صراحة نيوز – بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح رئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، اليوم السبت، بحضور وزراء الأشغال العامة والإسكان والتنمية الاجتماعية والصحة، دار الضيافة للمسنين التابعة لجمعية الأسرّة البيضاء، ومركز صحي الجيزة الشامل بمحافظة العاصمة.
وجاء مشروع إعادة تأهيل دار الضيافة للمسنين التابعة لجمعية الأسرة البيضاء، بناء على توجيهات جلالة الملك خلال زيارته المفاجئة لمقر الجمعية في حزيران الماضي، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمسنين وتلبية الاحتياجات الخاصة بهم.
وتتكون الدار التي تم تزويدها بألواح الطاقة الشمسية، من 56 غرفة مهيأة لاستقبال كبار السن، إضافة إلى مكاتب إدارية ومسرح ومطبخ متكامل.
أما مركز صحي الجيزة الشامل الذي إنشئ بناء على توجيهات ملكية خلال لقاءات جلالة الملك مع عشائر البادية الوسطى، فيضم عيادات الطب العام، والأسنان، والباطنية، والنسائية والتوليد، والأطفال، والأمومة والطفولة، والاسعاف والطوارئ، وغرفة أشعة، ومختبرا عاما، ومختبر اسنان، وصيدلية.
وقال العيسوي في كلمة له خلال حفل افتتاح دار الضيافة للمسنين، إن افتتاح هذه الدار يأتي ترجمة حقيقية لتوجيهات جلالة الملك بإعادة تأهيل هذه الدار وإجراء صيانة شاملة لها، وتوفير مختلف الاحتياجات اللازمة للمستفيدين من الخدمات المقدمة، وضمان تلقيهم خدمات رعاية صحية وعلاجية نوعية، وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية.
وأضاف أن أعمال الصيانة التي شملت دار المسنين نفذت ضمن سلسلة المبادرات الملكية التي تشكل قصة نجاح من خلال حجم الإنجاز الفعلي على أرض الواقع بما يليق بطموح القائد ورؤيته، حيث تشمل هذه المبادرات قطاعات حيوية مختلفة، منها الصحة، والتعليم، والشباب، والتنمية، والمشاريع الإنتاجية المدرة للدخل، فضلاً عن تعزيز دور المرأة وتمكينها.
وأشار العيسوي إلى أن المبادرات الملكية التي تم إطلاقها في جميع محافظات المملكة، شملت إلى جانب فئة كبار السن، فئات أخرى عزيزة على قلب جلالة الملك، كالأسر العفيفة والأيتام والمعاقين الذين يوجه جلالته باستمرار بتوفير سبل العيش الكريم لهم، والاستجابة لجميع احتياجاتهم وتلبيتها، وتهيئة البيئة المناسبة أمامهم لتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، وصولاً إلى تحقيق حياة أفضل لهم.
وبين أن هذه المبادرات كان لها الأثر الإيجابي المباشر، في تمكين هيئات ومؤسسات العمل الخيري، باعتبارها ركيزة أساسية في عملية التنمية وشريكا فاعلا في العمل الإنساني والتطوعي، وتحقيق الحماية الاجتماعية، وتأمين الحياة الفضلى للفئات المستهدفة، إلى جانب تحسين جودة الخدمات ومستوى الرعاية المقدمة لها.
ولفت العيسوي إلى أن افتتاح مركز صحي الجيزة الشامل الذي نفذ في سياق المبادرات الملكية، وبشراكة وتعاون مع وزارتي الصحة والأشغال العامة والإسكان، يضمن تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية والعلاجية للمواطنين، والتوسع في شريحة المراجعين والتسهيل عليهم.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات، إن الوزارة تعكف على إيلاء كبار السن الاهتمام الكبير امتثالاً لتوجيهات جلالة الملك، وانسجاماً مع واجبها الانساني ورؤيتها في العمل، شأنها شأن مؤسسات الدولة الأردنية وفلسفتها القائمة على صون كرامة الإنسان وحماية كبريائه، حيث اخذت الوزارة على عاتقها رعاية هذه الفئة وتقديم خدمات الحماية والرعاية لها، عبر تحديث ومراجعة التشريعات التي تعنى بهم وتطوير منظومة الخدمات المقدمة وفق المعايير والممارسات الفضلى.
