صراحة نيوز -بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
النشميات الأردنيات ، بفضل غياب دور الحكومات ، أصبحن غارمات ، سجينات ، مخدوعات ، مدينات ، رهينات ، وهن يبحثن عن الفُتات ، مكابدات ضنك العيش ، والبحث عن لقمة كريمة ، مهما كانت بسيطة ، تسد الرمق ، وتكفي العوز ، دون ان تكون مغموسة في الكرامة او الشرف ، تورطن في قروض ، المخفي فيها أعظم من المعلوم ، مموليها مجهولون ، مستترون ، ليس من حياء ، او عطاء في الخفاء ، ليتعاظم الأجر ، وتزداد الحسنات ، لكن ليتجنبوا الفضيحة ، وليشبعوا نهمهم في الحصول على الثراء الفاحش ، بغض النظر عن الوسيلة ، لانهم ميكافليون ، الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، يديرون شركات تمويل ، وهم متوارون عن الأنظار ، كأنهم لُقطاء ، او مجهولي النسب ، ففرضوا نِسب فائدة ليست عالية فقط ، بل خيالية تصل في بعض الأحيان الى ٣٦٪ ، هذا الجشع والاستغلال ، إمتد لسنوات ، دون ان تلتفت الحكومات ، مثلما حصل في موضوع البورصات ، وحكوماتنا غارقة في سُبات ، لا تتحرك الا بعد فوات الأوان .
الغارمات بحثن عن السِتر ، في بيئة الفضائح ، النشميات أصبحن خريجات سجون ، ولهن قيود أمنية ، وأسبقيات جرمية . الغارمات أغلبهن لسن نصابات ، ولسنا مخادعات ، بل مخدوعات ، ومبتليات ، وهن يبحثن عن الفُتات ، في ظل تنصل الحكومات .
في وطني الحبيب ، أردن النشامى والنشميات ، الفساد يتجلّى ، والحكومة تتفلّى ، والحكومة تتخلّى عن دورها الرقابي ، وتتنصل من مسؤولياتها ، لتصد جشع أصحاب رؤوس أموال ، أصلها من حرام ، وتتنامى من سُحت ، غرروا بنساء بسيطات ، خدعتهن بساطة الإجراءات ، كأنها أُعطيات ، او هِبات ، وهنّ معوزات ، وأياديهن فارغات ، وجيوبهن مَخيطات . والحكومات سكتت و( طنشت ) وحكومة إحتارت ، وأبلست ، مع ان ما دُفع لفنانات ، يسد مديونية مئات الغارمات ، هذا لو ان عند الحكومة أولويات ، ولو ان الحكومات التفت الى ضخامة عدد الغارمات ، حيث وصل عدد اللواتي مطالبات بمبلغ أقل من الف دينار ( ٥٦٧٢ ) حسبما أُعلن ، ألم تلفت الحكومات الى ضخامة العدد !؟ وانه يؤشر على وجود خلل خطير .
هل هناك ذُلٌ أفظع من السجن ، وحبس حريات نساء غُرر بهن وهن مُعوزات ، تصوروا معي حجم الضرر النفسي والعائلي عندما ينتهي مصير أمهات الى هكذا نهايات ، في وطنهن ، الذي يفترض انه يأبى عليهن الإهانة ، لكن اذا كانت كل مقدرات الوطن ضاعت وسُرقت نهاراً جهاراً دون أي إلتفات ، فالوطن ومواطنيه في مهب الريح ، مستقبل مجهول ، ولا شيء مأمول ، نتمنى ان لا ينتهي الى أُفول .