جامعة اليرموك… منارة اربد، وأيقونتها، وصرحها العلمي الكبير؛ فاليرموك عزيزة علينا، نتشارك حبها ودعمها وذكرياتها وطموحها وأمالها… ولهذا وجب علينا أن نتكلم عنها بصفاء ووفاء ومصداقية، وان لا نجامل أحد بحقها، ولا نخشى في الله لومة لائم بان نتكلم كلمة صدق تصف حالها وأوضاعها.
فقد تناوبت إدارات عديدة على رئاسة الجامعة منذ تأسيسها ولغاية الأن، وقدمت كل إدارة ما قدمت، فأنجزت في جانب وقصرت في جانب آخر؛ مع علمنا الأكيد بحتمية التمايز في الإنجازات بين إدارة وأخرى، وكذلك التقصير قد تفاوت من عهد إلى عهد، وهذا حال العمل والإدارة والمسؤولية العامة؛ ألا أننا نكتب اليوم وبقوة …لأننا لم نلحظ في زمن عديد الإدارات السابقة أي اهتمام إعلامي يذكر عن تلك الإنجازات أو تلك التقصيرات.
ولكننا اليوم وفي عهد إدارة الرئيس رفعت الفاعوري …نشهد حملة مسعورة من قبل بعض الأقلام القليلة جدا جدا التي تكتب دون دليل أو موضوعية، والتي تستشهد بمواقف بالية لا أساس لها من الصحة، وتعلق على أحداث مرت نعرفها جميعا بشيء من الكذب والافتراء؛ وكأنهم اقتنعوا -لأنهم يكتبون وينتقدون – مرفوع عنهم القلم ولا يؤاخذوا بما عملوا أو كسبوا أو كتبوا؟!!. بل زادت مساحة أقلامهم المسمومة، واتسعت رقعة أوهامهم، ظانين أن لن يقدر عليهم أحد؛ والأدهى من ذلك وامر لا يحرك أحد منا ساكنا للجم تلك الأصوات التي تدعي مصلحة الوطن وتتغنى به وهي أكثر الناس بعدا عن الوطن وهمومه.
وأصبحنا نتساءل لماذا لا يكتب منا أحد عن الإنجازات التي تحققت في عهد هذه الإدارة؟؟ أو على الأقل نتصدى لتلك الأكاذيب والافتراءات؛ فالساكت عن الحق شيطان اخرس؛ أم نخشى أن نتهم بالتسحيج والنفاق.
والبعض قد يجيب بان الإنجاز والعمل المخلص لا يستحق الثناء والشكر! بحجة انه واجب على من يتصدى للعمل العام والمسؤولية العامة… بينما وفي الوقت نفسه نطبل ونزمر لمن نريد رغم تواضع إنجازه وعمله، مدفوعين بمصالح ضيقة لا تكاد تضيء لنا دربا بطول أمتار قليلة جدا حتى تنطفئ تلك الأنوار المصطنعة، ونقع في الظلام مرة أخرى، فيغشانا جميعا، ولا يخرج من يقرع الجرس ويقول لهؤلاء كفى، أطبقوا أفواهكم المسيئة… حتى تستقيم الأمور ويستمر العمل ويتحقق الإنجاز.
وللأسف ورغم هذا الحال لا نعترف بجرائمنا التي نقترفها بحق الآخر…ذاك الأخر(المتهم) الذي تهمته فقط انه تولى مسؤولية عامة!!! حتى أصبحنا نكره المواقع الرسمية ونبتعد عنها خوفا من أصحاب تلك الأقلام الجائرة والأفواه الجائعة التي سادت في مجتمعاتنا، وتصدرت مجالسنا فأصبحنا نستكين إلى الأرض، خائفين منها رغم علمنا الأكيد بضعفهم وتفاهتهم… وعلمنا أيضا أن الصدأ قد ران على قلوبهم وانقلبت موازينهم…. موازين أشباه الرجال، لارتكازهم إلى أدني الأرض وتهافتهم على الفتات والقشور بنهم وشهية بينما تابي الصقور إلا أن تحلق في القمم العلياء …ماضية إلى غايتها في تحقيق الإنجازات والعمل النافع دون النظر لتلك الأبواق المبحوحة التي يتلاشى صوتها إثر هبة هواء خفيفة جاءت على غير موعدها.
وحتى أكون قد قمت بواجبي أمام الله وأمام مبادئي وضميري… فإنني سأقول وبملء الفم – رغم علمي الأكيد أن ما سأقوله لا يروق ابدأ للرئيس الدكتور الفاعوري – ولو علم بمقالي هذا لطلب مني عدم كتابته …لأنه يؤمن بالعمل بهدوء وإتقان بعيدا عن البهرجة والإعلام، ولكن الكيل قد طفح بنا بما يفترى على جامعتنا الحبيبة وموظفيها ومسؤوليها، وتصوريها وكأنها مرتع للفساد والمحسوبية، فكرامتنا من كرامتها، ومن كرامة رئيسها، فلا يعقل ابدأ أن نسكت عن هذا التجاوز بحق جامعتنا ورئيسها وإدارتها. معلنا وزملاء لي وهم كثر بأننا سنتقدم بشكوى أمام القضاء الأردني الشامخ والعادل بحق من يكيل التهم على جامعتنا ورئيسها وأعضاء الهيئة التدريسية بها وإدارييها وعمالها وطلبتها بغير وجه حق أو دليل دامغ … وما أصعب من ظلم ذوي القربى والمقصود هنا من يتجرأ عليها وهو من جسمها ويعمل بها ويفئ بظلها ويأكل من خيرها ويمضي معظم وقته فيها، لهؤلاء نقول سوف نكون لكم بالمرصاد بقوة القانون، لأنه لا يعقل ابدأ أن نجلس في حضنها وننتف بذقنها!!!.
وأما الرئيس فتتحدث عنه إنجازاته، وعلمه، وحكمته التي يشهد لها القاصي والداني، وتاريخه العريق في إدارة أعتى المنظمات العربية بجدارة واستحقاق مما ساهم مع من ساهم في رفع اسم الأردن عاليا خفاقا بين دول العالم.
وأما جامعتنا الحبيبة فهي درة الجامعات، وجميلة الجميلات، ومرفأ العلم والعلماء، ومقصد الطلاب الباحثين عن التميز والتفوق، وهي اليرموك الشامخة، القوية، الأبية، والرائعة.
د. مفلح الجراح
جامعة اليرموك