وبينت أن الوزارة تعمل حالياً على تنفيذ استراتيجية الحماية الاجتماعية التي وجدت أن الرعاية الأسرية لكبار السن في أسرهم الطبيعية أهم وأولى من الرعاية المؤسسية وتوفير بيئة منفتحة لهم، بدلاً عن البيئة المغلقة التي يعيشون فيها حالياً، رغم جودة الخدمات المقدمة فيها.
وأكدت اسحاقات التزام الحكومة بتقديم خدمات التأمين الصحي لكبار السن، ولن تتوانى عن تقديم أية خدمات فنية أو إنسانية لهم، حيث تعمل الوزارة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على زيادة أعداد الأندية النهارية في مختلف مناطق المملكة، وإشراك المسنين في إدارتها وتطويرها والاستفادة من خبراتهم الكبيرة.
وأشارت إلى أن الوزارة تقدم خدماتها لـ 384 شخصاً من كبار السن، مقسمين على 10 دور لرعاية المسنين، تقع جميعها تحت إشراف الوزارة، منها 6 دور مملوكة للقطاع التطوعي، و4 دور مملوكة للقطاع الخاص.
ولفتت إلى أنه لضمان حق كبار السن في الحياة الكريمة كواحدة من أهم الفئات المستهدفة ببرامج الوزارة، فاطلقت الاستراتيجية الوطنية لكبار السن للأعوام 2018 إلى 2022 التي شاركت فيها العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وعبرت رئيسة جمعية الأسرّة البيضاء ميسون العرموطي، عن تقديرها لهذه المبادرة الملكية التي استهدفت إعادة تأهيل وصيانة دار الضيافة للمسنين، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في نفوس قاطنيها.
وأضافت أنه من دواعي الرضا في حياة الإنسان أن يقضي شيخوخة هادئة في مأوى مناسب يشعر فيه بالراحة والأمان، حيث كان لجمعية الأسرة البيضاء الريادة في تأسيس أول دار للمسنين في الأردن، ليجد فيها من لا أهل له ملاذاً ومسكناً طيباً.
وثمنت العرموطي جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قام بزيارة الدار ووجه بإعادة تأهيل دار الضيافة للمسنين وصيانتها بوجه عام، لتقديم أفضل خدمات الرعاية لفئة كبار السن.
وتحدثت مؤسسة دار الضيافة للمسنين هيفاء البشير عن الأهداف التي انطلقت منها هذه الدار عند تأسيسها قبل نحو 50 عاماً، لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لكبار السن وتنفيذ مشاريع لرعايتهم، إلى جانب دعم التمريض وتشجيع الفتيات الأردنيات على الالتحاق بهذه المهنة ومساعدة المستشفيات الحكومية في البعد الإنساني.
وأضافت أنه بعد مرور خمسة عقود من الزمن، تطورت هذه الدار إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تميز وكفاءة، مثمنة الجهود التي يبذلها جلالة الملك في دعمه المتواصل لهذه الفئة من أبناء الوطن.
وتجول العيسوي والوفد المرافق في مختلف مرافق مركز صحي الجيزة الشامل الذي انشئ بمبادرة ملكية سامية تستهدف النهوض بواقع خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، واستيعاب الأعداد المتزايدة للمراجعين.
وفي مقابلات صحفية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال وزير الصحة الدكتور سعد جابر، إن افتتاح هذا المركز يأتي استكمالاً للخطة الصحية الشمولية التي تقوم بها الوزارة، حيث تم رفد هذا المركز بمختلف الاختصاصات الطبية اللازمة، ويحوي مختبرا وقسم أشعة متطورين ومرافق أخرى، ليقوم بتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية لأبناء المنطقة.
وبين أنه يتم التركيز الآن على قسم الطفولة والأمومة لغايات (التطعيم)، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هذا المركز يقدم الرعاية الصحية الأولية المتطورة، وهي ضمن ما أعلن عنه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بالتوجه لإنشاء مراكز صحية متخصصة تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية المناسبة.
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس فلاح العموش، إن مركز الجيزة الصحي الشامل هو أحد مشاريع المبادرات الملكية الهادفة إلى تحسين الواقع الصحي في لواء الجيزة، وتبلغ مساحته نحو 1500 متر مربع.
وبين أن دور الوزارة كان بالإشراف على هذا المشروع ومتابعته ومراقبة مستوى العمل ونوعيته وفقاً لأفضل المواصفات العالمية، وبما يتواءم مع المتطلبات العامة.
وحضر افتتاح المشاريع محافظ العاصمة، وعدد من ممثلي الفاعليات الرسمية والشعبية في هذه المناطق.