صراحة نيوز – رد تيار الوصفيون الجدد بقوة على تصريحات وزير الداخلية الاسبق نذير رشيد وقد فندوا كلامه بأنه إدعاء في غير محلة وكان رشيد يتلقى الاوامر من وصفي وتساءلوا لمصلحة من هذه المحاولات اليائسة التي يريد اصحابها تقليل زخم الحضور الشعبي لشخصية الشهيد وصفي التل رحمه الله
نص البيان
بيان صادر عن (الوصفيون الجدد)
بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم.
خمسة عقود مرت على رحيل الرمز الخالد, خمسة عقود مرت, وما نسي الأردنيون حرا كان صوتهم ونبضهم وأملهم, وكذلك لم يفعل احرار العرب ومناضلوهم, الذين رأوا بالشهيد وصفي مصطفى وهبي التل, القائد العربي المناضل المنافح عن حقوق الأمة من محيطها الى خليجها, وخاصة فلسطين المحتلة وشعبها المنكوب.
وحيث استشهد وصفي كما عاش, واقفا مقبلا لا مدبرا, واضحا براقا كحد السيف, لا يجامل على حق, ولا يغازل باطلا من اجل مصلحة, نقيا كما مطر الوطن, ولأنه حمل فكره وخطته للتحرر والتحرير الحقيقي, الذي لم يتفق مع التجارة بالأوطان وحروب الشعارات العربية الرنانة التي تعمل على تلميع الشخوص وليس تحرير الأمة والمغتصبات, والتي كانت هي جلّ بضاعة الساسة التجار والقادة الذين امتهنوا التدليس على الأمة مع أبواق اعلامهم التي جوعت سمك البحر دون ان تحمي البر, كان لا بد لهذا الصادق ان يفسح الساحة لاستمرار الكذب والكذابين.
وكان لا بد لهذا القمر من الأفول, لتبقى العتمة على قدر ايدي حرامية الشهرة والنرجسيين من باعة الكلام وممتهني تخدير الشعوب. وكان الثامن والعشرون من تشرين ثاني عام الف وتسعمائة وواحد وسبعين, وكانت جريمة قنص الأسد في ظهره, رغم اقدام وانكشاف صدره وعزيمته, وكانت رصاصة الغدر التي تبعتها رصاصات التمويه والتعمية, ليرتقي الشهيد الى ربه نقيا طاهرا مقداما, غيلة في ارض الكنانة وضيافة الشقيق الأكبر.
ومنذ خمسة عقود مرت, خرج الكثيرون للحديث عن معركة الشيراتون غير المتكافئة, وأدلى الكثيرون بدلائهم بنوايا وأساليب مختلفة تبتعد وتقترب عن الحق والحقيقة والواقع والصحيح, ومن ضمن هؤلاء كان مدير المخابرات ووزير الداخلية الأردني السابق اللواء نذير رشيد, الذي تحدث مرارا وتكرارا مؤكدا انه كان على علم وثيق, بحكم منصبه ومهمته الوظيفية, بوجود محاولة لاغتيال دولة الرئيس وصفي التل في القاهرة, وأكد على انه قد نصح بعدم سفر دولته, مثلما أكد على رفض الشهيد وصفي التل لفكرة النكوص عن مهمة وطنية ذات شأن دقيق ومهم, درءا لخطر عن حياته الشخصية.
وليس غريبا ان يكون الرجال الرجال محط جدل واختلاف, ولكن الغريب ان يخرج نفس النذير, احد موظفي حكومة دولة الشهيد آنذاك, الى الاعلام, ليتكلم بصوت اخر ونسق مختلف لا يتواءم مع ما سلف له من احاديث موثقة, ليلمح حينا ويصرح حينا اخر, بأن صاحب الولاية العامة دولة الشهيد وصفي التل, لم يكن صاحب ولاية, ولم يكن على معرفة بما يدور في الوطن, بل وأن ما يجري من احداث جسام لم تكن بعلمه ولا بإدارة حكومته, وحتى يذهب نذير الى التلميح بأن وصفي التل كان يملك برنامجا خاصا ليس لنا به علاقة, وكان ينتظر فرصة لم تُتح له.
نذير رشيد, تخطى حدود المنطق والمعقول, وتعدى على وعي أصحاب الإدراك, اذ رمى بحديثه الأخير, الشهيد الذي كان يكتب له التقارير الأمنية ويتلقى اوامره التنفيذية, بما لا يمكن ان يحاكي شخصية الشهيد ولا يليق بوطنيته وشخصيته المناضلة السيدة المستقلة, الواعية لأخطار الصهيونية على فلسطين والوطن العربي الكبير.
