الملك يواصل جولته في الجنوب ويزور منطقة معان التنموية

يطلع على مشروع مستفيد من برنامج انهض في معان

27 يناير 2020
الملك يواصل جولته في الجنوب ويزور منطقة معان التنموية

صراحة نيوز –

واصل جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، جولته في مناطق الجنوب، التي بدأت في يومها الثاني من منطقة معان التنموية، حيث اجتمع جلالته مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة تطوير معان التنموية، وممثلين عن المجتمع المحلي في معان.

وأكد جلالة الملك، خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الوزراء عمر الرزاز، ضرورة مشاركة أهل معان في إعداد خطة لتطوير المحافظة، بالتنسيق مع الحكومة، على أن تنفذ وفق إطار زمني واضح، وأدوات قياس للأداء.

وأكد جلالة الملك أن مصلحة المواطن أولوية. وقال: “أنا لما بحكي استثمارات، بدي المواطن يستفيد”.

وتابع جلالته: “الوقت مهم جدا؛ لأننا لا نريد بعد سنة، سنتين نتحدث بنفس المشاكل”.

وقال جلالة الملك: “رح نمر عليكم بشهر 2، وبشهر 3، كل ما نقعد معكم بنشوف إلى أين وصلنا، وكيف نطور الأفكار”، مشددا جلالته على أهمية العمل بتشاركية بين الجميع.

وشدد جلالة الملك على ضرورة التخفيف عن الأهل في معان، لافتا جلالته إلى أهمية جذب المزيد من الاستثمارات للمنطقة.

وأشار جلالته إلى أن الجميع يدرك حجم تحدي الفقر والبطالة، وهدفنا تحسين الأوضاع، وإبراز صورة معان للمستثمرين الأجانب، بالتعاون بين الجميع.

وشدد جلالة الملك على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص؛ لوضع الحلول لمشاكل المنطقة، مشيرا جلالته إلى ضرورة إعداد دراسة بهذا الخصوص.

وقال جلالة الملك، إنه وبالنسبة للصناعات، فلا بد من أن نحدد ما تتميز به معان، وهذا مهم جدا، مضيفا جلالته أنه لا نريد أن نعود بعد 10 سنوات ولم يتحقق سوى 20%.

جلالة الملك أهمية تطوير منظومة النقل في الجنوب، ويجب وضع خطة بهذا الخصوص. وتعد زيارة جلالة الملك لمنطقة معان التنموية، مقدمة لسلسلة زيارات سيقوم بها جلالته، للالتقاء مع ممثلين عن محافظة معان بهدف إيجاد حلول للعقبات والمشاكل التي تواجههم.

وخلال الاجتماع، لفت رئيس الوزراء عمر الرزاز إلى أنه قابل خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس قبل أيام مستثمرين، وأبدوا اهتماما بالاستثمار في واحة الحجاج من خلال إقامة (استثمارات) على الخطوط الرئيسية لتقديم خدمات للمسافرين.

وقال الرزاز: “نحن ندرك أن شركات الطاقة لا تستحدث فرص عمل، أو وظائف كثيرة، ولكننا طلبنا من هذه الشركات تأسيس صندوق للمسؤولية الاجتماعية”، لافتا النظر إلى أنه سيتم عقد لقاء خلال أقل من شهر، للتأكد من أن الصندوق يقوم بدوره في دعم البلدية، والتنمية المجتمعية في المحافظة.

وقدم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير معان المهندس حسين كريشان إيجازاً، لفت فيه إلى أن منطقة الروضة الصناعية تضم 26 استثماراً بقيمة إجمالية تبلغ 70 مليون دينار، و9 استثمارات في مراحل التجهيز بقيمة 6 ملايين دينار، و3 استثمارات متوقفة عن العمل نجحت الشركة في معالجة التحديات التي تواجه إحداها، فيما تعمل على حل مشكلتي الاستثمارين الآخرين.

وحسب كريشان، فإن الاستثمارات الصناعية في منطقة الروضة الصناعية، تشمل مصانع في مجال الجلود، والأحذية والأسمدة والمبيدات الزراعية، والصناعات الكهربائية والصناعات البلاستيكية، وفرت 230 فرصة عمل لأردنيين.

وفيما يتعلق بالمجتمع السكني لمنطقة معان التنموية، لفت إلى أنه تم بناء سكن طالبات مكون من مبنيين بمساحة إجمالية تقدر بنحو 33 ألف متر مربع، يهدف إلى مساعدة الجامعة على استقطاب مزيد من الطلبة للدراسة فيها، ووفر 50 فرصة عمل لأردنيين.

