربها المخاطر، والمعوقات، والمؤامرات”.
واضاف “لقد كان قدر بلدنا وما يزال أن يلاقي هؤلاء الكبار الأطهار كل الذي لاقوه من دم، وعرق، وجوع، وظمأ، ولكنهم بالرغم من ذلك كله، لا بد واصلون إلى الهدف الأسمى، وأن النصر في النهاية، لهم ولأبنائهم، وأحفادهم الآتين من بعدهم، حاملين رسالتهم، ورايتهم، ومتابعين بشرف، وأمانة مسؤولياتهم التاريخية، جيلاً بعد جيل، خدمة للأمة التي نادتهم آمالها وآلامها، وقالت لهم منذ الرصاصة الأولى أنتم لها، فكانوا لها دائماً وسيظلون جنودها الأوفياء”.
وقال أن “الاستقلال الذي يبلغ الآن عامه الثاني والسبعين، من عُمره المديد، هو ابن تلك الثورة، التي أطلقها الحسين بن علي طيب الله ثراه، وهو من أغلى وأعز ثمارها، وحمل لواءَها الملك الشهيد المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، ودفع حياته من أجل وحدة الأمة ودفاعاً عن الأردن وفلسطين والعرب، على أبواب المسجد الذي بارك الله فيه، وبارك حوله، وكتب بذلك الدم الغالي الطهور، الوصية التي تقول، لأبنائه وأحفاده: أنّ الأقصى، والقدس كلها أمانة في قلوبنا، وعقولنا، وأيدينا.. حتى زوال الاحتلال عنها”.
وأضاف الفايز “ها هي الراية الهاشمية، تنتقل من يد الحسين بن علي، إلى عبدِالله، وطلال، والحسين طيب الله ثراهم أجمعين، لتحملها بكل قوة، وعزيمة، واقتدار، يدُ عبدالله الثاني ابن الحسين، تلتفُّ حولها الرايات الخافقات كلها، وتعانقها عناق الوفاء، والالتزام، والشموخ وتبايعها زنود الجند من جيشنا العربي المصطفوي، وجباههم السمر، وعيونهم التي لا تنام ويقسمون لها وبها أنهم على العهد، ذات العهد، الذي أقسم به أجدادهم الأبطال، وآباؤهم الميامين، وسيستمر القسم العظيم، كما استمر في آل البيت الأطهار: قائداً عن قائد، وزعيماً عن زعيم”.
وقال “لمن يسأل عن كلمة السر في الأمن، والأمان الذي يعيش فيه الأردنيون على مدى يقترب الآن من المئة عام، من عمر تأسيس الدولة الأردنية، نجيب فقط بجملة واحدة، فنقول: إنه الحب الذي يجمع القيادة والشعب معاً، وهو كذلك الصدق، والتسامح، والخلق الكريم، وإذا كان بلدنا مدرجا في جدول البلاد المحدودة الموارد ، فلا أحد منا مضطر لإنكار صحة ذلك الجدول، ولكننا نضيف اليه نصف كلمة، لا اكثر، وهي التي اصبحت شعارا اردنيا محفورا في الصخر، ووشما على الزنود والجباه نتباهى به دائما ونفخر وهو أن الانسان ثروتنا الحقيقية، ولكننا نقول لجلالة سيدنا وقائدنا ورائدنا، يا ابن الحسين، ويا أبا الحسين، أنت أغلى ما نملك، فعبدالله الثاني هو نحن، ونحن هو، وإن وطناً يحمل اسم نهره لن يهون، وإن نهرا يحمل وحده، من بين جميع أنهار الدنيا اسم الأردن سيظل دائماً: ينساب باسم الله، وعلى بركته، محروساً بالشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون”.
رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة قال في كلمتة ” في كل عام يتجدد عهد الاستقلال بعيده وترعى يا مولاي تجديد بيعتنا لأرض ونظام أولها قدسية وأخرها أصل الهوية فيجتمعان معا دينا وقومية تاريخا وحاضرا لأمجاد قيادة وشعب وجيش كان الزناد والبارود في وجه كلّ معتد أثيم والورد والملقى الكريم لكلّ من قذفته عاتيات الزمن المر غريبا أو مستجيرا”.
