صراحة نيوز – تدخل حرب روسيا في أوكرانيا اليوم الـ100 وسط توقعات بأن يطول أمدها لعدة شهر في ظل إصرار الطرفين على موقفيهما، بينما اعتبر محللون أنها ستتحول إلى “حرب منسية” أو تتوسع لمواجهة مباشرة مع الناتو في ظل استفزازات من الجانبين.
وفي 24 فبراير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إطلاق “عملية عسكرية” للدفاع عن “جمهوريتَين” انفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، بعدما أقرّ باستقلالهما، وكذلك حماية أمن بلاده في ظل تهديدات الناتو بالتوسع شرق أوروبا، قبل أن يأمر الجيش الروسي بتوسيع نطاق هجومه على أوكرانيا “في كل الاتجاهات”.
ورغم تأكيد موسكو أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير كما كان مخططا لها فإن محللين أكدوا أن عدم نجاح الهجوم الخاطف لإسقاط النظام في كييف، دفع القوات الروسية إلى تخفيض مستوى طموحاتها وتركيز جهودها على السيطرة على منطقة دونباس، حيث باتت تدور حرب استنزاف بعد 100 يوم على اندلاع النزاع.
وساعدت شحنات الأسلحة الغربية في صمود أوكرانيا بمواجهة روسيا، حيث قام الاتحاد الأوروبي بشراء أسلحة وتسليمها لأوكرانيا في خطوة غير مسبوقة، كما فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية صارمة أكثر فأكثر على روسيا، تمّ تشديدها مع مرور الوقت.
ووفق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فإن القوات الروسية تحتل حاليا نحو 20 بالمئة من مجمل الأراضي الأوكرانية، وأن خطوط القتال الأمامية تمتد الآن لأكثر من ألف كيلومتر.
وحول مستقبل الأزمة، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إنه رغم حديث موسكو عن رغبتها في استكمال المفاوضات فإن حل الأزمة لن يكون دبلوماسيا والصراع لن ينتهي قريبا.
وأضاف رادسيوسيني، لـ”سكاي نيوز عربية”: “تأكيد روسيا بأن الأولوية هي التركيز على دونباس لا يعني أن بوتن في حال وجد موطأ قدم نحو تحقيق نصر كامل سيتردد، هو اتجه إلى الشرق مضطرا بعد ما واجهه من معارك شرسة وخسائر فادحة في الشمال، كان هناك اعتقاد سائد بأن كييف ستسقط في غضون أيام إلا أن الأوكرانيين حولوها إلى حرب استنزاف”.
وأوضح أن حرب أوكرانيا ستكون “منسية” في حالة اكتفاء بوتن بالشرق، ومن ثم تبدأ مرحلة المفاوضات التي قد تستغرق أعواما أو “اتجاهه للعاصمة كييف” وسيطرته عليها وبعدها ستفقد الحرب زخمها أو قد تتحول إلى “حرب شاملة” في ظل الاستفزازات بين موسكو والناتو.
وأوضح أن روسيا في حالة عودتها للعاصمة لن ترجع إلى تكتيكاتها القديمة بل ستسوي كييف بالأرض كما حدث في ماريوبول وغالبية مناطق الشرق، حيث في بداية المعركة ركز الأوكرانيون على نقاط ضعف روسيا وهي قطع إمدادات الوقود، إضافة إلى تكتيكات الدفاع في العمق، مما جعل من الصعب على القوات الروسية أن تناور بسهولة، لافتا إلى أن روسيا فوجئت في بداية الحرب، ولم تكن مستعدة لمستوى المقاومة التي واجهتها لذلك غيرت خططها كاملة.
واعتبر أن بوتن لم يحقق أي من أهدافه حتى الآن، فالأزمة بدأت من مخاوف انضمام أوكرانيا للناتو أو الاتحاد الأوروبي، وحاليا اقترب حلف الأطلسي أكثر وأكثر بعد طلب السويد وفنلندا الانضمام للحلف، لذلك قد يكون هناك تخبط في قرارات موسكو في الفترة المقبلة في ظل جبهات مفتوحة في كل الاتجاهات.