صراحة نيوز – احمد يوسف البدادوة
دعونا نكن اكثر وضوحا بتدخل الملك لتخفيض اسعار الدواء مباشرة ،
شخصبا بحثت ووجدت ان جميع تدخلات جلالته لم تكن الا في حال اقتناعه بان هناك من يهيكل الفساد والتجاوزات بانواعها والملاحظ ان بعد كل تدخل له تنكشف النوايا بشكل اكثر وضوحا .
الاشكالية التي ارى اننا امامها اذا ما تعلق الامر بالاردنيين
وصحتهم هي : انه لا يبدو ان هناك من النخب الاقتصادية
والنيابية او ما بسمى بمؤسسة الدواء والغذاء قد تمعنوا
في مسار ما يحدث ،فيأتي الملك ويتدخل في تصحيح المسار.
كنت وفي استطلاعات صحفية سابقة استمعت لتبريرات
وتصريحات جانبية لكثير من تجار الادوية واصحاب الصيدليات التجارية ، ولاحظت من خلال تتبعي لرفع اسعار الادوية وبشكل جنوني ، ان الجامع بهذه التصريحات تتبع عدد من الشعارات التي تبرر بهتانا وزورا هذا الارتفاع بسعر الدواء ، وجميعها تقريبا تنسج على منوال واحد مع اختلاف
النكهات .
ما لفت انتباهي فعلا ، ولعل كلامي هذا يكون صادما هو ان
تجار الادوية اصبحو كائنا يحددون كيف يجب ان يكونو متفردين بتحديد اسعار الدواء ، بينما لو سألت اي مثقف او نائب او حتى مؤسسة الدواء والغذاء المعنية بالموضوع ، لو سالتهم من يملي ويقف وراء هذه الفئة من تجار هذه المادة ومن يدعمهم ، فانه لن يجيبك .
فهذه الفئة من التجار غير قابلة للتعريف ككائن اعتباري ، فهم
اشبه بذلك الولي الصالح الذي تنسب اليه المعجزات ويقوم
بمعالجة الناس ويخشى غضبه ويحظى بالتقديس الشامل .
الأصل ان مؤسسة الغذاء والدواء مع اللجان الاقتصادية النيابية والنخب المثقفة والسباسيين هم من يهتمون بمتابعة قضية ارتفاع الاسعار بشكل عام ، وليس ان تكون هذه الجهات حبيسة جدران يفصلها منطق المنصب والرغاء .
وعلى ما يبدو كانه هناك عمليا غرفة عمليات تملي مطالب
حيتان التجار بما فيهم تجار الادوية والتي يتلقفها قطاعات
العذاء والدواء لتتحول بعدها الى مسلمات وخطوط لا يجب
رفضها او تجاوزها .
فمثلا لا احد يعلم شيئا عن طبيعة او هوية الجهة التي تعمل
لرفع سعر الدواء بهذا الشكل الجنوني ، بينما لو نزلت الى
ارض الواقع في المستشفيات والصيدليات ، فانك تجد سعر
الادوية فيها يكاد ان يصل عنان السماء دون ايها رقابة .
المواطن من ناحية اخرى يبدو انه لا يثق بما يسمى بمؤسسة
الدواء والغذاء خصوصا بعد توقيف المدعي العام عدد من
موظفيها وتجار تقاسموا التلاعب باستيراد اغذية لا تتوافق
مع الاستعمال البشري بما عكس مزيج من الاراء بضعف
هذه المؤسسة ودورها وتاثيرها في الشارع وصحة المواطن.
وعلى ما يبدو ان هذه المؤسسة تخشى ما يسمى غضب
التجار ( او هكذا يبدو ) .
برايي ان هناك لحظات فارقة اذا لم ندركها تنقلب الامور ،
وهذا ما انتبه له جلالة الملك حين راى بان الامر اذا ما تعلق
بصحة الاردنيين فهو مرفوض ولا يخضع للمجاملة ، فاصدر
امره السامي برفض هذه الاسعار للادوية وتخفيضها فورا
ولا يهم ان بتباكى البعص على اللبن المسكوب فيما بعد.