صراحة نيوز – قلم عوض ضيف الله الملاحمه
الى متى يستمر تجاهل حكوماتنا الجاهلة بادارة شؤون الوطن لآراء العلماء المتخصصون في شأن جائحة كورونا !؟ الى متى تستمر هذه الحكومات باتباع اسلوب العناد ، والتحكم ، والتسلط ، والسيطرة ، واختطاف القرار من العلماء اصحاب الاختصاص الدقيق !؟
منذ بداية الجائحة وتخبُط الحكومات هو سيد الموقف . ومنذ بداية الجائحة والعلماء يُهمَّشون ، ويُستبعدون عند اتخاذ القرارات المتعلقة بتخصصهم . ومنذ بداية الجائحة خسرنا خبرات عدد من العلماء ذوي الاختصاص الدقيق في الفايروسات خاصة ، وما يتعلق بالادارة الصحية التخصصية للجائحة عامة ، وذلك بسبب الإقصاء المتعمد من الحكومة .
حتى أُبين لكم ان وطننا منكوب بالحكومات وعشوائية ادائها النابع من عشوائية اختيارها ، سوف اوجز لكم بعض النقاط الهامة التي لها مساس خاص ومباشر بقرارات الحكومة لتبيان تشددها غير المبرر في استمرار الاغلاقات ، مع انها من سطحيتها ، وعشوائية ادائها ، أمَّلتنا كثيراً بصيفٍ آمن ، وتمخضت قراراتها المعقدة والشائكة عن استكمال فتح القطاعات في الشهر التاسع ( أيلول ) ، وكانها لا تعرف ان ايلول يتبع فصل الخريف فعلياً .
سوف اورد نقاطاً محددة اقتبستها من تقرير طبي علمي نشره معالي البروفيسور في الطب / عزمي محافظة ، والذي اعرف انه يُعتبر المتخصص الأول في علم الوبائيات :-
1. كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن حدوث موجة ثالثة لوباء كورونا في الاردن . وفي الحقيقة انه لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق باحتمال حدوث موجة ثالثة ، وموعدها ، ان كانت ستحدث أصلاً ، لان ذلك يعتمد على نسبة المناعة المجتمعية ، والتي لا يمكن تحديدها بدقة ، الا باجراء دراسة مسحية مَصلية ، على عينة ممثلة من السكان ، وهذه الدراسة مستحقة ، وكان الأولى بوزارة الصحة ان تجريها منذ اسابيع . ويعتقد ان المناعة المجتمعية في الاردن لا تقل عن (( ٦٠٪ )) نتيجة الاصابة الطبيعية بالفايروس ، وكذلك التطعيم . ثم يقول انه حتى لو حدثت موجة ثالثة لن تكون بحجم الموجتين السابقتين .
2. إن الوضع الوبائي الحالي في الاردن مطمئِن ، لان النسبة اليومية للفحوص الايجابية أقل من (( ٥٪ )) — وهنا أضيف انا بان النسبة الفعلية لهذا اليوم الاثنين ٢٠٢١/٥/٣١ هي (( ٢,٦٪ )) حسب وزارة الصحة — واضاف ايضاً بان عدد الحالات اليومية أقل من (( ١٠ )) حالات لكل (( ١٠٠,٠٠٠ )) نسمة لأكثر من اسبوعين ، وكذلك فان عدد الوفيات انخفض بشكلٍ كبير . ويضيف بان جميع هذه المؤشرات مطمئِنة ، خاصة وان تجمعات العيد والمسيرات الشعبية التي حدثت في آخر شهر رمضان مرت بسلام ولم تؤدِ لزيادة في عدد الحالات ، بل استمر التحسن في الوضع الوبائي . ومَردُ ذلك على الاغلب هو تناقص اعداد الاشخاص المستعدين للإصابة بسبب المناعة المكتسبة .
3. لجميع ما تقدم فانني اعتقد ان خطة تخفيف الاجراءات التي اعلنتها الحكومة في الاسبوع الماضي قد تأخرت كثيراً عن موعدها . وكان الأجدر بالحكومة اعلان خطة للفتح التدريجي للقطاعات مع بداية تحسن الوضع الوبائي في شهر (( نيسان )) . بحيث تفتح القطاعات بشكل كامل مع بداية الصيف او بداية شهر (( تموز )) . بحيث تتاح الفرصة لتلك القطاعات لتعويض بعض خسائرها . فالخطة التي اعلنتها الحكومة لا تهيء لصيف آمن ، بل خريف او شتاءٍ آمن . (( وهذا هو السبب الذي دفعني انا لكتابة هذا المقال لتطابق وجهتي نظرنا ، لكنني لم اكن أملك الحُجة العلمية الطبية على ذلك ، فتجنبت الكتابة ، الى ان أطل علينا معالي البروفيسور الطبيب / عزمي محافظة )) .
