– شلال دماء السورين يصب في نبع السلام
– (600 ) ألف قتيل و(4 ) ملايين جريح و( 11 ) مليون مهجر و(400 ) مليار دولار أضرار البنية التحتية
– خطوط الاتصال بين القصرين معطوبة بإمضاء الخلافات الجو سياسي
– تتريكها يخلق واقعا خطيرا ومسرحا لاستمرارية المعارك
– محاربة الإرهاب وجه الحرب القبيح للاستيلاء على الثروات العربية
– فرض الحصار الاقتصادي والمالي للقضاء على الدولة السورية
صراحة نيوز – اعداد عبدالله اليماني
سنوات ( تسع ) تمضي من عمر ، ( الحرب البربرية على سوريه العربية ) ، شهدت خلالها أراضيها ، مواجهات دامية مع العصابات المسلحة الإرهابية ، وجربت عليها ، شتى أنواع الاسلحه ، منها لأول مرة تستعمل ، وهذا التقرير يتطرق إلى ابرز واهم مجريات أحداث ( الحرب ) ، التي ما زالت ، تتعرض لها سورية ، منذ العام 2011 م ، وحتى نهاية العام 2019 م ، حيث تحولت مدنها وقراها وأريافها وبواديها إلى ساحات حرب مدمره ، ولا تزال تشهد أجواء ساخنة، ومآسي وفواجع ومصاعب وويلات وتحديات صعاب. وقد رافقها جوانب ، ( عسكرية ، سياسية ، اقتصادية واجتماعية وتجارية ) وفرض حصار اقتصادي ومالي عليها .
وتحدثت تقارير صحافية أن القوات التركية ، والعصابات الإرهابية، قد قامت ، بأفعال وحشية ، وانتهاكات خطيرة ، لحقوق الإنسان ، كالتصفية الجسدية ، كـ ( الرمي بالرصاص ) و(القتل والتهجير ، والتمثيل بالجثث ، ورميها على قارعة الطرق ) ، وأدى ذلك إلى جراح نازفه من ( القتلى والجرحى ) ، الذين سفكت دماؤهم . وتحويل الأراضي السورية ، إلى ( ساحات حرب ، وهتك للأعراض ، واعتداء على الممتلكات ، وتشريد الملايين في الشتات) ، ولا يزالون يعيشون ، معاناة شديدة وحالات ، نفسية صعبة ، شديدة ( الخطورة ومرارة الألم والمعاناة) . و( خوف ) من (شبح الاغتيال ، الخطف ، التعذيب ، الاغتصاب ، القتل ، التهجير ، الاختفاء ألقصري ، التجويع الجماعي ، التيه والضياع ) ، وزرع بذور ( الشر) النزعة ( الطائفية والعرقية ) و(الأحقاد ) بين أبناء ( الشعب الواحد ، وضرب وحدته الوطنية ). وكذلك أصابتهم في مقتل من خلال تدمير ( مصانعهم ، ومزارعهم ، وثروتهم الحيوانية ، وأراضيهم ،وشركاتهم وتجارتهم ومساكنهم ) .
لقد فقدوا خلالها أعمالهم وأسرهم ، وتعرضوا إلى إصابات وأضرار كبيرة انها ( مأساة إنسانية حقيقية كبيرة ) .فكانت الشوارع والمخيمات والمزارع والعراء ( موطنهم ) ، ومن يومها وهم يتجرعون مرارة (التهجير ) عن وطنهم الذي أحبوه وأحبهم واحتضنهم ، حيث كانوا يعيشون فيه آمنين مطمئنين . جراء مشروع العصابات الإرهابية التدميري الذي استهدفهم ، طوال سنوات الحرب ، فعاثوا فيها فسادا ودمارا وخرابا . فقدت الدولة السورية خلالها وطيلة فترة الحرب سيطرتها على الأرض والبشر والسماء والبحر وجراءها أفرغت من إنسانها. وشكلت الحرب مادة صحفية وإعلامية دسمة تناولتها الصحافة ، ووسائل الإعلام المرئي والمسموع ،بشكل يومي . وعطفا عما سبق فان ذلك يشكل ، تطهيرا عرقيا في المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى . ب ( الجيش الوطني السوري ) ، المتحالف سابقا مع عصابة (داعش ). الذي يتميز بفكر (الإخوان المسلمون) . وهم الذين ( يتهمون الأكراد بالكفر وحللوا قتلهم ) كما يقولون .
وبمراجعة هادئة نجد أن كل ما قدمته العصابات الإرهابية ، كان ( خدمة للعدو الصهيوني ) ، ودعما له ، لغايات سيطرته على سورية ، فلهذا غذى مشاركتها في ضرب استقرارها وإدخال الفوضى فيها ، وإخراج مؤسساتها عن سيطرة الدولة ، وإيقاف العمل في مؤسساتها.
وكل عربي يطرح هذا السؤال ، لماذا العدوان التركي على شمال سورية ؟ هل هو الحل للقضاء على الأعمال الإرهابية الكردية ؟ أم هو تصفية للحسابات ؟ ! وخلال مراجعة تصريحات المسؤوليين الأتراك سيكون الجواب .
إن ما تقوم به ( تركيا ) من احتلال للأراضي السورية ومن ( إجراءات ديمغرافيه ) ، ترمي إلى تتريكها ، يكشف وراء الهدف الحقيقي ، لهذا العدوان . بمعنى أن ما يتعرض له ، الشعب السوري ، من احتلال لأراضيه وبدعم أمريكي ، أنها ( تبغي ) من ورائه السيطرة على ( الثروات السورية ، وفي مقدمتها ( النفط ). تحت ذريعة عنوان ( أوحد ) ، ألا وهو ( محاربة الإرهاب ) ، باعتباره (الفزاعة ) للطرفين الأمريكي والتركي .
