صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
لا انتقص من أداء من سبقوه في تولي منصب رئيس الديوان الملكي الهاشمي فلكل كان اجتهاده وأداؤه لكن الشهادة الشعبية أنه فاقهم في الانجاز والأداء وأصبح الديوان الملكي منذ ان تولى رئاسته خلفا للدكتور فايز الطراونة له نكهة خاصة لم يعهدوها من قبل .
عُرفا يُمثل الديوان الملكي الهاشمي بيتا لكل الاردنيين هكذا أراده الملك الراحل المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال وهكذا يُصر الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين أن يبقى بيتا لجميع الاردنيين لكنه أوصد أمامهم دون مبرر ولسنوات طويلة خلت لا يدخله الا أصحاب الحظوة لا بل وأكثر من ذلك انه بات محرم على عامة الناس الدخول اليه وخاصة أصحاب الحاجات والمظالم .
( لاقيني ولا تغديني ) مثل شعبي محبب كثيرا لدى الشعب الاردني وهو ما كانوا يأملونه من الرؤساء السابقين لبيت الاردنيين لكن حتى هذا المثل لم يكن يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد والتعامل بفوقية كانت ميزة أغلبهم ويحضرني في هذا المقام ان احد رؤساء الديوان السابقين كان يذهب الى مكتبه ويعود الى منزله بموكب ويتم غلق الطريق ليمر موكبه واستثمر بصورة واضحة موقعه الرسمي في تنفيع اصدقاء محاسيب له بعيدا عن اسس الكفاءة والمصلحة العامة ليصبحوا وزراء أو يتم تعينهم اعضاء في مجلس الملك ( الأعيان ) وأكثر من ذلك فرض الكثيرين ليتولوا مناصب رفيعة أخرى وعمد الى تقديم اعطيات ( أموال وسيارات ) لأخرين على اعتبار انها بأمر من جلالة الملك …
لا إبالغ بالوصف ان اداء بعض من سبقوا الرئيس الحالي معالي يوسف حسن العيسوي في تولي رئاسة الديوان الملكي اسهم الى حد كبير في اتساع الفجوة بين القصر والشعب مع قناعة الجميع ان ذلك لا ينسجم مع رغبة جلالة الملك الذي يحرص على متانة هذه العلاقة وأهميتها والشواهد على اصطفاف جلالته الى مصالح المواطنين لا تُعد ولا تحصى .
أداء العديدين من السلف نسج كم كبير من خيوط العنكوب وهو أمر ليس من السهل التعامل معها لكن العيسوي الذي عُرف في جميع المواقع التي تولاها بحرصه على الأنجاز كما هي الرغبة الملكية تمكن في وقت قصير من اعادة ثقة المواطنين بدور وأهمية بيت الاردنيين لدرجة أن مقابلة رئيس الديوان الملكي باتت اسهل بكثير من مقابلة مدير مكتب وزير أو مدير عام دائرة ما .
الملفت بالنسبة للعيسوي الذي يحمل لقب معالي وشغل العديد من المواقع اننا لم نسمع بأنه ادى القسم الدستوري الذي يُقسمه الوزراء والأعيان على سبيل المثال حال توليهم مناصبهم وحتى كذلك عندما تم تعينه رئيسا للديوان الملكي لكننا نسمع من كل من عرفه أنه صادقا في تعامله وحريصا كل الحرص على أمانة المسؤولية التي تُوكل اليه في حين سجلت ذاكرة الاردنيين اسماء الكثيرين ممن حنثوا بقسمهم .
حضور العيسوي ومشاركته أفراح وأتراح الاردنيين في مختلف ارجاء الوطن بات أمر طبيعيا ان تسمع هنا وهناك عن حضوره إما مندوبا عن جلالة الملك أو بصفته الشخصية وهي ركيزة أساسية في تمتين علاقات المواطنين بالمسؤولين فكيف يكون الأمر حين يكون هذا المسؤول من أقرب المقربين لقائد الوطن .
في أقل من سبعة شهور وهي المدة التي مضت على توليه هذا المنصب الهام تمكن العيسوي الذي يحضر الى مكتبه قبل جميع الموظفين ويغادر في اغلب الأحيان في ساعة متأخرة من الليل ويداوم أغلب ايام العطل الرسمية وحتى ايام الجمع تمكن من مقابلة ألاف المواطنين افرادا ومؤسسات داخل بيت الأردنيين وجاب عشرات المدن والقرى مفتتحا لمشاريع المبادرات الملكية ومتابعا لما هو تحت العمل والأنجاز ومستمعا بحرص شديد لما يقوله الناس من شكاوي وقضايا وأكثر حرصا بالعودة اليهم بحلول واجابات .
تالله كم نحتاج الى من يُقدرون أمانة المسؤولية والبر بالقسم فبذلك فقط نمضي على الطريق القويم في إدارة شؤون البلاد والنهوض بالوطن لنخرج من عنق الزجاجة حيث أوصلنا أداء الفزعة وغياب الاستراتيجيات وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ويبقى السؤال كم نحتاج في مواقع العمل العام أمثال العيسوي ؟.
يتبع من زاوية أخرى ..