القدس المحتلة – صراحة نيوز – رصد
وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، سار آلاف المسيحيين اليوم الجمعة في طريق الآلام في شوارع البلدة القديمة بالقدس، إحياءً لذكرى صلب السيّد المسيح، في الموقع حيث تم صلبه قبل دفنه وقيامته بحسب المعتقدات المسيحية.
ونشرت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها، وأغلق جيش الاحتلال الضفة الغربية، ومنع دخول الفلسطينيين إلى القدس وإسرائيل، خلال الفصح اليهودي الذي بدأ في 10 نيسان/ابريل ويستمر حتى 17 من الشهر الجاري.
وقالت سميرة حليم (52 عامًا) القبطية المصرية، بصوت حزين والدموع في عينيها بينما كانت تحمل قائمة بأسماء أقربائها محاولة الحفاظ على موقعها قرب القبر وسط ازدحام خانق للحجاج، “هذا المكان المقدس بركة كل الاماكن المقدسة”.
وقال طارق أبو غرفة من “مركز الحياة”، “ازداد عدد المسيحيين القادمين من كل أنحاء العالم وفق ما علمنا من الأديرة، لكن للأسف لم يحضر مسيحيو الضفة الغربية وفضّلوا إحياء الذكرى في مدنهم، ولم يصل أحد من غزة”.
وحمل الزوار في مسيرتهم التقليدية صلبانًا كبيرة وصغيرة وأيقونات، بالإضافة إلى أعلام دولهم، وانشدوا التراتيل في حين حمل الكهنة مباخرهم.
وعند دير نيفسكي الروسي قبل الدخول إلى كنيسة القيامة توقفت مجموعة من الراهبات الروسيات ووضعن لوحة تمثل المسيح مكللة بالورود، توقف عندها الحجاج الارثوذكس لتقبيلها.
وقال رجل الاعمال سيرغي اليكسوفيتش (62 عاما) “أحضر كل عام للحج في عيد الفصح، هذا المكان يجمع كل مسيحيي العالم وهنا أشعر بسعادة عظيمة”.
وشكلت إعادة فتح موقع قبر المسيح للزيارة حدثًا مميزًا خلال احتفالات الفصح بعد تسعة أشهر من أعمال الترميم التي تم خلالها إزاحة بلاطة الرخام التي تغطي القبر للمرة الاولى منذ عام 1810 على أقل تقدير.
وقام خبراء يونانيون بترميم القبر إثر نشوب حريق في المكان، ليكشفوا لونه الأصلي الاصفر المائل الى الاحمر.
وبحسب التقليد المسيحي، فإن جثمان المسيح وضع في مكان محفور في الصخر بعد أن صلبه الرومان العام 30 او 33 ميلادية. ويؤمن المسيحيون بحسب الانجيل بأن المسيح قام من بين الأموات، وأن نسوة قدمن لدهن جثمانه بالزيت بعد ثلاثة أيام على دفنه فوجدن القير خاليًا.
وتعتبر كنيسة القيامة التي دشنتها الملكة هيلانة والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الكبير العام 335 ميلادية، من أقدس الاماكن بالنسبة للمسيحيين.
وقال اسحق عابدين (68 عامًا) تاجر التحف الفنية في شارع الدباغة المؤدي إلى كنيسة القيامة “كان الحجاج يأتون من كل أنحاء العالم قبل عام 1967. في العهد الاردني لم يمنعوا احدا. كانت الناس تدخل بسهولة، وكانت أعدادهم أكبر”.
واعتقلت الشرطة ثلاثة شبان من سكان البلدة القديمة حاولوا المرور وبينهم قاصر، بحسب مراسلة فرانس برس.
وتوفيت بريطانية في القدس الجمعة اثر اقدام فلسطيني على طعنها.
احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها سنة 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويتطلع الفلسطينيون الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.