إسقاط النظام السوري
الجانبان السوري والتركي لم تكن العلاقات بينهما على ما يرام ، فقد شهدت تجاذبات سياسية وتطورات، دراماتيكية وتصدع ، ومد وجزر ، بين الحين والآخر ، وهذا ساهم مساهمة فاعلة في تواجد سحابة سوداء غطت سماء حدود البلدين الجارين . وازدادت ضراوة مع انطلاقة شرارة المظاهرات ، على اثر ما سمي ظلما ( الربيع العربي ) . وفي ظل تطورات هذا الربيع ،واشتعال شرارته في منتصف شهر آذار عام 2011 م . بدأت ب( درعا ) وتحولها إلى حرب دمرت وأحرقت وقتلت وجرحت الإنسان والحجر والأخضر واليابس .
انطلاقاً مما سبق اخذ النظام التركي يستعد ويرسم الخطط والطرق لمواجهة التطورات التي ستحدث في سورية ،واخذ يستعد للانقضاض على سورية ب( إسقاط نظامه) . بالدفع بإمكانياته السياسية ، والاقتصادية والعسكرية ، كافة لإسقاطه . وإحلال بديلا عنه ،( جماعة الأخوان المسلمون السوريون ). فالادعاء ب (محاربة الإرهاب ) ما هو إلا غطاء لهذا المشروع الكبير والخطير . واستثمرت لهذه الغاية تواجد المعارضين السوريين لديها ، ومئات الآلاف اللاجئين . فكانت أمامها فرصة ثمينة ، لإنشاء فصائل ( إرهابية ) ، تحت مسمى (المعارضة المسلحة ) ، وقدمت لها (ملايين الدولارات ) كدعم (لوجستي ) .
وفي عام 2011 م ، عقد النظام التركي في ( اسطنبول ) لقاء ، ومؤتمرا في انطاليا ، ( هدفه ) الوحيد ( إسقاط النظام )، شارك فيهما شخصيات سورية (معارضة) ، أبرزهم وأكبرهم ، كتلة الأخوان المسلمون. الذين اتخذوا من ( اسطنبول ) قاعدة انطلاق لتحركاتهم ضد سورية، وفي اسطنبول عقد عام( 2012 ) م مؤتمر ( أصدقاء سورية) ، بحضور ممثلين لأكثر من ( سبعين دولة) . جرى خلاله دعم المعارضة وتشديد الضغط على حكومة الرئيس السوري ( بشار الأسد) ، بواسطة فرض تطبيق بنود خطة السلام ، التي اقترحها المبعوث الدولي كوفي أنان . وبنفس العام صوت البرلمان التركي على منح حكومته صلاحيات القيام بعمليات عسكرية ضد النظام السوري، وفتحت ( تركيا ) أراضيها لتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية. وبحسب تصريحات ، الرئيس التركي عام ( 2013) م ، الذي بين فيها أن أي (تدخل عسكري ) في سورية ، يجب أن يهدف إلى (إسقاط الرئيس بشار الأسد). واتى ذلك لدى تجديد البرلمان التركي بموافقته في القيام بتدخل عسكري بداخل سورية حال الحاجة إليها.
الجيش التركي يدخل الأراضي السورية
وفي ظل تطورات الأحداث ،على الساحة السورية ، اجتاز الجيش التركي ، الحدود السورية ، ثلاث مرات ، أولها سميت (درع الفرات ) ، وثانيها ( غصن الزيتون) ، وثالثها، ( نبع السلام ) . وجميعها حملت هدفا مزدوجا ، (إسقاط النظام ، ومحاربة الإرهاب ) . والإرهابيين بالنسبة لـ ( تركيا ) و( حدات حماية الشعب الكردية ) ، التي تعتبرها ( أنقرة ) ذراع ( حزب العمال الكردستاني) المعارض . وتمثل ذلك عام 2016 م ، في دخول الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة المعارضة الأراضي السورية ، واحتلال ( جرابلس والباب ) ، أطلق عليها ( درع الفرات) . وتبعها عام (2017) ، قيامهم باحتلال ما بين ( جرابلس ) شرقا، و( إعزاز ) غربا. ومنطقة ( الباب ) جنوبا ، ومعظم المناطق المحاذية لحدود تركيا ، غرب الفرات .
كما أدت عملية غصن الزيتون لوحدها إلى تهجير حوالي ( 137 ) ألف سوري كردي من ( عفرين ) وحولها ، بعد سيطرتها عليها بمنتصف شهر آذار عام ( 2018 ) ، وإسكانهم في مخيمات بمناطق ( الشهباء بريف حلب ). وكجزء من خطط ( انقره ) ، للحد من الأغلبية الكردية، في تلك المنطقة. نقلت ( العرب ) السوريين إليها ، وأسكنتهم في منازل الأكراد الذين هجرتهم .
وتسببت سيطرة الجيش التركي والفصائل الإرهابية المؤيدة له، في تهجير مئات الآلاف من النازحين السوريين،الذين تعرضوا إلى ( ممارسات غير إنسانية) من ( سرقة المنازل والممتلكات،والاستيلاء على المزارع والسيارات والمتاجر والأراضي الزراعية) . من قبل الجماعات الإرهابية، ووجدوا منازلهم خاوية على عروشها ، وشبه مدمرة. وبعضهم وجدوا، الجماعات المسلحة ، قد أسكنوا فيها أسرهم . وإسكان نازحي مناطق أخرى مكانهم كـ ( دوما ، الغوطة الشرقية ، حمص وحماه ) وغيرها.
