صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
لا يختلف أثنان اننا في الاردن نعيش مرحلة صعبة بحاجة لرجال دولة يتسمون بالمواطنة الصادقة .. لا يسعون للشعبويات أو التكسب بالتغول على مقدرات الوطن … وما زالت الذاكرة الأردنية تختزل الكثير من اسماء الذين تركوا بصمات الخير حيث عملوا والذين لا يتسع المجال هنا لذكرهم .
الوطن أمانة عند الذين يُقدرون معانيها السامية ومسؤولية اخراجه من عثراته تحتاج لمن هم في مستوى المسؤولية الوطنية وبتنا في هذا الزمن ( الأغبر ) ننشد أمثالهم وقد قلوا لا بل ان البعض منهم استكانوا وقد تكالبت علينا قوى المنافع والتغول بصور وأشكال مختلفة لكننا لم نفقد الأمل فما زال بصيص منه والأمل بالله ان ننهض لتستمر مسيرة الخير التي لا يعرف أهميتها ولا يُقدرها إلا الصادقين مع انفسهم .
وبعيدا عن المجاملات في شأن ادارة الحكومة الحالية لشؤون الدولة والتي عليها الكثير من المآخذ والانتقادات حيث زادت جراء نهجها من اتساع فجوة عدم الثقة التي صنعتها حكومات سابقة إلا أنه ومن الانصاف عدم أخذ جميع اعضاء الفريق بجريرة أخطاء البعض وقصورهم فكلنا نعرف كيف تُدار شؤون الدولة وان ( الماين ) وصاحب القرار الأول والأخير ليسوا الوزراء انفسهم .
أتوقف في هذه العجالة عند اداء نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق باشا كريشان الذي عرفته نائبا وعينا ووزيرا ونائبا لرئيس الوزراء وشهادتي به لا تختلف عمن عرفوه ويكفي الإشارة هنا انه يتعامل بأداءه وعمله مع جميع المواطنين في مدنهم وقراهم وبواديهم ومخيماتهم دون النظر لإصولهم ومنابتهم وعشائرهم وبالنسبة له فان حمل أمانة المسؤولية لا تُعد ترفا أو شيخة ووجاهة وقد ورث الشيخة والباشوية أبا عن جد ولم تأتيه جراء منصب فالمنصب العام بمفهومه للخدمة وليس للاستعراض .
الباشا كريشان رجل دولة من الطراز الرفيع خبر السياسة بجميع أدواتها وامتاز بشخصيته الإجتماعية القريبة من الناس يُشعرك ان الهم واحد والتطلعات واحدة وخبر أوجاع واحتياجات أهم مفصل من مفاصل الدولة الأساسية ( المجالس البلدية ) فكان الموجه والنصير لها لتخرج من مآسيها وهو لا يحمل اجندات خاصة ويصعب على احد احتسابه على جهة أو فئة بعينها حيث لا يعرف سوى الأردن وطنا يتفيأ ظلاله .
لا اجامل ولا ابالغ هنا ان قلت اننا بحاجة لأمثال الباشا ابو عبد الله ليرأس حكومة قريبة من نبض الشارع والذي بتقديري ان حصل سيكون بمثابة الخطوة الاولى لاعادة بناء الثقة المفقودة مع الشعب .
توفيق باشا لمثلكم تُرفع القبعات وفقكم الله وسدد على دروب الخير خطاكم في خدمة الأردن والعرش الهاشمي .