صراحة نيوز – ما هو المتوقع من الطائرة اذا نفذ الوقود فجأة لتسربه من الطائرة او لخطأ فني في حساب كمية الوقود اللازم لاتمام الرحلة أو سوء ادارة الوقود أو تعطل كل محركات الطائرة في الجو؟ هل تسقط الطائرة من السماء؟
من النادر ان تتوقف محركات الطائرات فجأة في السماء لكنها مشكلة حقيقية ومرعبة تواجه طاقم الطائرة والركاب على حد سواء ان حدثت ، وانقاذ الركاب والطائرة يحتاج لهدوء وخبرة كابتن الطائرة كون الطائرات التجارية مصممة لتحلق شراعياً لمسافة تتجاوز 160 كيلومتر في الجو من الناحية النظرية.
حال توقف المحركات عن الحركة يقوم كابتن الطائرة بالاتصال ببرج المراقبة ليشرح الموقف ويطلب احداثيات اقرب مدرج أو مكان للهبوط ويبدأ بخفض ارتفاع الطائرة لمسافة تحليق طائرة بمحرك واحد للحفاظ على الضغط الجوي داخل الطائرة ويستمر التحليق شراعيا حتى تصل الطائرة لاقرب مدرج هبوط أو اقرب منطقة مفتوحة لتفادي تحطم الطائرة وتواجه الطائرة مشكلة فقدان الطاقة الكهربائية بسرعة حال نفاذ الوقود اللازمة لتشغيل لوحة التحكم ومستشعرات الطائرة ومكابح الطائرة لحظة الهبوط وكل اجزاء الطائرة الكهربائية ولحل هذه المشكلة جزءا تم تصميم مروحة التوربينية تستخدم فقط في الحالات الطارئة وبطاقة محدودة قادرة على توليد كمية كافية من الكهرباء لتشغيل لوحة التحكم في قمرة القيادة والية عملها بسيطة تعتمد على تحويل طاقة الهواء الحركية لطاقة كهربائية. ولا تكفي لتشغيل مكابح الطائرة مما يضطر الطائرة لقطع مسافة اطول لتتوقف وقد تفقد اطاراتها اثناء هذه العملية ان تمكن الطيار من استخدام العجلات.
في 2001 اثناء تحليق طائرة ايرباص اي 330 وعلى متنها 306 مسافر وفقدت كل وقودها وهي تحلق فوق المحيط الاطلسي وتمكنت من التحليق شراعيا حتى وصلت لاقرب مدرج وهي على ارتفاع زائد مما اضطر الكابتن للدوران دورة كاملة والقيام بعدة مناورات في الجو ليصل للارتفاع المناسب ليهبط بالطائرة شراعيا دون مكابح فكانت سرعتها 370 كيلومتر في الساعة عند الهبوط ولم يصب أي راكب بأي اذى نتيجة هذا الهبوط السريع لكنها فقدت ثمان عجلات . طائرة ايرباص حلقت شراعيا لتسعة عشر دقيقة في اطول رحلة شراعية لطائرة ركاب تجارية مسجلة. لكن لم تتمكن طائرة اخرى من النجاة دون وقود وتحطم طائرة الفريق البرازيلي في كولمبيا نهاية عام 2016 بسبب طيرانها لمدة اربعة ساعات وعشرون دقيقة أي اكثر من قدرة خزان الوقود بعشرين دقيقة مما تسبب بأستنفاذ الوقود وسقوط الطائرة للاسف.
الكابتن أنس ابو شقرة
أكاديمية سما للطيران المدني