من خطوات تتريكها …
لقد كشفت تقارير صحافية وإعلامية إلى انه ومنذ احتلال تركيا للعديد من المدن والبلدات والقرى في شمال وشمال شرق سورية قد عمدت إلى تتريك المناطق التي احتلتها بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية الموالية لها، تمثل ذلك بافتتاح المدارس ، وفي عام 2018 م ، افتتح فرع لـ (جامعة حران) ، في مدينة الباب السورية ، وفرضت نشر الثقافة واللغة التركية وجعلتها امرأ واقعا ، واعتبرت اللغة التركية مادة أساسية في مناهج التدريس،وعينت المدرسين الأكثر ولاءً لها. وعملت على نقل ( أسماء البلدات ، والشوارع والساحات الرئيسية ، وجردتها من هويتها ، الكردية والعربية) ، وغيرت اللوحات التعريفية في مداخل قرى وبلدات (عفرين ) التي تضم ( 366 ) قرية . وأزالت أي رمز كردي في المدينة ، لـ ( خلق واقع على المدى الطويل ، يتمثل بضم تلك المناطق ، إلى تركيا مستقبلاً ) .
ومن ثم، أطلقت تسمية أسماء الضباط الأتراك، الذين قتلوا في المعارك على المدارس السورية ، وفرضت التعامل بالليرة التركية ، بدل الليرة السورية ، وحولت منزلا في ( عفرين ) إلى متحف بحجة أن مؤسس الجمهورية التركية ( كمال أتاتورك ) ، استخدمه خلال الحرب العالمية الأولى . وغيرت اسم الساحة الرئيسة ب ( عفرين ) إلى ساحة أتاتورك. وإقامة متحف تاريخي بالقاعدة التي استخدمها أتاتورك خلال الحرب العالمية الأولى في منطقة ( راجو ). ونشرت (صور الرئيس التركي) في الدوائر الرسمية والمدارس والأماكن العامة. وأطلقوا أسماء تركية على المناطق والمدارس والمؤسسات والشوارع ورفعوا العلم التركي عليها . بدل العلم السوري إلى جانب إحداث تغيير ديموغرافي ، في تلك المناطق ، عبر تهجير السكان الأصليين ، للمدن والقرى والبلدات ، وإسكان الإرهابيين وعائلاتهم فيها ، وقيامهم بأعمال الخطف والاعتقال للمواطنين والإفراج عنهم بعد مقايضتهم بمبالغ مالية(فدية ) ، ومعظم المخطوفين من الأكراد.
ومن الملاحظ أنهم ألزموا السكان السوريين باستخراج بطاقات هوية (نازح ) ، صادرة عن الجهات التركية ، لاستخدامها بالدوائر الرسمية ، وحرية التنقل والعيش ،حيث يطلب الجيش التركي ، منهم أوراق ثبوتية تركية والمتخلفين عن حيازتها ، يتعرضون لعقوبات ، كما تشرف تركيا ، وبشكل رئيس على المجالس المحلية التي تدير المناطق الواقعة تحت سيطرتها . المسماة (الحكومة السورية المؤقتة )،حيث تدفع لهم رواتبهم ، ومقرها (تركيا ). ولغايات حفظ الأمن جندت الأطفال والشباب، في صفوف الشرطة التركية . وقدمت للسكان الخدمات المصرفية ، بإنشاء المراكز ( البريدية الرسمية ) التي تؤدي دور البنوك. وعينت أتراك للإشراف على الحكم المحلي في ( مجلس عفرين ) الذي يتبع إدارياً لمقاطعة أنطاكيا (هاتاي) التركية.
وعلى الصعيد الاقتصادي افتتحت تركيا ( مدينة صناعية ) بين ( الباب وحلب ) ، وشقت لها طريقا ، تربطها بتركيا ، لغايات تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير ، بين هذه المناطق وتركيا. ولم تسمح للمنظمات غير المسجلة لديها بالعمل في (عفرين ). فضلا أن القضاة والمحامون السوريون لا يعينون إلا بالتنسيق مع وزارة العدل التركية . وما تقوم به تركيا يأتي ترجمة على ارض الواقع لما تدعيه بأن لديها صلة وثيقة بالشمال السوري تاريخياً. حيث تقول : المعارضة السورية ، أن أجزاء من بلدة ( الباب ) ، تعود إلى عائلة السلطان عبد الحميد الثاني .
ظهور عصابة داعش الإرهابية
تنظيم (داعش) الإرهابي ، هو الابن الشرعي لأمريكا ، التي أعلنت عن ولادته ، إثناء الحرب على سورية ، ومع ظهور العصابة الإرهابية ( داعش ) ، فقد عولت تركيا عليها كثيراً ، خلافا لكل الجماعات السياسية والعسكرية المعتدلة ، منها والإرهابية ، والتي رسمت ، لها الأطر العسكرية والسياسية ، وكانت تعمل من خلالها ، حيث بدأت تظهر ، تباينات بمواقفها ، في تغيير سياساتها ، من الجماعات المعتدلة، تجاه جماعاتها الأولية كـ (الجيش الحر) . وهذا المولود المنبوذ ( داعش الإرهابي ) مثلما صنعوه ، سيجدون له وكرا ينهون وجوده ) . علما أن تقارير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ، أشارت إلى تواجد أكثر من (50 ) ، جماعة مسلحة ، في الشمال السوري عام 2019م .
