صراحة نيوز – كرمت رابطة الكتاب الاردنيين الاديبة سميحة خريس لحصولها على جائزة “كتارا” للرواية العربية عن رواية “فستق عبيد” والتي اعلنت نتائجها في تشرين الاول الماضي، وذلك مساء امس الاثنين في قاعة غالب هلسة بالمقر الرئيس للرابطة في عمان.
وفي امسية التكريم التي نظمتها لجنة القصة والرواية في الرابطة وأدارها الروائي عبدالسلام صالح، قدم الاديب هاشم غرايبة إضاءات على رواية “فستق عبيد” والتجربة الابداعية للأديبة خريس، اعتبر فيها أن مستوى رواية “فستق عبيد” يوازي ابرز ما كتب في الادب العربي والعالمي.
وقال انها رواية عن الحرية كلما عرفتها اكثر صارت حلقاتها اضيق وهي حكاية التوق للحرية عبر عدة مستويات، مشيرا الى انها رواية المتناقضات التي يمكن ان يحملها في ذات الوقت شخص واحد من شخصيات الرواية.
ولفت الى أن الرواية كشفت عن مهارة عالية للأديبة خريس في نحت الشخصيات ومتابعة نموها ومصائرها والتي تتنامى بين الجبر والاختيار وبين الصدفة والضرورة وبين ما كان وما ينبغي ان يكون.
وقال إن الرواية تخبر قارئها ان التعود على الحياة القاسية والظلم هو خداع للنفس ووهم من السعادة يخلقه الشخص ليستمر في الاستسلام، ويظهر هذا جليا في نهاية الرواية حين يرفض عدد من “العبيد” العمل في الفلاحة وينضمون الى حركات التمرد.
وبين ان الروائية تظهر لنا حياة “العبيد” وما يتعرضون له من مآس بطريقة سردية متفردة، إذ تتحايل على ما يعرف بـ”الراوي العليم” فتجعل شخوصها كلا يتحدث ويروي قصته بما لها وما عليها، بأحاسيسها وبقوتها وضعفها وتغوص في دواخلهم على السنتهم.
ومن جهتها تحدثت الاديبة خريس عن تجربتها الروائية، مشيرة الى انها عندما تكتب فإن هناك شيء ملح يدفعها لذلك وهناك قضايا تهمها وموضوعات في المجتمعين الاردني والعربي مسكوت عنها.
واعتبرت ان كتابة الرواية هو مشروع حياتها الذي يجب ان تقدمه بشكل جاد واحيانا هذه الجدية كانت تختلط بالعبثية والسخرية، مبينة ان ملامح مشروعها الروائي تأسس بشكل واضح عندما بدأت تتناول تفاصيل المجتمع الاردني.
واشارت الى ان غربتها ساهمت بان ترى مجتمعها الاردني بصورة اوسع واكثر وضوحا ، لافتة الى انها عندما تسافر لاستلام جائزة عربية لا ترى انها هي التي تستلم الجائزة بقدر ما ترى ان احد ممثلي الثقافة والادب الاردني هو من يستلمها.
وقالت ان البعض يظن انها تكتب عن المجتمع الاردني وحسب، الا انه رواياتها “البابنوس” و”يحيى” وغيرها تعكس غير ذلك وانها كروائية علقت في موضوع الحرية.
واشارت الى انها خلال كتابتها لرواية “يحيى” والبحث في المراجع وجدت ان هناك وصف لسوق العبيد وهو وصف “مقزز” بحسب قولها، مبينة انها وضعت تلك المادة جانبا لتكون موضوع روايتها المقبلة تزامن مع تفجر الازمة في اقليم دارفور في السودان والتي تساوق معها نداءات الجمعية الفرنسية لحقوق الانسان التي حملت شعار “انقذوا اطفال دارفور” الا ان الجمعية كانت في واقع الامر تتاجر في اطفال دارفور لأغراض مختلفة، مبينة ان كل ما سبق شكل لها دافعا لكتابة رواية “فستق عبيد”.
وبينت انها ربطت ما بين ما يجري في الحاضر، ومرحلة تعود الى زمن الثورة المهدية في السودان، حيث نشط تجار الرقيق اليهود الفرنسيين في اسواق الجزائر آنذاك.
من جهته قال رئيس الرابطة الباحث محمود الضمور إن جائزة “كتارا” للرواية العربية هي جائزة للوطن والشعب الاردني .
وفي ختام الامسية التكريمية سلم الضمور درع الرابطة التكريمي للأديبة خريس.