صراحة نيوز – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مساء الأربعاء، اعتزاله العمل السياسي وعدم خوضه الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وذلك خلال عملية حل الكنيست التي تأجلت إلى صباح يوم الخميس، وعقبها سوف يُسلّم بينيت منصب رئيس الوزراء إلى يائير لابيد.
وفي مؤتمر صحفي عقده بعد القرار، قال نفتالي بينيت، سأستمر في مساعدة يائير لابيد بقدر الحاجة. أنا أهتم فقط بما هو جيد للدولة وسأبقى خادمًا لها. مشيرًا إلى أنه نجح في خدمة كل الإسرائيليين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.
وأشار بينيت إلى أنه في غضون ساعات قليلة، سينقل منصب رئيس الوزراء إلى يائير لابيد. مؤكدًا على أن نقل المنصب سيكون مهنيًا ومنظمًا. مضيفًا “سأبقى جنديًا مخلصًا لهذا البلد، دولة إسرائيل هي حب حياتي إلى جانب عائلتي”.
وقال بينت إن الإسرائيليين سيرون العديد من الانجازات التي تم التوصّل لها خلال فترة ولايته قريبًا. وهو ما فسّرته المحللة السياسية في التلفزيون الإسرائيلي “كان” غيل كوهين بالقول إن أقوال بينيت ربما تكون مرتبطة بإعلان السعودية عن فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران الإسرائيلي، وأن يكون ذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سوف يلتقيه في “إسرائيل” رئيس الوزراء القادم يائير لابيد، قبل أن يذهب إلى السعودية.
وشكر بينيت أفراد عائلته وأعضاء حزب يمينا خصوصًا شريكته السياسية على مدار السنوات الماضية، وزيرة الداخلية اييليت شاكيد، التي أشار إلى نقل قيادة الحزب إليها، وهي التي منحها أحدث استطلاع رأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية، 5 مقاعد، ومن المتوقع أن تتحول من خلالها إلى المعسكر الذي يقوده بنيامين نتنياهو.
وعقب مؤتمر بينيت الصحفي، جرى الإعلان عن تأجيل عملية حل الكنيست إلى صباح الخميس بدل منتصف ليل الأربعاء/ الخميس، وذلك بعد تعطيل حزب “يسرائيل بيتنو” وحزب العمل من الائتلاف، التّصويت على قرارات حل الكنيست، سعيًا منهم للضغط من أجل إقرار مشروع قانون إقامة مترو أنفاق في تل أبيب وتوسيع شبكة السكك الحديدية، الذي تعرقله المعارضة باعتبارها إنجازًا كبيرًا لحزب العمل بقيادة ميراف ميخائيلي.
وأبلغ بينيت أعضاء حزبه “يمينا” عدم نيّته الترشح للانتخابات القادمة، رغم أنه سيبقى خلال الحكومة المنتهية ولايتها في منصب نائب رئيس الوزراء، وحاملًا لحقيبة الملف الإيراني، ووزيرًا للأديان والاستيطان.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن قرار بينيت ليس مفاجئًا نظرًا لنتائج حزبه في الاستطلاعات الصادرة مؤخرًا وتقلص حضوره في الكنيست، خاصةً أنها تشكك في قدرة بينيت وحزبه بالوصول إلى نسبة الحسم، وذلك بعد مشاركته في حكومة ساهمت في تفتيت قواعد حزبه من المستوطنين. فيما يعمل بينيت المنشغل في المقابلات مع وسائل الإعلام باستثناء القناة 14 الداعمة لبنيامين نتنياهو والتي هاجمته مرارًا، على إبراز فترة ولايته كرئيس للوزراء، وإظهار إنجازاته بشكلٍ إيجابي، سواء ما يخص الهجمات على إيران أو ميزانية الدولة.
ونقل بينيت قيادة حزب يمينا إلى أييليت شاكيد التي سوف تترأس قائمته في انتخابات الكنيست القادمة، مع احتمالية تفكك الحزب بشكلٍ كبير، وانشقاق أعضائه الحاليين، فهناك حديث عن إمكانية مغادرة ماتان كاهانا المقرب من بينيت، كما أنه أفراهام عبير كارا قد ينتقل إلى حزب يسرائيل بيتنو تحت قيادة أفيغدور ليبرمان، كما أنه تم طرد عميحاي شيكلي الذي أعلن منشقًا من الحزب إثر رفضه الشراكة مع أحزاب اليسار الصهيوني والقائمة العربية الموحدة، في حين أن عيديت سيلمان ونير أورباخ سيحصلان على مكانٍ لهما في قائمة الليكود، وبالأخص سيلمان.
وغرّد وزير الصحة عن ميرتس نيتسان هورويتز برسالة دعم، وأشاد بعمل بينيت كرئيس للوزراء، قائلًا: “في العام الماضي عملت عن كثب مع رئيس الوزراء بينيت. في موجتين من الجائحة، كل يوم، وعدة مرات في اليوم. ورغم أنه مواقفه ليست مثل مواقفي وهذا واضح لكنني أقدره كثيرًا. إسرائيل كسبت عامًا من الحكم الجيد شكرًا له”.
أما المعارضة فقد احتفت في اعتزال بينيت العمل السياسي، فقد غرد رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش بالقول: “قرار التقاعد من الحياة السياسية ليس قراره ، بل قرار الجمهور الذي سئم منه وتقيّأه”.