المنطقة الآمنة حقول ألغام قادمة
في الشهر العاشر من عام (2019 ) ، أطلقت تركيا ،عمليتها العسكرية (نبع السلام) ، في شمال شرق سوريا ، ضد ( وحدات حماية الشعب) الكردية، فارضة سيطرتها على مساحة عمقها( 30 ) كيلومترا. وكشف الرئيس التركي ( عزم بلاده ) على ( توطين العرب ) اللاجئين في تركيا في المناطق الكردية. ومن جانب آخر ف( خطة ( انقره ) ، تهدف إلى ( توطين اللاجئين السوريين ) في المنطقة ، من خلال إعادة ( 3.6 ) مليون، لأجيء سوري يقيمون على الأراضي التركية وإسكانهم في ( المنطقة الآمنة ) السورية . ولدى مطالبة الرئيس التركي ، بدعم دولي كون بلاده ، أنفقت ( 40 ) ، مليار دولار ، على اللاجئين السوريين. هدد بفتح أبواب الهجرة أمام اللاجئين السوريين إلى أوروبا، حال عدم حصول أنقرة على مزيد من الدعم الدولي .
ومن جانب آخر قال : رئيس الوزراء التركي ،إن إقامة (المنطقة الآمنة)،سيتم بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى، (بهدف حماية المدنيين من هجمات النظام السوري وداعش) . أما ( رايتس ووتش) ، فقالت : (المنطقة الآمنة ) لن ( تكون آمنة) . عكس الادعاءات التركية . وإنما يهدف إلى التغيير الديموغرافي ، وهذا يؤكد بما لا يجعل مجالا للشك أنها ( لن تكون آمنة).
ورغم مرور هذه السنوات إلا أن السوريون ، مستمرون بخوض حرب ضروس، ضد الإرهاب والعدوان، هذه الحرب التي أدت ، إلى تناقص أعداد السوريين المقيمين ، في سورية بشكل كبير ، وانخفاض أعدادهم نهاية 2015م إلى ( 16.6 ) مليون ، بعد أن كانوا ، قرابة ( 22 ) مليون عام 2011. وتشريد نحو ( 12 ) مليون ، من أطفال ونساء وشيوخ ورجال . وأن أعداد ضحايا الحرب ، المتضاربة ، تتجاوز ( 600 ) ألف قتيل ، و( 4 ) ملايين جريح ، يعانون من إصابات مختلفة ( إعاقات دائمة ). فضلا عن تدمير ، هائل في البنية التحتية ، والمستشفيات والمدارس ، والأملاك الخاصة والعامة، وقدرت الأمم المتحدة ،كلفتها بنحو( 400 ) مليار دولار. وبدورها المنظمات الإنسانية ، حذرت من ( سياسة الإبادة والتغيير الديموغرافي ) ، التي تمارسها تركيا ، على الأرض السورية، ومدى تأثيرها ، على نفسيات وسلوك السوريين ، والتركيبة السكانية ، للمنطقة على الأمد الطويل ، جراء تشريد وقتل ملايين السوريين . وتحول مدن وبلدات إلى أشباح ، فارغة من سكانها ، وخاصة تلك المناطق ، الواقعة على الحدود ، بين ( سورية وتركية )، الذين يخشون على حياتهم ، من نزعة التتريك المتشددة ، واستيلاء الغرباء ، على قراهم وبلداتهم . في الوقت الذي يتم ، فيه تبادل الاتهامات ، حيث يتهم الأكراد تركيا ، بأنها تمارس التهجير العرقي ، من خلال توطين اللاجئين السوريين المتواجدين على أرضها، لغايات إبعاد الأكراد عن حدودها، ولديهم تخوف من سعي تركيا إلى زرع (الفتنة ) بين ( العرب والأكراد ). علما أن العرب ، يوجهون اتهاما للأكراد ، بأنهم يقومون بأعمال التهجير ألقسري بحق السكان العرب ، في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وربما هذا التغيير الديموغرافي سيؤدي إلى استمرارية ( الصراع العرقي ) . وهذا يدلل أن ، سعي تركيا لإنشاء ( المنطقة الآمنة ) ، هدفه إسكان حوالي ( مليوني ) ، لاجئ سوري بالمنطقة.
الجنسيّة لغايات انتخابيه
لقد دفعت الحرب أمام السوريين باب التجنيس للحصول على جنسيات أجنبيه ، مختلفة ومنها ( الجنسيّة التركيّة) ، فقد تجنس ( 79820 سوريّ ) ، وتجنيسهم بالجنسية ( التركية ) يمنحهم حق التصويت ، في ( الانتخابات المحلّية والتشريعية والرئاسية ). وهذا سيؤدي إلى ثقل انتخابي .