لقد اكد نذير رشيد في سياق روايته, ان وصفي كان يسعى لجعل الأردن ارض الحشد والرباط من اجل فلسطين, ويتباكى النذير مستنكرا: ونحن لا نملك الامكانيات والمقدرة.
وإن لم تكن هذه وسام شرف وفخار يزين صدر وتاريخ وصفي التل, فلا يمكن ان يكون سهم رشيد الا قد طاش وهوى في جعبة من دفعوه للحديث المنفر عن وصفي التل, وبهذا الوقت بالذات الذي تواجه به فلسطين اخر هجمات صهيونية لتصفية القضية وسلب ما تبقى من عروبة فلسطين وارضها المقدسة, كما هي الهجمة على الأردن, الدولة والوطن, لتحميلها وزر وعبء العدوان الصهيوني ومن يدعمه.
اما التلميح غير المؤهل لأطماع وصفوية لم يصرح بكنهها نذير رشيد, والتي تفوح منها رائحة الاتهام بأطماع شخصية بالحكم, فهذا ما لا يقبله حتى الادراك الآدمي او يستسيغه صاحب بصيرة, والجميع يعرف مواقف وصفي التل ودعمه اللامحدود للنظام الهاشمي, الذي يفسر ثقة الملك الراحل الحسين, رحمه الله, به وتكليفه بتحمل المسؤولية التنفيذية لخمس مرّات, وفي اصعب الأوقات وأدق الظروف وأخطرها, التي مرّ بها الاردن كيانا ودولة ونظاما.
ونحن نحدس فقط, دوافع هذا التسعيني الذي خبِر سماحة وتسامح الأردنيين ليتسنم اعلى المناصب الأمنية في هذا الوطن, بعد ان كان طريدا مطلوبا لأمن الدولة والقضاء الاردني, بأخطر التهم وأكثرها بعدا عن الوطنية والولاء والانتماء لدولة ونظام, فإنه لا يمكن لعاقل او موضوعي ان يأخذ من حديث نذير رشيد بهذا التوقيت بالذات, ما يدعم مصداقية شاهد على التاريخ او مواكبا للأحداث والحقبة, ولنبحث في عمر الراوي عن عذر يرحم ذاكرته وسنينه, وما علق بهما او غاب عنهما, ولكننا سنبحث في نفس الوقت عمن دفع نذير للحديث في هذا الآن وبهذا النسق غير الصديق للشهيد التل.
العسل المسموم الذي حاول نثره الباشا نذير, بعد ان شهد بنقاء ونظافة وإخلاص وصفي التل, لن يخدع احدا, ولن يقدر على تزوير التاريخ ولا بالإطاحة بالنياشين والأوسمة الوصفوية التي لا تعد ولا تحصى, وأجلها ثقة الأردنيين وحبهم وتقديرهم واستذكارهم لأبي مصطفى, بعد كل هذه العقود, ولن تجدي محاولات اغتيال الشهيد المتكررة من بعض الحاقدين وأعداء الوطن والطهارة.
ومن المدهش ان تاتي تصريحات نذير بعد مرور خمسة عقود على رحيل اكثر النجمات لمعانا في سماء الشرق العربي وزينة اقمار الاردن وبعدما ادرك الصغار قبل الكبار الحاجة الى احياء قيم وافكار ونهج الشهيد في ادارة البلاد واستنهاض الهمم وحشد الطاقات وتمتين الجبهة الوطنية لتتمكن البلاد من ادارة نفسها وبلورة هويتها والحفاظ على مصالحها على غير طريقة الترتيبات التي يدعو لها البعض لم يكن وصفي يعرف غير الاردن بلدا, فقد تغنى عرار بكل اوديتها وقلاعها ولم يكن له غير العروبة مذهبا ولم يكن يوما مرتزقا ولا خائنا او مدعيا, فانجازاته في الطفيلة ومعان والكرك والمفرق والاغوار والبادية, وكل زاوية من زوايا الوطن, تتحدث عنه وتشهد له, وتخلد ذكره وفكره.
(من أشدّ الجوانب فجيعة في المأساة الفلسطينية, طغيان المغالطات وألوان الافتراء والتجنّي على التاريخ). الشهيد وصفي التل ومن نافلة القول ان نكرر التأكيد على ان يعجز بعض اللغو من إطفاء جذوة تمور في ضمائر الأردنيين وتتأجج في وجدانهم, اسمها شيخ شهداء الوطن, وصفي التل, رحمه الله, لن نسمح باغتيال الشهيد مجددا, وكلما طرأ على بال احد او مصلحته, الهرف وبث السم.
(الوصفيون الجدد) عمان, 1/2/2020