وعن واحة الحجاج، قال كريشان: إنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من الواحة بكلفة بلغت نحو 4 ملايين دينار، وبدأت بتقديم خدماتها للحجاج والمعتمرين منذ عام 2016، ووفرت حتى الآن 17 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي، لافتا النظر إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع شركة جت لاعتماد الواحه كنقطة توقف حصرية لرحلاتها المنتظمة إلى العقبة، وبما يحقق تشغيلا للواحة على مدار العام. وفيما يتعلق بالمجمعات الشمسية، بين أنه تم إنجاز جميع مشاريع المجمع الشمسي الأول وعددها 9 باستطاعة توليدية بلغت 165 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، بحجم استثمار متحقق يبلغ 500 مليون دولار، مثلما تم إنجاز البنية التحتية للمجمع الشمسي الثاني بكلفة وصلت إلى 1.6 مليون دينار، إذ وفرت هذه المشاريع 189 فرصة عمل لأردنيين.

ولفت رئيس هيئة الاستثمار خالد الوزني إلى التوجهات التي تنتهجها هيئة الاستثمار بالتعاون مع منطقة معان التنموية حول الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة والتسهيلات التي تقدمها للمستثمر، إضافة إلى التنسيق المشترك بين المنطقة والهيئة في جذب الاستثمارات وتقديم التسهيلات والتبسيط على المستثمرين الحاليين في المنطقة.

وبين أنه تم وضع جميع الفرص الاستثمارية في منطقة معان التنموية على التطبيق الذكي للهيئة والخارطة الاستثمارية لها، بهدف الترويج إلى تلك الفرص في المنطقة العربية وحول العالم، مشيرا إلى أن مجموع الاستثمارات المتوقعة في تلك الفرص يتجاوز 350 مليون دولار.

ورحب النائب خالد الفناطسة بزيارة جلالة الملك إلى معان التي تحظى باهتمام ورعاية ملكية، للنهوض بواقع المحافظة وإيجاد بيئة استثمارية قادرة على استقطاب رؤوس الأموال، وجعلها وجهة استثمارية مميزة.

ودعا إلى الارتقاء بواقع خدمات الرعاية الصحية في المحافظة، ومعالجة نقص بعض الاختصاصات الطبية، وإيجاد فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة، وإعادة تأهيل طريق الشيدية، وبناء مدرستين في منطقتي طريق أذرح وسطح معان، والبدء بمشروع الميناء البري.

وأعرب النائب عبدالله القرامسة باسم أبناء محافظة معان عن ترحيبه بالزيارة الملكية للمحافظة، مثمناً حرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء شعبه في مختلف مناطق المملكة.

وتحدث عن أهمية التشغيل والتدريب لأبناء وبنات المحافظة، بما ينعكس إيجاباً على تأهيلهم للدخول في سوق العمل، مؤكدا ضرورة الإسراع في تنفيذ إنشاء كلية طبية في المحافظة. وأشار رئيس مجلس محافظة معان عبدالكريم الجازي خلال كلمته إلى ارتفاع معدلات البطالة بين شباب المحافظة، الأمر الذي يستدعي التركيز على تدريب الشباب لغايات تشغيلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.

ودعا إلى معالجة ضعف شبكة النقل الواصلة لبعض الوحدات الإدارية البعيدة نسبياً عن مركز المحافظة، التي تحول دون استفادة أبناء هذه المناطق من الفرص والوظائف المتاحة، مشيراً إلى أن تخفيض موازنات مجالس المحافظات يؤثر سلباً على أدائها العام.

وبين الجازي أننا في معان نتطلع إلى مشروع الميناء البري الذي يسهم في توفير فرص العمل، إلى جانب المباشرة في مشروع الربط السككي بين معان والعقبة، مطالباً في الوقت ذاته بتخفيض كلف الطاقة على المستثمرين.

وقال رئيس بلدية معان الكبرى أكرم كريشان، إن شركات الطاقة المتواجدة في معان لم تسهم في توفير فرص العمل لأبناء المحافظة بشكل كاف، كما أن أدوارها في إطار المسؤولية الاجتماعية محدودة.

وأشار إلى ضعف موارد البلدية وحاجتها للدعم، لافتاً النظر إلى أهمية إنشاء مدارس جديدة في التجمعات السكانية في المحافظة، إلى جانب مدرسة الثقافة العسكرية التي يجري العمل على تنفيذها حالياً.

وبين كريشان أن بلدية معان تسعى للاعتماد على الطاقة البديلة للتخفيف من كلف الطاقة، داعياً إلى تذليل التحديات التي تحول دون الاستفادة من الطاقة البديلة.

وقال رئيس جامعة الحسين بن طلال، نجيب أبو كركي، إن الجامعة تعد أكبر مشروع تنموي في محافظة معان، ولديها شراكات مع شركة تطوير معان من خلال توفير مساكن للطلبة.