انفتاح الشهية
ومن يتابع مجريات الأزمة السورية ، يلحظ انه كلما طال حل الأزمة ( تتعقد وتتطور الأمور ) بشكل لافت ، وهذا عائد للتدخل الأجنبي ، في الشأن السوري ، بأشكاله كافة. وجاءت اتهامات ( الرئيس الأسد ) الموجهة إلى الرئيس التركي ، لتكشف حجم الفجوة بينهما ، حيث بين ، انه منذ بدايات الحرب ، والرئيس التركي ، يعمل على إيجاد ، مشكلة ما بين الشعب السوري ، والشعب التركي , وخلق عداوة بينهما ، وإيقاع تصادم بين ( جيشي البلدين ) . علما أن الجيش التركي في بدايات الحرب كان يتعاون مع الجيش السوري، إلى أقصى الحدود. مضيفا لو كان الرئيس التركي يفكر ( بالخروج من سورية لكان خرج من ادلب ) . وقد هدد الرئيس الأسد ) قائلا : ( علينا أن نترك المجال للعملية السياسية ) ، بأشكالها المختلفة، وإن لم تعط نتائج، فهذا عدو، وعندما لا يخرج بكل الوسائل فلا خيار أمامنا سنذهب إلى ( خيار الحرب ). وصحيح لا يوجد ( جيش تركي في إدلب، لكن الساحة السورية) هي ( ساحة واحدة ومسرح عمليات واحد) ، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، و(التركي هو وكيل الأميركي ) لهذه الحرب. وفي كل ( مكان حاربنا ) كنا نحارب ( الوكيل التركي ) . يقابله رد من الرئيس التركي ، أن لا (مطامع لتركيا في سورية) ، وبالوقت نفسه تؤكد تركيا أنها (لا تنوي الانسحاب)، من سوريا ، قبل تحقيق ( تسوية سياسية لأزمتها ) . وأطلق ( الرئيس التركي )تصريحا شدد فيه قائلا : لن ( نخرج من سوريا إلا إذا قال : ( الشعب السوري ) ، لنا ( شاكرا عليكم الخروج الآن).
ويشكوا السكان من سؤ أوضاعهم تحت الاحتلال التركي إذ يصفونه بأنه ( أشبه بالجحيم ) ، نظراً لفقدان الأمن والأمان والاستقرار، وانتشار الفساد والإجرام، وتدهور مصادر الرزق والدخل المادي، والاضطهاد بكل أشكاله. فضلا عن سرقة محاصيل ( القمح والشعير والزيتون ) .
وهذا تصريح خطير جدا لكونه يكشف ( أهداف العدوان التركي) ، على (احتلال ) ، الأراضي السورية ، وربما ضمها إلى تركيا . وبدوره يقول : وزير الخارجية التركي : (ملتزمون )، بوحدة (أراضي سورية) ، وعملياتهم تستهدف الإرهابيين . ولا يمكن الحديث عن (احتلال سورية) . في الوقت التي تعرضت تركيا لانتقادات ، واسعة من الدول الغربية والعربية جراء عملية ( نبع السلام) . عموما السوريون تمر عليهم سنوات (9 ) هي عمر ميلاد الحرب على بلدهم ، وهم يعتبون الاحتلال والتدخل التركي ، عدوانا سافرا ، على وحدة، وسيادة واستقلال وطنهم ، وبأنهم سيتعاملون معه ، بكل الوسائل المشروعة ، وفق مبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة ، حيث توجه اتهاما لـ ( أنقرة ) بأنها تنتهك سيادة أراضيها باحتلالها .
العصا التركية في دولاب الأزمة السورية
وتبقى العصا التركية بمثابة المعطل لحل الأزمة السورية كونها وضعت في الدولاب، ولا أمل بإزالتها ، إلا برضا الرئيس التركي ، وربما ياتي ذلك استجابة لوساطة روسية . وحتى ذاك الحين ،تبقى التصريحات المازمة هي سيدة الموقف ، فهذا نائب رئيس الحزب،الحاكم التركي مسؤول ، العلاقات يقول : لن نرى مسؤولين أتراك ، وسوريين من نظام الأسد ، يتبادلون الزيارات، إلا بعد إجراء ( انتخابات لاختيار حكومة شرعية ، يشارك فيها السوريون ، الداخل والذين أجبروا ، على مغادرتها . واصفا المشاريع بالمناطق ، التي احتلوها في ، عدوانهم بأنها (إعادة البنية) لإقامة ( مدن جديدة لتوطين اللاجئين السوريين) فيها . وعلى الجانب الآخر يواصلون تقديم (الدعم والمساعدة ) ، إلى (ميليشيات المعارضة الإرهابية) ، المسمى (الجيش الوطني السوري ) ، الذي ساعدهم في عدوانهم على شرق الفرات . وهذا (بشار الجعفري ) ، يتحدث بقولة : أن وجود ( القوات التركية ) ، في الأراضي السورية ، (عدوان واحتلال واضح ) . خلافاً لما التزم به النظام التركي في اتفاق أستانا وسوتشي .