للعلم فان مصر الشقيقة قد قررت رفع كافة اجراءات الحظر اعتباراً من يوم ٢٠٢١/٦/١ . كما يتوقع ان ترفع الامارات العربية المتحدة الشقيقة كل الاجراءات اعتباراً من يوم ٢٠٢١/٦/١٥ .
إقتصادنا مُنهك ، وشِبه متهالك قبل الجائحة . وهو على وشك الانهيار بسبب تشدد الحكومتين السابقة والحالية في تعاملهما الخاطيء مع الجائحة . فكانوا يتشددون باجراءات الحظر على القطاعات الحيوية ، ويُهمِلون منافذ قاتلة ادت لانتشار الفايروس بشكل مُرعب . كما حصل بعدم الالتفات الى المعابر من قبل الحكومة السابقة ، وعدم وقف الرحلات القادمة من بريطانيا من قبل الحكومة الحالية ، مما ادى الى انتشار موجة موجعة للوطن والمواطن .
يا حكومتنا ( غير ) الرشيدة ، هل الموجات تأتي بقرار ام وفق معطيات او مؤشرات اواختلالات في النظام الصحي !؟ ولماذا لا تتشاور الحكومة مع اصحاب الاختصاص الدقيق وتأخذ برأيهم !؟ أم ان الأمر ينحصر في التفكير السلطوي ، المتعجرف ، المبني على الجهل وقرارات الجُهلاء ، بينما لا يُلتفت الى آراء العلم والعلماء .
مع انني متقاعد ، وليس لي اية مصلحة او منشأة خاصة ، ولا أمارس اي نشاط تجاري بالمطلق ، الا ان دافعي الأوحد والوحيد هو مصلحة وطني الحبيب ، عندما يتولى إدارته من هم ليسوا بمستوى ادارة وطن . ثم ان دافعي الثاني هو شعوري مع ابناء وطني ممن يملكون مصالح خاصة أخذت منهم اجراءات الحظر غير المنطقية كل مأخذ ، مما ادى الى افلاس الكثيرين ، وترنح الغالبية ، وازدياد اعداد المعطلين عن العمل ، متوسماً بالله ان يعوضهم خيراً في فصل الصيف بسبب قدوم المغتربين والسائحين .
إذا كان لدى الحكومة الحالية ادنى درجة من الحرص على الوطن وقطاعاته ومنشآته ونشاطاته . وإذا كانت هذه الحكومة تصدع وتستجيب للقول الحق ، لترتفع ، وترتقي ولو قليلاً في ادائها ومشاعرها تجاه الشعب ، ارى انها ستُحترم لو تراجعت عن تاخير فتح القطاعات ، وسرّعت ذلك قدر الامكان ، فالرجوع عن الخطأ فضيلة ، متمنياً ان تكون من أهل الفضل .
مذكراً انه سبق للحكومة الحالية ان اخذت بمقترح لي ايام الانتخابات واشكرها على ذلك .
نعم ، الرجوع عن الخطأ فضيلة واتمنى ان تكونوا من اهلها على الاقل بالرأفة بالقطاع الخاص . استحوا علينا ، وبلاش الاستمرار في هكذا حماقات دمرت الوطن . مع ان كل قرش يكسبه التاجر لكم ثُلثيه لخزينتكم المستباحة المنهوبة . كم عالم جليل استبعدتم ، وأهنتم ، واقصيتم ، وهمّشتم . وكم جأر لكم بالشكوى مسؤولي القطاعات التجارية ، مثل السيد / خليل الحاج حسن ، رئيس غرفة تجارة عمان ، والسيد / نائل الكباريتي ، رئيس غرفة تجارة الاردن .. وغيرهما ، وهم ينشدون ان تنسقوا معهم ، وان تلتفتوا لقطاعاتهم المدمَرة . وأختم باقتباس من صفحة ابن العم الاستاذ / عبدالكريم الطراونه :-
يا سادراً في غِيّهِ ألا إتَئِدْ / العمرُ أقصر من ان تعود وتستعد .