صراحة نيوز – بقلم إسلام العياصرة
سقطة تلو الأخرى تتعرض لها منظمة الأمم المتحدة في تقاريرها حول النزاعات والحروب التي يدور رحاها في عالم عج بالفوضى والنزاعات المسلحة ، منظمة بحجم هذه المنظمة الدولية لابد ان تكون حيادية ونزيهة في عملها وليست منحازة او موجهة خاصة في ظل تعاطيها مع الملف الإنساني ومنحها صلاحيات واسعة ابان الحروب والنزاعات .
ناهيك عن تواجدها في خطوط التماس ما يستدعي نقل معلومات غاية في الدقة ورصد الانتهاكات بشكل واسع ، وليس ان يتقوقع موظفيها في مكاتبهم العاجية ويصدرون تقارير بناء على معلومات يستقونها من منظمات مأجورة او من مصادر لا تتحلى بأقل مقدار من النزاهة والمصداقية ولا تخلو من التوجيه السياسي لطرف على حساب أخر ، ولكن عندما تحيد هذه المنظمات عن دستورها وميثاقها المعنون بانسجامه مع القانون الدولي لتصبح أداة توجيه للاتهامات وزج الأبرياء في خضم نزاعات شابها ما شابها من الانتهاكات والانحياز لطرف دون الاخر في معلوماتها ، وتخليها عن دورها الصحيح وانحراف بوصلتها نحو معلومات مسيسة والاعتماد على المصادر المظللة لتطرز لنفسها عباءة من الإنسانية وتصيغ تقارير لا يقبلها عقل ولا منطق نصبح امام منعطف خطر من التشكيك في نزاهة ومصداقية اعمالها .
هذه الأعمال التي كان أخرها تقرير الأمين العام بشان الأطفال في النزاع المسلح في اليمن وتوجيه اتهامات لدول التحالف العربي التي تسعى الى استعادة الشرعية من مغتصبي ارادة اليمنيين وتسلح هذه المليشيات بمنظومة إيرانية متكاملة ، ليطرز هذا التقرير وينقل مغالطات كبرى تخالف الواقع والاعتماد على مصادر مظللة ما شكل حالة من الصدمة لدى جميع المراقبين وسط حجم المعلومات المضللة التي استقصاءها موظفو الأمم المتحدة من جماعات تعمل لحساب الحوثيين ومليشياتهم والتي تسعى على الدوام لطمس الهوية الشرعية لليمينين وإخفاء معالم العون الإنساني الذي قدمته دول التحالف طوال فترة الحرب للأبرياء والأطفال وإنقاذ ألاف الاطفال ممن زج بهم الحوثيين والمليشيات كدروع بشرية او تجنيد هؤلاء الاطفال كعناصر قتالية موالية لهم ولإتباع ايران والتي بثت صورهم في العديد من اللقطات التلفزيونية المباشرة متفاخرة ، ولكن الأغرب ان يكون هذا التقرير هو اداة لتوجيه الاتهامات لدول التحالف نحو التورط في استهداف الاطفال والمدنيين وترويجها على انها حقيقة لابد من الاخذ بها ، متناسياً ان مثل هذه التصرفات تضع مصداقية المنظمة وتقاريرها ككل على المحك وتشير الى سلوك مرفوض في عملها ، في ظل اعتمادها على مصادر غير محايدة تشير الى عدم نزاهة هذا التقرير والذي خلاء من اي توثيق لهذه الانتهاكات المزعومة التي وضعت تقارير الامم لمتحدة امام اختبار النزاهة خاصة وان الجميع يعلم ان طواقم الأمم المتحدة لم تدخل الى مناطق الصراع وبقيت في صنعاء ، لا بل انها اكتفت بصياغة هذا التقرير من مصادرها المضللة والتي تناست الاحداث التي شهدها اليمن برعاية مليشيات الحوثيين وجماعاتهم المأجورة ومنها حادثة احتجاز وعرقلة موكب موظفي الأمم المتحدة الإنساني في اليمن مطلع العام الحالي ونهب قوافل المساعدات الانسانية وكان التاريخ ينسى .
التقرير مدار الحديث لا يمثل الحقيقة بوجهة نظري ويخلو من النزاهة ويحمل في طياته الكثير من المغالطات التي تستوجب من الأمين العام تصحيحها وتقديم الاعتذار عنها لما تسببه من احراج لنفسه ولمنظمة بحجم الامم المتحدة ، والتي اكاد اجزم انها تعيش صدمة بعد تقرير امينها العام لما حمله من اتهامات للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في وجه امتداد الحوثي ومليشياته المدعومة إيرانياً والمعروفة ببشاعة اعمالها وغياب ضميرها الإنساني والواقع خير شاهد ودليل .