بين الكورونا وحماية الحدود

4 أبريل 2020
بين الكورونا وحماية الحدود

صراحة نيوز – اللواء المتقاعد عوده ارشيد الشديفات

قد تكون الأحداث والأزمات والكوارث الطارئة مثارا لمزيد من التفكير المتعمق، الذي  لا يخلو من إثارة الكثير من التساؤلات حول مسائل متعددة، وقد يتم التركيز في الغالب على الحدث أيا كان وما يتعلق به وكيفية  التعامل معه من قبل الدولة ومؤسساتها ومن مختلف الجوانب وخصوصا ما يتعلق بأمرين أساسيين أجدهما الأبرز، وهما المحافظة على حياة الإنسان ، وتوفير الأمن له وللوطن بشكل كامل حتى تتمكن الدولة كاملة من أداء عملها والقدرة اذا كان يشبه هذا الوباء في تسارع على التعامل مع هذا الحدث خصوصا انتشاره وفتكه وتأثيره على االنسان.

سأتحدث هنا عن الأمر الثاني وهو توفير الأمن والمنوط بالجيش، وسأخص الجيش العربي بذلك وأنا اتابع كمواطن هذا الجهد غير المسبوق والذي تبذله الدولة كاملة، ويتحمل الجيش العربي شقيه المتعلقين بالمعركة الكونية مع وباء كورونا والمتمثلة بتوفير الأمن لكل أجهزة الدولة وأركانها وأمن حدودها وسمائها وبحرها وصولا الى الأمن الوطني الشامل.

أجزم أن ما تبذله القوات المسلحة االردنية – الجيش العربي- في هذه الأزمة يفوق كل توقعاتنا، والذي  يدركه الكثيرون ولكن القوات المسلحة وهي تدرك دقة وحساسية هذه الظروف، تخطط لكل الإحتمالات ، فهي تضع نصب عينيها أن الإرهاب وتجار الحروب والمخربون يعتبرون هذه الأحداث  خصوصا إذا علموا ان الفرصة الثمينة، ويحاولون استثمارها واستغلالها والجيش منشغل في واجبات اخرى، وهنا تبادرني الكثير من الأسئلة حول الجهد الذي تبذله قواتنا المسلحة، اولها القوى البشرية وأسأل، كيف يأكلون ويشربون ومتى ينامون وكيف يوازنون بين دورهم الأسري وواجبهم الوطني، وأجزم أن الكثير منهم منذ بداية الزمة لم يصل بيته أو يتناول وجبته في حينها، والجانب الأخر كم من المعدات والأجهزة وعمليات التزويد وجهود الفرق الفنية والهندسية والإدارية والتخطيطية وغيرها الكثير التي تعمل ليل نهار لتدير هذه الأزمة بشقيها الأمني والصحي، وهنا أقول لكل نشمي منهم، أنتم ورود الوطن وأنتم اسمه ومعناه وهيبته وصورته الزاهية أمام كل شعوب العالم.

أنتم أمنه وفرحه والبلسم الشافي بعون هللا ألهله، وهو تماما أنكم الشوكة التي تدمي حلوق يرقبكم بعين الرضى والحبور، وندرك وقلوب المتربصين بأمنه واستقراره، حماكم المولى الذي تعملون لرضاه مستشعرين عظم معاني ودلائل قوله تعالى “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”

فبين الكورونا وحماية الحدود يبقى الأبطال هم الجنود

الاخبار العاجلة