وأضاف “إننا يا مولاي وإذ نقف في حضرتكم عسكرا في الميدان أشداء في الواجب جندا على جبهات الحق أمامك في الفداء خلفك في القدوة والاقتداء لنفخر بكم ملكا قائدا وملهما تتقدم ميادين الحق بحكمة سبقت فيها حاضرنا فكانت نداءاتك آذان في العالم أن اهتدوا لحصة الأجيال من الأمن والسلام. وإننا إذ نفخر بموقع مملكتنا بين الأمم فإننا نقف خلفك يا مولاي وصيا على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وريث أبيك وأجدادك في رعاية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مهد المسيح عليه السلام وموئل الديانات السماوية وهي أمانة جدك الشريف والتي يفخر الأردنيون بحمل مليكهم لها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية”.
وقال الطراونة “هي القدس يا مولاي شغاف قلوبنا تهتف باسمها نبضا ووجدانا وضميرا ودونها الأرواح والمهج وعلى أسوارها يطيب الموت والفداء فكم من أمجاد سطرها جيشكم العربي يوم نزف دم البواسل على تلالها وروىّ ترابها في اللطرون وباب الواد وتل الذخيرة وغيرها من معارك الشرف والعزة والإباء”.
وتابع قائلا “مولاي المفدى أمام هذا الإقليم الممتدة أمواجه بقسوة، فإن نداءاتكم لإنقاذ الشرق الأوسط من عبث غياب الأمن والسلم والتعايش لهي الحكمة المتقدمة بعينها ومفادها أن الكف عن العبث هو خلاصة القول وخالصه. والعبث هنا يا مولاي هو تخلي الشقيق وتغير الحليف وحصار الحق أمام زحف الباطل وجعل العدالة فائضا لا مكان لها في هذا الزمان. والعبث يا مولاي هو أن تصبح اسرائيل على صغر وعي حكومتها اليمينية المتطرفة مدعومة في نهجها بمصادرة الأرض ومصادرة حقوق الفلسطينيين بأن تكافأ على احتلالها باعتراف أمريكي بالقدس عاصمة للمحتل ونقل السفارة إليها إيذانا بإطلاق يد الاستيطان والتعسف ومزيد من مصادرة الأرض واستباحة الإنسان وكرامته”
وأضاف “مولاي صاحب الجلالة، لقد تتبعنا هدي خطاك وعند الملمات أسعفتنا رؤاك فوظفنا في مجلس النواب كل إمكاناتنا لنردد من ورائك بأن المنطقة بأسرها وخاصرة بلاد الشام بحصرها تعاني من غياب العدل وسيادة الظلم نتيجة للكيل بمكاييل المصالح وليس بحسم المواقف. واجتهدنا ما استطعنا في تسخير كل طاقاتنا الدبلوماسية في التحشيد مع أشقائنا وأصدقائنا في البرلمانات العربية والدولية لصالح قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية إلى أن تمكنا مؤخرا في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدوليّ من انتزاع قرار يعترف بحق الفلسطينيين بالقدس عاصمة لدولتهم”
وبين الطراونة “أن واحدة من معاني الإستقلال العظيمة اليوم تتجسد في استقلالنا الإقتصادي، وهي معان نلمسها من تطلعاتكم المستمرة بأن نصل لمرحلة الاعتماد على الذات نتجنب فيها أثر ما يحيطنا من أزمات ولذا بادرنا في مجلس النواب إلى تقديم شراكة حقيقية مع الحكومة والقطاع الخاص عبر توفير منصات لتوقيع عدة اتفاقيات تعود بالنفع على المجتمعات المحلية وتحرك عجلة اقتصادنا وتقوي من عصبه وعلى هذا النحو كانت شراكتنا مع مختلف مؤسسات الدولة نجهد ونسعى في خدمة المصالح الوطنية عبر إقرار التشريعات التي توفر الأرضية المناسبة أمام حركة الاستثمار وتدعيم مسارات النهوض بالاقتصاد الوطني همنا الأول والأخير أن نكون عند حسن ظن القائد وشعبنا بنا تاركين لأي خلاف أو اجتهاد بأن يظل الوطن هو ما نختلف من أجله ولا نختلف عليه”.
