صراحة نيوز – بقلم د عبد الكريم الشطناوي
شخصيتان جدليتان يحكمان أقوى دولتين في العالم،وهما متنقضان شكلا ومضمونا ولكل منهما كارزما خاصة للشخصية تقربه أو تبعده عن العالم،ولكل واحد منهاجه وأسلوبه الخاص في التعامل.
ونظرة متأنية ومعمقة فيهما نجد أن:
فلاديمير بوتن:
يثير الإعجاب في مشيته وحركة يديه ونظرته الحادة، فتحس بشخصية ذات هيبة، وفي جلسته تشعر بما فيه من جدية،إتزان،وقار،هدوء وتأن، لغة عينيه فيها نظرة مستقبلية لها سحرها ثقة وثبات في سيا
سته.
يمتلك ثقافة عالية،إضافة إلى طبيعة عمله في دائرة مفصلية في دولة عظمى كانت تشكل قطبا ثانيا في العالم(الإتحاد السوفياتي)أكسبه مهارةعالية في.التخطيط والدراسة وقدرة على صنع القرار بحزم وجدية.
في لقاءاته مع قادة العالم يشعرك بعنفوانه وبثقته الكبيرة بالنفس فتفرض عليهم التفكير مليا في كيفية التعامل معه.
نقل روسيا نقلة نوعية منذ تسلمه حكمها بعد انهيار الإتحاد السوفياتي بعد يلتسين الماجن الذي لم يتقن فن السياسة ولم يحسن قيادة الدولة الروسية، بينما برع بوتن في قيادتها عمل
على إعادة بناء قوتها وترميم ما نجم عن انهيار الإتحاد السو
فياتي،استحوذ على حب شعبه وتقديره،وأعاد لبلده هيبتها كما أعادت توازن العالم نسبيا،بدلا من تفرد أمريكا بالأحادية.
جو بايدن:
جاء للرئاسة في ظل أجواء انتخابية على شكل مسرحية حية واقعية،بطلاها ترامب،جو بايدن،المتنافسان على رئاسة أمريكا ومسرحها الكبير الأرض الأمريكية،وقد سارت بصورة تراجيدية وسط شكوك أثارها منافسه،وتكهنات من هنا وهناك حول ما تؤول إليه الإنتخابات.
جاء بايدن متسلحا بتاريخه الوظيفي الطويل متوجا بنائب لرئيس امريكا لمدة ثماني سنوات،ووسط فقدانه لزوجته وعدد من أفراد أسرته،وتقدمه في العمر،وما أثير حوله من تهم أخلاقية.
بالإضافة إلى سياسة سلفه ترامب الشخصية الجدلية وما تميزت به من صلف،كبرياء،
غطرسة،عجرفة،نرجسيةثرثرة،
تعال،إعجاب،تفاخر بنفسه،تاجر
حروب وآلام،ميكافيلي النزعة،
نفعي حتى العظم.
وقد أحدثت تلك الإنتخابات انقسامات وبلبلة في الشارع الأمريكي،وقد ركز أثناء تلك الأجواء على التصالح والوجدة الوطنية.
من كل هذه الأجواء المحيطة
بالرئيس جو بايدن جعلت منه رئيسا متخوفا متذبدبا في سلوكه العملي،فتجده أحيانا متلعثما ولا يخلو لسانه من زلات.
وهكذا فإن بايدن جاء وهو يحمل هموم الحفاظ على عظمة أمريكا وتبعية أوروبا لها،ودعمه لتمد الناتو في دول المجموعة السوفياتية،وافتعال خلافات ما بين أمريكا وكل من روسيا والصين الطموحتين لإثبات الوجود في السياسة العالمية ومحاربة القطبية الأحادية التي تنتهجها أمريكا.
وحسب قراءات متواضعة لتاريخ علاقات الشعوب فيما بينها،فإن ذلك يدعونا للقول بأن ما يحصل ما هو إلا صراع ثقافات وحضارات،صراع ما بين دولة عريقة ذات تاريخ قديم،روسيا القيصرية (١٥٤٧) والتي تملك مقومات أمة وبين
الولايات المتحدة الأمريكية
(١٧٨٣)التي قامت على أنقاض الهنود الحمر السكان الأصليين
،وتجميع سكان من كل أنحاء العالم،مما يحرمها من مقومات أمة،حيث أن شعوبها تربطهم المصلحة والمنفعة الخاصة.
من الجدير بالذكر إن العقلية التي تتحكم بحكام امريكا هي عقلية الفلسفة البراغماتية،
النفعية الذرائعية التي ترتكز على الغاية تبرر الواسطة التي تهدف بشكل رئيسي الهيمنة على العالم والإستحواذ على مقدراته وخيراته لصالحها.
ولا ننسى من قراءتنا للتاريخ أن الغزو والفكر الإستعماري مستحكم بعقلية الغرب،فقد
بدأ غزوه للشرق منذ القدم وهذه آثاره شاهدة على الغزو الروماني واليوناني وما تلاه من استعمار الدول الغربية لكثير من دول الشرق قائمة حتى الآن.
وها نحن في هذه الأيام ننام ونصحو على لعبة شد الحبل، بين البلدين في أوكرانيا الجار اللصيق لروسيا،وما يخطط له الناتو حل ضمها وذلك لإطباق الطوق حول روسيا،الأمر الذي اعتبرته روسيا يشكل خطرا عليها.
وهذه مجريات الأمور آخذة بالتصعيد،والعالم الآن يقف مترقبا بحذر عما تسفر عنه الأيام القادمة،فهي حبلى بما هو في علم الغيب،،
راجين الله أن يجنبنا من كل مكروه ومكروب…