صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
على مدى أكثر من عقدين من الزمان ، يتمنى الاردنيون ان يعرفوا الدوافع والأسباب والغايات والأهداف التي بموجبها تم إنشاء اكثر من سبعين هيئة مستقلة ، في بلد بحجم الاْردن ، فلا مساحات شاسعة للوطن ، ولا مقدرات ، ولا قدرات ، ولا إمكانيات ، ولا كثافة سكانية ، فعدد سكان الاْردن بمجملهم يساوي عدد سكان حي العجوزة في مصر الشقيقة ، وما يجعل التساؤل خطيراً ان صلاحيات تلك الهيئات تم إجتزاؤها من صلاحيات الوزارت .
من وراء انشاء هذه الهيئات !؟ من أمر بإنشائها ! من يحميها !؟ من يدعمها !؟ من يُصر على بقائها !؟ من يُحذر من المساس بها !؟ من هي تلك الجهة التي تُرعب كل رؤساء الوزارت وتُخيفهم من الاقتراب منها !؟ ما القصد من إنشائها !؟ ما الهدف !؟ ما الغاية !؟ هل من أمر بإنشائها ما زال يتحكم بمفاصل الدولة لدرجة عدم تجرأ كل رؤساء الوزارات منذ عقدين من الزمن ان يتخذوا حلاً جراحياً بإستئصالها !!؟؟
أُطمئن الاردنييين ان الهيئات المستقلة ، مستمرة ، ومستقرة ، وباقية ، لا بل وجاثمة على صدورهم ، وتنهب ، وتنهش ، وتهبش موازنتهم على حساب لقمة عيش الأردنيين الغلابة ، إذا لم يتم الضغط جماهيرياً لإلغائها .
والعجيب ان هذه الهيئات تستنزف اكثر من ملياري دينار سنوياً من موازنة الدولة الأردنية أي ما يقارب (٢٠٪ )من الموازنة العامة ، ولم يجرؤ كل رؤساء الوزارات على الاقتراب منها ، وموازناتها متوفرة وبسخاء ، في الوقت الذي تصر الدولة على ان الموازنة لا تتحمل( ١٠٨) ملايين دينار لإحداث تحسن طفيف على (١٣٠ ) الف معلم . صدقوني انه بالخلاص من الهيئات المستقلة لن تضطر الحكومة لزيادة الضرائب ، والرسوم ، والمحروقات ، والماء ، والكهرباء ، وسيزيد الإنفاق على المشاريع الرأسمالية ، وسينتعش الاقتصاد ، وتزيد فرص العمل ، وستتحرك عجلة الاقتصاد بشكل عام ، وسيتحقق وفراً مجزياً في الموازنة العامة ، وللدلالة على صحة رأيي ، ان الحكومات الأردنية ، خططت اكثر من مرة لزيادة الضرائب وغيرها لتوفير ما يقارب (٥٠٠ ) مليون دينار ، وقامت الدنيا ولم تقعد ، وعمت المظاهرات كل الوطن ، وأُسقطت حكومات ، بينما نسكت على استمرار الغول الذي ينهش ( ٢٠٪ ) من موازنة الدولة !!!!!؟؟؟؟
على الأردنيين ان يُنظِموا حملة وطنية شاملة هدفها واحد ووحيد بإلغاء كافة الهيئات المستقلة بقرار واحد ( في جرة قلم ) مثلما يقال ، وإلحاق العاملين فيها بالوزارات حسب التخصص وعلى كادر موظفي الوزارة ، دون أية زيادات أو مزايا ، وما عدا ذلك ، وإذا استمر السكوت على استمرار هذا الغول الذي ينهب موازنة الدولة ، فسيستمر العجز في الموازنة ، وسيستمر الاقتراض ، وستبقى الدولة الأردنية تعاني ، دون ان يلوح في الأفق حلًا آخر بديل وناجع .
في الختام أقول ، وأُجزم ، ان من أمر بإنشاء الهيئات المستقلة ، عميل خطير لدولة أجنبية ، الغاية منها تدمير أقتصاد الدولة الأردنية ، وتقويض سيادتها ، واستقلالها ، واستقرارها .