صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
تتفاقم الأزمة الخانقة التي يعانيها الأردن بطريقة جنونية لا يستوعبها عقل، وخاصة في السنوات العشر الأخيرة ، إذ بدأت ملامحها مع استيعاب الأعداد الكبيرة من العائدين من الكويت ، ثم أبناء الشعب العراقي، وبعدهم اللاجئون السوريون ، إضافة الى اعداد ليست قليلة من الأخوة اليمنيين والليبيين والسودانيين والصوماليين الذين تفيئوا بظلال واحة الأمان ، ليتضاعف عدد السكان في بلدنا، ورافق هذه الهجرات أزمات شملت جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الاخلاقية ، وسط هذه الدوامة بدأ مشواري في البحث عن اجابات لما يدور في ذهن الشعب من أسئلة ، للوقوف على حقيقة ما يجري.
بدأ مشواري من العبدلي من مجلس الشعب ، بعد أن عجزت عن إيجاد ما أبحث عنه ، فلم يتماش الأداء هناك مع التوجهات والاحتياجات ، ولم يرتق لمستوى إرضاء الطموح المأمول ، لأن ما بني على خطأ فهو خطأ ، وكان الأجدى عدم محاربة فكر الشعب، وحرمانه لعقود طويلة من الانضواء تحت مظلات حزبية فاعلة ، توفر البنى التحتية المتينة لبناء حياة ديمقراطية ، ودعمها بقانون انتخاب عصري يلبي طموح الناخبين ،لا أن توضع القوانين لتناسب رغبات واضعيه وتوجهاتهم.
تابعت مسيري نحو ” الرابع ” ، وما يحويه من متناقضات : الحكومة والشعب معا في مكان واحد، كل يقف تجاه الآخر، هذا يضع السياسات وهذا يطالب بتغييرها، ولضمان عدم تطاول الطرف الشعبي على الطرف الحكومي وضعت حراسة من “جنود وعسكر” هم اخوة وأبناء عمومة من الطرف الشعبي ، إلا أن الأوامر والتعليمات بيد الطرف الحكومي ، فيما ترك الطرف الشعبي دون حماية من القرارات التصعيدية التي ينتهجها الطرف الحكومي ، من سن لقوانين وتشريعات استفزازية لا تراعي مصالحهم .
وتابعت رحلة بحثي عما انشده من اجابات حول ما يدور في ذهن المواطن ، متوجة نحو حديقة الشعب لارتاح وللتفكر فيما يدور من رسم للسياسات ، واستسلاما الى ” اللوكيشن ” الخاص بخرائط “جوجل ” ، سلكت الطريق الأقل ازدحاما شارع الشهيد وصفي التل – خلدا – وما يضم من مجموعة من – الحرس القديم – من العيار الثقيل ، ممن كانوا يرسمون السياسات سابقا وكان لهم دور في الحياة السياسية وصنع القرار ، ومعهم مجموعة من الشخصيات من أصحاب القلوب والعقول المحبة للأردن ، الذين يرفضون الوقوف متفرجين على الأزمة التي تمر بها البلاد حاليا ،والاكتفاء بتوجيه النقد فقط ، على الرغم من سحب الحماية وبالتالي الوصاية عليهم ، إلا أن واجبهم الوطني يحتم عليهم المضي قدما نحو اكمال مخططاتهم الرامية إلى أداء رسالتهم في خدمة الوطن ، وعدم التخاذل عن واجبهم نحوه .
هناك وفي منتصف الطريق توقفت في منطقة قريبة من حديقة الشعب ، تمثل فكر فئة تُقزم ما يجري في “خلدا” ، وتعترف بفشل العبدلي ،وتلقي اللوم على المخططين والمنفذين لمجريات الاحداث ، وتروج إلى أن “الرابع “أصبح صفحة شبه مطوية ، بعد أن وصل إلى مراحله النهائية، وذلك من خلال ايجاد جماعات موازية لهم في العدد ، وبعيدة عن الهدف ، همها احداث خلل في التوازن ، وبالتالي قلب الموازين ضد الرابع وأهله ، مرتكزة على اختلاف المرجعيات ، حيث لا يجمع الطرفان سوى ارض الوطن وحبه .
واستكمالا لرحلة البحث عن اجابات لأسئلة مشروعة ، لم يبق أمامنا سوى اكمال المسير الى نهاية الطريق وصولا إلى اشارة النسر حيث تطبخ وتصنع القرارات …أملا في الحصول على القصة الحقيقية ، وإلا فإن الايام وحدها كفيلة في كشف حقيقة الأمور التي يحاول الجميع إما :نسبها له ، أو تغطية أجزاء منها ، أو أخفاء أجزاء أخرى ، أو تلوين بعضها بألوان تتناسب مع توجهاتهم ..