وحدة الأراضي السورية
وهنا أسئلة تنتظر الإجابة ، هل العدوان التركي ، على شمال سورية ، هو الحل ؟ وكيف يدعون ، أنهم يقومون بمحاربة الإرهاب؟ وهم الذين أوجدوه ؟
إن القارئ والمراقب للأحداث الجارية في الشأن ( السوري التركي ) يخلص إلى نتيجة ، أن الهدف الحقيقي ، من وراء الحرب ، على سورية ، هو ( الاستيلاء على ثرواتها ) إلى جانب ( الثروات العربية) ، وفرض ( سياسة الأمر الواقع من خلال سياسة (التركيع ) . فلذلك حذر الرئيس السوري الدكتور ( بشار الأسد) . مرارا وتكرارا ، أن من حقهم الدفاع ، عن ( وحدة الأراضي السورية ) ومن (الأطروحات الانفصالية) ، وبأنة لا توجد لديهم مشكلة مع ( التنوع السوري ) . وأنهم ذاهبون باتجاه (المقاومة )،وسيكون مصير الأميركي ، كما ( حصل في العراق ) . كاشفا أن كل، من يقاتل في ، إدلب هم ( جيش تركي ) ، حتى لو كان اسمهم ( قاعدة وأحرار شام ) وغير هذا الكلام . و( هؤلاء الأقرب إلى قلب الرئيس التركي ) من الجيش التركي نفسه . ولدى التوقف عند المشهد السياسي وتداعياته تتكون لدى المراقب قناعة أن ( أكثر المسارات خطورة وتهديدا لهم ) هي سياسة (أنقرة ) ، التي تدعي بان احتلالها للأراضي السورية من اجل (استقرار وحماية الأراضي التركية) ، بل على العكس ، هذا الفعل سيبقي الباب مفتوحا على مصراعيه ، وستؤدي إلى ظهور عند( المقاومة الشعبية السورية ) ، ضد الاحتلال التركي . وأن استمرارية العدوان التركي، على أراضيهم يهدف إلى تعقيد حلها ، وان إطالتها سيزيد من صعوبتها، وان الانتصارات ، والتفافهم حول وطنهم ، فالتلاحم اغضب المتآمرين على سورية كافة ، الأمر الذي جعلهم يعولون على إيجاد شرخ بين ،مواطني سورية ،هذا البلد متعدد ( المذاهب والعرقيات )،. مؤكدين أنهم اليوم اشد منعة ، وقوة ، وتوحدا ، من أي ، وقت مضى ، في ظل رايتهم الوطنية، التي استظلوا تحتها ، في حب ووئام طوال عقود وقرون من الزمان، فلذلك يبعثون رسائل للعالم اجمع أنهم (يرفضون ويدينون العدوان التركي ) ، على تدخله في الشأن السوري) .
لقد أشاد ( الرئيس الأسد ) بتضحيات الجيش العربي السوري الذي قدم أكثر من ( 100 ) ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين استشهدوا عبر (الإعدامات، أو الخطف أو القتل لاحقاً) . والمصابين ( بإعاقات جسدية . أو الاختفاء ألقسري) . وأُسرهم مازالت تنتظر عودتهم ، مشيدا بالتضحيات ، التي قدمها الشعب السوري،في مواجهة الإرهابيين.
تعاون امني وقطيعه سياسية
وأن عدم الاستقرار على رأي معين في تصريحات المسؤوليين الأتراك من تناقضات تدرك أنهم مختلفون فيما بينهم ، على رحيلهم من سورية ، أو بقائهم فيها ، ( محتلون ) . أو مع رحيل الرئيس الأسد أو بقائه . أو إجراء مصالحة مع سورية ، استجابة لمصالح البلدين والشعبين المشتركة والدولية والإقليمية . ومع ذلك فان الرئيس التركي ، وفي شباط من عام 2019م، استبعد (إجراء أي مفاوضات مع الأسد) ، لكنه كشف إن بلاده ، وخلال السنوات الماضية ، لا تزال تتواصل ، مع الحكومة السورية ، خاصة في الجانبين ( الأمني والعسكري ) للتنسيق والتشاور في بحث ( الترتيبات الميدانية ).
وسؤال يطرح نفسه مادامت تركيا تتواصل على الصعيدين الأمني والعسكري ، مع سورية ،يا ترى ما هو المانع من أن تتواصل معها على الصعد كافة ؟
وعودة إلى مفارقة التصريحات ، حيث أوضحت ( أنقرة ) ، لاحقا أن ذلك ، (لا يعني الاعتراف بشرعية الأسد) . وأخيرا وليس آخرا ما قاله:
مُستشار الرئيس التركي في ( منتدى الدوحة) عام 2019 م ، لم ( يعُد أحد يهتم بتغيير النّظام في سورية، ويُمارس الضّغوط الكافية لرحيل الأسد. ومع ذلك ، لا أتصور انه تراجع تركي ، وإنما تكتيك لتمرير موقف ما ، قد يستهدف (إسقاط النظام السوري أو غض الطرف في الوقت الحالي ) . من هنا فان التأكيد ، على ضرورة ، احترام القوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ووقف العدوان التركي ، وانسحاب القوات التركية ، أمر بات ضروريا ، ليس فقط ، لضمان الأمن والاستقرار، بين البلدين ، وإنما على المستوى الإقليمي والدولي أيضا.
وانطلاقا من ذلك فان الذي يستمع لتبريرات تركيا في دفاعها عن مصالحها ، وأمنها واستقرارها ، فانه بلا شك يؤيدها ، ولكن بنفس الوقت ، يدعوها إلى احترام سيادة ، جارتها سورية ، وضرورة التنسيق ، معها في الجوانب كافة ، فالمواطن العربي ، والمسلم لا يرضى لـ (تركيا ) ، تحتل أراضي دولة عربية ، وتعمل على زعزعة أمنها واستقرارها ، انطلاقا أن ( تركيا وسورية ) ، دولتان مسلمتان جارتان ، تربطهما أواصر الدين والحدود المشتركة بينهما .
وفي ظل عدم الاستقرار ، ووجود الإشارات التحذيرية، التي تؤشر بأن الوضع السياسي ، السوري باق ،على ما هو علية ، وارتفاع درجة حالة ( الغليان ) ، في المنطقة ، تسودها أجواء ( جیوسیاسی ) متغيرة الاتجاه ( محليا وإقليميا ودوليا ) ، عنوانها (مقاومة الاحتلال ) ، أيا كان، فلذلك ينبغي وضع حد لنهاية الحرب على سورية. وأمام هذا الوضع ، فلا بد من توجيه دعوة صادقة إلى ( الحكومة التركية ) ، بالعمل على الانسحاب الفوري ، ووقف العدوان، وعدم دعم الإرهاب وحل الخلافات ، باستعمال لغة الحوار)، وطي صفحة الماضي ، والبدء بانطلاقة جديدة ، عنوانها (الأمن والاستقرار والعمل نحو مستقبل مشرق ) ، لكلا البلدين والشعبين ، بالخروج من هذه الحرب المدمرة .
