صراحة نيوز – تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارة قام بها إلى مدينة الحسين الطبية اليوم الأحد، واقع الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، واطمأن خلال جولة في مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لأمراض وجراحة الكلى وزراعة الأعضاء، على أحوال المرضى الذين يرقدون على أسرة الشفاء، والمراجعين للعيادات في المركز من عسكريين ومتقاعدين ومدنيين.
وأكد جلالته، خلال الجولة، ضرورة مواصلة تقديم أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية لمتلقيها في مختلف الأقسام والعيادات التي تضمها مدينة الحسين الطبية.
وخلال اجتماع جلالة الملك، بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات، مع مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب معين الحباشنة، تم استعراض المخطط الأولي لمشروع تطوير مدينة الحسين الطبية، المقدرة كلفته بأكثر من 500 مليون دينار.
وستقوم الحكومة بتمويل المشروع الذي يتماشى مع أحدث المعايير الطبية المعتمدة، حيث قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال صندوق أبو ظبي للتنمية، منحة بقيمة حوالي 141 مليون دينار كمساهمة لتنفيذ المرحلة الأولى منه.
وأكد جلالة الملك، خلال الاجتماع، ضرورة الإسراع بتنفيذ المشروع للتخفيف على المواطنين، ومواصلة تقديم أفضل الخدمات لهم.
وشدد جلالته على ضرورة تطوير مختلف الشؤون الطبية وإدخال تخصصات وأجهزة ومرافق جديدة بأحدث وأفضل الوسائل لخدمة المنتفعين من الخدمات الطبية الملكية، الذين يوليهم جلالته اهتماما خاصا.
وأعرب جلالته عن اعتزازه وتقديره لجميع مرتبات الخدمات الطبية الملكية على العطاء المتميز بالرغم من تزايد ضغط العمل، خاصة في مدينة الحسين الطبية، مؤكدا ضرورة مواصلة البناء على السمعة الطبية الرائدة التي حققوها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
كما عبر جلالة الملك عن تقديره وشكره للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم المرحلة الأولى من المشروع الجديد لتطوير مدينة الحسين الطبية، والذي يجسد العلاقات الأخوية التاريخية المتينة والمتميزة بين البلدين الشقيقين.
ويهدف مشروع تطوير مدينة الحسين الطبية، الذي سينفذ عبر ثلاث مراحل تمتد الأولى منها حتى العام 2024، إلى إضافة 1120 سريرا ليصبح إجمالي عدد الأسرة في مدينة الحسين الطبية 2472 سريرا بزيادة نسبتها 97 بالمائة.
وتشهد مدينة الحسين الطبية اكتظاظا في أعداد المراجعين، حيث بلغ عدد المراجعين في عام 2017 أكثر من 6 مليون و 200 ألف، من ضمنهم 200 ألف حالة رقدت على أسرة الشفاء، وتم إجراء جراحات مختلفة لكل التخصصات بما لا يقل عن 100 ألف حالة، وإجراء 3000 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 16 ألف عملية قسطرة، و35 ألف حالة ولادة، و30 مليون فحص مخبري، وحوالي مليون ونصف فحص شعاعي مختلف.
وكانت الخدمات الطبية الملكية، وضمن خطتها، افتتحت مستشفيات في العديد من محافظات المملكة، لتشمل مستشفى الملكة رانيا للأطفال في المدينة الطبية، ومستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني في العقبة، ومستشفى الملك طلال العسكري في المفرق، ومستشفى الأميرة هيا لخدمة محافظتي جرش وعجلون.
واستمع جلالته، خلال الاجتماع، إلى إيجاز قدمه مدير عام الخدمات الطبية الملكية عن التحضيرات والخطة التنفيذية لمشروع التطوير الجديد، حيث أشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع التي يستغرق تنفيذها من أربعة إلى خمسة أعوام، تتضمن بناء برج ثلاثي الأجنحة، بارتفاع 32 طابقا بمساحة إجمالية 318 ألف متر مربع وبنحو 10 آلاف متر مربع لكل طابق، وبسعة 940 سريرا ليكون بديلا عن مستشفى الحسين الذي أنشئ عام 1973 وأصبح بحاجة إلى إعادة تأهيل وتطوير.
كما تتضمن المرحلة الأولى إنشاء قسم للطوارئ بسعة 129 سريرا، وقسم للعناية الحثيثة بسعة 144 سريرا، وسيشمل المبنى على 43 غرفة عمليات جراحية، و50 وحدة غسيل كلى، إضافة إلى أقسام متكاملة للأشعة والمختبرات الطبية.
وقال اللواء الطبيب الحباشنة إنه سيتم الانتهاء من تصاميم المشروع في الربع الأول من العام القادم، ليصار طرح عطاء تنفيذ المشروع كمعلم طبي متميز، فيما ستشمل المرحلة الثانية بناء مجمع للمراكز الطبية المتخصصة، وعيادات اختصاص، فيما سيتم بناء مركز النسائية والتوليد والخداج في المرحلة الثالثة.
وأشار إلى أن عمليات البناء والتطوير في مدينة الحسين الطبية، في جميع مراحلها، لن تؤثر على استقبال المراجعين وستبقى جميع المراكز جاهزة لاستقبال المرضى بنفس الفاعلية.
وبين أن مشروع توسعة مدينة الحسين الطبية يهدف إلى تقديم أفضل الخدمات الطبية ومواكبة أحدث التطورات في المجالات الطبية من خلال إدخال تخصصات وأجهزة وأدوات جديدة لخدمة المرضى والمراجعين.
وفي تصريحات صحفية، لفت اللواء الطبيب الحباشنة إلى أن الخدمات الطبية الملكية ستعمل على وضع خطة استراتيجية شاملة لتنظيم النمو والتوسع بشكل يضمن الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية المتميزة، حيث يتبع للخدمات الطبية حالياً عشر مستشفيات، بما في ذلك مدينة الحسين الطبية بمستشفياتها ومراكزها الطبية المتخصصة، وكذلك عشرة مراكز طبية في مختلف أنحاء المملكة.
وأشار إلى أن الخدمات الطبية بصدد الانتهاء من مشروع تحديث وتوسعة مستشفى الملكة علياء في عمان، بسعة تقارب 300 سرير، ورفده بالكوادر المؤهلة لخدمة منطقة شرق عمان، مضيفا أن هناك خطة لتوسعة مركز معالجة الأورام بالأشعة في المدينة الطبية، ليصبح بسعة تقارب 150 سريرا.
وبين أن الخدمات الطبية الملكية تعمل على تأهيل وتدريب كوادرها من خلال إقامة برامج تعليمية وتدريبية مع العديد من دول العالم.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.
ويشار إلى أن مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لأمراض وجراحة الكلى وزراعة الاعضاء أنشئ في حرم مدينة الحسين الطبية، ليكون أول مركز متخصص في هذا المجال في المنطقة، ويوفر المركز تدريبا معترفا به لأطباء الاختصاص على المستويين المحلي والاقليمي.