وختم قائلا “مولاي المفدى، نقف خلفك صفا واحدا ملتفين حول الراية الهاشمية نموت ولا نتخلى عن وطنيتنا أولا وثوابتنا دائما، مجمعين أنّ الأمم بلا هوية يفوتها الزمن دون ذكر أو تاريخ ونحن أهل التاريخ وأرضنا ومجدنا شاهد”.
من جهته، قال رئيس المجلس القضائي محمد الغزو أن “الخامس والعشرين من أيار عام 1946 كان نقطة تحول في تاريخ مسيرة الأردن، بدأت معه مسيرة البناء والعطاء والتنمية والحكم الرشيد ورعاية المقدسات، وهي مسيّرة بجهودكم المباركة والمستمرة بإذن الله إلى يوم الدين آتت وتؤتي أكلها كلّ حين”.
وأضاف “أصبح الأردن اليوم رغم محدودية موارده المالية وموقعه الجيوسياسي ومحيطه الملتهب وبفضل قيادتكم الحكيمة المتبصرة وإنسانه المتعلم الواعي ومؤسساته التي تعتمد مبدأ الفصل بين السلطات- دولة مدنية تحتكم إلى الدستور والقوانين يشار إليها بالبنان في جميع المحافل الإقليمية والدولية وأنموذجا يحتذى وموئلا لكلّ من ضاق به وطنه. ويواصل الأردن بقيادتكم مسيرة الإنجاز والتطور وصولا إلى التّميز والريادة بكافة مناحي الحياة”.
وتابع قائلا “لأن الاستقلال يعني العمل والإنجاز فقد كان للقضاء باعتباره أحد السلطات الدستورية والأساس في تحقيق العدالة وتعزيز ثقة المواطنين بالدولة ومستقبلهم دور ومساهمة برسم معالم وإنجازات الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار، حيث عملت القيادات المتعاقبة للجهاز القضائي بكل جد وبدون كلل لتنفيذ توجيهاتكم وبناء قضاء مستقل كفؤ ونزيه وفاعل يحق الحقّ ويقيم العدل ويحمي الحقوق ويصون الحريات وتراكمت الإنجازات وتعاظمت سنة فسنة، وأصبح لدينا اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين للاستقلال قضاء نظامي مستقل و(102) مئة ومحكمتان جميعها منتشرة في ألوية ومحافظات المملكة تقدم خدماتها للمتقاضين وكادر قضائي قوامه (1007) ألف وسبعة قضاة ، منهم قضاة متخصصين وغرف متخصصة بنظر مختلف أنواع النزاعات التجارية والاقتصادية، مما ساهم ذلك في الارتقاء بجودة الأحكام وسرعة الإنجاز وأصبح القاضي الأردني خبرة تتنافس على استقطابه الدول العربية وينافس مع غيره على شغل مناصب قضائية بمحاكم دولية تتبع هيئات الأمم المتحدة”.
وختم الغزو كلمته بالتأكيد على مواصلة العمل على تطوير الجهاز القضائي وبناء قدراته وفق استراتيجية شاملة لتحسين الأداء وتسريع إجراءات التقاضي وترسيخ مبدأ سيادة القانون وتحقيق مبادئ العدالة والمساواة والنزاهة وتوظيف التكنولوجيا بالعمل القضائي ، إلى جانب تنفيذ توصيات اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي ، وصولا إلى أعلى مراتب التميز وتعزيز ثقة المواطن والمستثمر بالقضاء والمساهمة بفعالية لتحقيق الأهداف الوطنية ورؤى جلالتكم لنترجم عمليا معاني الاستقلال.