ف( سورية ) ، لها مكانتها الدولية والاقتصادية والجغرافية باعتبارها ( دولة محورية عربية ودولية ) هامة . و(تركيا ) دولة إسلامية لها مكانتها لدى الشعوب العربية ، والإسلامية والعالمية ، ويعول عليها العرب ، والمسلمون في جميع قضايا المسلمين والعرب كثيرا. فلذلك يتوجب عليها الخروج من ( وحل سياساتها ) بالرغم من فداحة الخسائر ، وفظاعتها والمآسي ، والفواجع والمصاعب، التي أصابتهم ، فقد واجهتهم خلال ، تصديهم وصمودهم ، بهذه الحرب ، وانتصاراتهم التي حققوها . إلا أن السوريون قد تمكنوا من تحرير ما يقارب من (90% ) من أراضيهم التي كانت تحت سيطرة العصابات الإرهابية الإجرامية ، بعد أن كانت الحكومة السورية لا تسيطر إلا على( 8% ) من الأراضي .
وهذه الانجازات لا تعني ، أن الأمور على خير ما يرام ، فالسكان لازالوا يعيشون مشردون ، ومنازلهم مدمرة ،ويفتقرون للأمن والآمان . والتحديات الجسام ، التي لا زالت ماثلة للأعيان ، جراء استمرار المؤامرات، التي تحاك ضد سورية .
ويصف دبلوماسي عربي ،الوجود الإيراني ،في سورية : بأنه ( نتيجة وليس سببا ) وان (النتائج تزول بزوال أسبابها ) ، وعلى الذين ( دعموا ، وما زالوا يدعمون ، الإرهاب التكفيري ، والعدوان التركي ) ، على سورية أن ( يعيدوا حساباتهم ) . ومن يزعم أن ( الوجود الإيراني في سورية) هو السبب في كل (ما يحدث فيها ) . فهذا الزعم ليس (بريئا وليس صحيحا على الإطلاق ) ، لان أصحابه ، يدركون جيدا ، أن (إيران لم يكن لها أي تواجد استشاري) ، أو غيره في سورية، قبل بدء (الحرب الإرهابية ) عليها عام 2011م .
ويضيف بان الحقائق ، تؤكد أن من (احضر إيران ) ، إلى سورية هو ، من يدعم (الإرهاب والعدوان ) ، عليها بهدف ( ضرب مشروعها ودورها ، المعروف وتقسيمها ، خدمة للكيان الصهيوني ) .
ويعترف أحد القادة الأمريكان ، وهو الجنرال (بن هودجز ) بالخطيئة الأمريكية التي ، ارتكبتها بلاده ، بأن (التعاون الإستراتيجي) ، مع أنقرة أهم (بكثير من العلاقة المؤقتة) مع (الجماعات الكردية) ، معتبرا وحدات ، ( حماية الشعب) الكردية ، امتداد لـــ(حزب العمال الكردستاني ) الذي يعتبره النظام التركي منظمة إرهابية. مضيفا، ( فعلنا ذلك) ، لكن هذا الأمر (كلفنا ضرراً كبيراً) ، في (علاقاتنا الإستراتيجية) مع ( أنقرة ) ، وهي (الأهم بالنسبة لنا ) ، و(الأكراد ليسوا حلفائنا) ، فالحليف يعني ، وجود (علاقة قانونية بين الطرفين).
وما بعد ( شماعة محاربة الإرهاب ) ،إلا شمع تمثاله ، الذي ذاب بفعل ( النيران السورية ) ، والأطماع الاستعمارية ، لا تشتعل إلا بمواد غالية الثمن ،( الثروة النفطية) ، فلهذا تقوم أمريكا بسرقته. حيث يصل الإنتاج حاليا ( 125 ) ألف برميل نفط يَوميًّا، وثمنه ( 36 ) مليون دولار شَهريًّا. الذي كان سابقا الدخل الرئيس لتنظيم (داعش) الإرهابي ، الابن الشرعي لأمريكا ، التي أعلنت عن ولادته ، إثناء الحرب على سورية ، وهذا المولود المنبوذ ( داعش الإرهابي ) مثلما صنعوه ، سيجدون له وكرا ينهون وجوده ) .
وبكل الأحوال فان السوريون ، عازمون على ، إنهاء العصابات الإرهابية، وعلى تحرير كامل التراب السوري. أما أعداءها ، فما عليهم ، إلا العويل وتبادل ، الاتهامات بالخيانة ، والعمالة والنذالة ، فيما بينهم ، والهروب من ، ساحات القتال . فلم يعد النصر ، حليفهم كما ، كانوا يتصورون ، وبأنة ( قاب قوسين ) أو أدنى .
فأين ذهبت ( دويلاتهم وراياتهم وأسلحتهم وسيوفهم ورجالهم الأشاوس ) ؟! ومثلهم من كان ، لا يعرف يقرأ ما بالفنجان ، قادة الجان ، ساسة التنظير والهذيان الذين رسموا ، وخططوا طرق خرائط النصر على ، ( مسارح حرب الفضائيات). هؤلاء الذين أسقطوا سورية في سويعات وان النصر قريب آت ، اقرب من ،( الرمش للعين ) . استعملوا خلالها تصريحات ، وتهديدات نارية ، حرب (كلامية اتهامية)، أطلقوها من خلال مدافع (الميكروفونات)، وتجاهلوا (ملايين السوريين ، الفارين من جحيم الموت) . في الوقت الذي كانت تبث الفضائيات انتصاراتهم ، كانت مشاهد نزوح ملايين السوريون تتصدر النشرات الإخبارية التي كانت تستضيفهم . والى جانبهم ظهر ، ( أمراء الحرب والحلب ) ، الذين تاجروا ، في دماء السوريين ب( الملايين الدولارات ) .