وأشار إلى الموقع المتقدم الذي تتمتع به جامعة الحسين بن طلال في دراسات “الاستشعار عن بعد”، ما وضع المملكة في مركز الصدارة بالشرق الأوسط باستخدامات هذه التقنيات، وذلك بحسب بحث شامل أجري في الولايات المتحدة الأميركية، ويقارن بين 83 دراسة.

وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومحافظ معان.

وخلال الزيارة، اطلع الملك على مراحل إنتاج وتصنيع الأكواب الورقية، حيث استمع إلى شرح قدمه الشاب الفناطسة عن المشروع الذي بدأ كفكرة ترجمت على أرض الواقع، ليكون أنموذجاً في العزم والتصميم في الاعتماد على الذات، والاستفادة من الفرص.

وعبر الملك عن فخره واعتزازه بعزيمة وهمّة الشباب الأردني، وقدرتهم على الإنجاز، حيث قال جلالته مخاطباً الشابين صبحا والفناطسة: “أنا فعلاً سعيد، لأننا بعدما التقينا، وتحدثتما عن المشروع، تمكنتما من تحقيق هذا الطموح من خلال برنامج انهض”.

وتمكن صبحا والفناطسة من الحصول على قرض من قبل البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي “انهض” بقيمة 250 ألف دينار، مما أتاح الفرصة أمامهما لدخول سوق العمل والاستثمار.

وفي مقابلة صحفية، بين أحمد الفناطسة، أنه بدأ العمل بتنفيذ الفكرة على ماكينة تصنيع واحدة في مستودع بجانب منزله كان قد أعده لهذه الغاية، مشيراً إلى أن طموحه لم يقف عند هذا الحد، وإنما كان يفكر دوماً في تأسيس مصنع لإنتاج الأكواب الورقية، خاصة بعد تلقيه العديد من العروض من داخل الأردن وخارجه.

وقال: “عندما تشرفت بلقاء جلالة الملك في شهر تشرين الثاني الماضي، وطرحت خلال اللقاء التحديات التي تواجهنا في المشروع، وجهنا جلالته إلى الاتجاه للبرنامج الوطني للتشغيل الذاتي (انهض)”، لافتاً النظر إلى أنه بعد التقدم للمنصة، وإجراء دراسات الجدوى للمشروع، حصل على التمويل اللازم لتنفيذ المصنع.

وأشار الفناطسة إلى أن المصنع الآن يعمل بـ 10 خطوط إنتاج، ويصدر منتجاته لدول عربية وأجنبية، معبراً عن تقديره لجلالة الملك على توجيهاته المستمرة للحد من البطالة عبر دعم ثقافة التشغيل الذاتي، وإنشاء المشاريع الإنتاجية في مختلف القطاعات التشغيلية.

وأشاد بمنصة “انهض” التي تقوم بدراسة المشاريع المقدمة وآلية تنفيذها على أرض الواقع، إضافة إلى تقديم المنصة لدورات تتعلق بإدارة المشاريع والمحاسبة لجميع العاملين بالمصنع، داعياً في الوقت ذاته شباب وشابات الوطن للانخراط بالبرامج التشغيلية، والاستفادة من الفرص المتاحة.

وبين أن حجم الإنتاج الشهري للمصنع يصل إلى 20 ألف كرتونة تقريباً، ومن مختلف أحجام الأكواب الورقية.

يوسف أبو صالح، أحد العاملين في المصنع، قال إنه حصل على فرصة عمل من خلال منصة “انهض”، التي قامت بدورها في تقديم العديد من الدورات التدريبية على مدار شهر كامل.
وأضاف أن إنشاء هذا المصنع أسهم في توفير أسباب الحياة الكريمة لعدد من أبناء المنطقة الذين كانوا متعطلين عن العمل.

ويوافقه على ذلك زميله العامل محمد البزايعة الذي كان متعطلاً عن العمل لأكثر من عام ونصف، حيث تقدم بطلب توظيف للمصنع الذي أشركه في الدورات التي تقدمها منصة “انهض”.

ودعا الشباب المتعطلين عن العمل إلى الاستفادة من الفرص المتاحة، والانخراط بالبرامج التشغيلية والإنتاجية، بما يوفر لهم فرص عمل مناسبة تسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.

ورافق جلالته خلال الزيارة، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة.

ووفقا لأرقام رسمية، فإن إجمالي عدد الطلبات التي تم تقديمها لمنصة البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي “انهض” منذ إطلاقه نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، بلغ 9 آلاف طلب، تخضع جميعها لعملية التقييم.

وبلغ عدد الذين أنهوا التدريب في مركز تطوير الأعمال 345 شخصا، فيما بلغ عدد الذين أنهوا دراسات الجدوى الاقتصادية من قبل مركز “إرادة” 100 شخص، وبلغ عدد الذين حصلوا على موافقة أولية للتمويل من قبل البنوك 17 شخصا، بقيمة إجمالية بلغت نصف مليون دينار تقريبا.

 

الاخبار العاجلة