وهم (تجار الدين والدولار )، الذين جمعوا ثروة طائلة، من الأموال ب( بركة الحرب ) ، ثمن وطنهم الذي حولوه إلى أنقاض ، وشعبهم الذين ، يعيش بالداخل والشتات ( مشردون ومهجرون ) ، وقتلى وجرحى ومفقودون ، حتى النساء والفتيات، استغلن من قبل أصحاب الشهوات. فكانوا تجارها ، وحدهم الرابحون ، والخاسرون ( الضحايا ) ، وحدهم الشعب السوري.
هؤلاء هم السوريون، الذين يزرعون ( شجرة ) مكان (القنبلة ) ، لكي يستظلون في ظلها ) يوم لا ( ظل إلا ظلة ) . وهؤلاء الذين يعيشون لحظات الحسرة والألم على سورية . ويرسمون بدلا منها ابتسامة ، معطرة بأريج الياسمين ، هؤلاء هم الذين سيجلسون على الأطلال ، يتذكرون كيف كانت ، وكيف أصبحت اليوم ، وأين هم منها الآن . وهؤلاء الذين بسواعدهم ، سيعيدون بناء مدنهم ، وقراهم وأريافهم ، وبواديهم ومزارعهم ، ومصانعهم ومنشآتهم ، ويعالجون جراحهم، هؤلاء الذين كتبوا بدمائهم ، رسائلهم إلى من ، ركبوا موجة، الخيانة والعمالة ، الذين سموا أنفسهم قادة الإنقاذ ، لمصلحة من كل تدمير سورية أرضا وإنسانا ؟ هل القادة الجدد ، يستحقون كل هذي التضحيات ؟ وهل القتل والدمار ، والسلب والنهب الذي ، رافقها يخدم الوطن والشعب ؟ أم هو خدمة للمطامع ، الصهيونية والدولية والإقليمية ؟ ، مع التزامن بمواصلة مسلسل، العدوان على سورية ، وآخرها فرض ( العقوبات الاقتصادية ) ، من خلال ( قانون قيصر ) الذي سيؤدي إلى انهيار كامل للاقتصاد السوري ، وإفقار ما يزيد عن( 90 % ) من السوريين ، وإخضاعهم للعيش تحت خط الفقر المدقع .
وضحايا الحصار هو الشعب السوري .
وستبقى الاسئله تطرح نفسها ، ماذا يريد الأتراك من سورية ؟ هل يبحثون عن البقاء في أراضيها ؟ أم على تغيير نظام الحكم فيها ؟ أم كليهما معا ؟ . ومع ذلك يبقى ( النصر ) ، الاختيار الوحيد ، والتصميم بالأفعال على ، تعافيها من الأضرار، التي حلت بها ، جراء الحرب التي أغرقتها في أتون بحر متلاطم الأمواج . فالصمود السوري الأسطوري كان الصخرة التي تحطمت عليها أطماع التمدد الصهيوني ، رغم غارات طائراته ،عشرات المرات ، على الأراضي السورية . إلا أن الفشل كان من نصيب العدو الصهيوني الذي كان يرمي من وراء عدوانه فرض سيطرته على سورية .
ومع تواصل سفك الدم السوري إلا أن السوريون يواصلون خوض معارك الحرب والبناء،من دون الالتفات إلى أصحاب الفتنة الطائفية ، فهم أبناء دولة متعددة ( الأعراق والطوائف والأديان ) ، ولم يفترقوا يوما إلا بفعل الحرب. هؤلاء سيعودون إلى (وطنهم ) ، ويبدؤون بإعادة الأعمار ، فمن لم يمت ب( رصاصة أو قذيفة أو قنبلة أو صاروخ ) ، مات ( مهاجرا لاجئا ، مريضا وغريقا ، ومشردا مقهورا ) ، فلهذا إن عودة الاستقرار والأمن إلى الأراضي السورية ، تعني للسوريين خارج الحدود ، أن الغربة جحيم ، حتى وان كانت ، معطرة بالورد والياسمين . فالمخيمات ماهي إلا سجون مفتوحة ، ومضيعة للأعمار ، وان الاغتراب عن الوطن والأهل والأحباب مرض قاتل . وان القارئ للتاريخ يجد أن سورية بلد (الحضارات والتاريخ العريق )، وان الظروف السياسية دائما تتغير، والشعوب لا بد لها أن تنهض ، وقوى الشر ستهزم والمؤامرات ستذهب إلى مزابل التاريخ . وان النور سيهزم الظلام . وسورية ستنهض بقوة وإرادة شعبها . وان غدا لناظره لقريب هكذا علمنا التاريخ وتجارب الشعوب الحية والمتحضرة. والشعب السوري في طليعتهم . فلعلنا نسمع ، أو نرى ، مشاهد لاحتفالاتهم ، وهم يرفعون رايات النصر ، عالية بمناسبة ، زوال غيوم الحرب السوداء. ومع هذا وذاك يبقى لديهم بارقة أمل يتطلعون من خلالها بأن يحمل لهم عام(2020 ) ، نظرة تفاؤل وإشراقه أمل تضيء سماء سورية كافة .