صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
يأتي تكريم سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بإطلاق اسمه على لواء الرد السريع الذي يعد من خيرة قواتنا المسلحة الباسلة في زيارته الاخيرة للاردن، في إطار التأكيد على ثوابت العلاقة المتينة بين البلدين الشقيقين ، وتجسيدا لأسمى صور الصدق والمودة والاحترام لدولة الامارات العربية المتحدة ممثلة بسمو الشيخ محمد بن زايد، ودلالة أكيدة على الاحترام والتقدير الذي تحظى به قواتنا المسلحة لدى الاشقاء في دولة الامارات وتأكيد على الروابط الوثيقة بين القوات المسلحة في الدولتين.
الهاشميون كعهد أمتهم بهم يجمعون ولا يُفرقون وإخلاصهم لأبناء جلدتهم لا غبار عليه فمواقفهم واضحة لا تقبل الشك تشهد عليه التضحيات من أجل فلسطين وما يمارسه الاردن من دور إيجابي تجاه الأشقاء دون استثناء في المشرق العربي ومغربه، فحافظ الاردن على زخم العلاقات الايجابي رغم تعقيدات المشهد السياسي العربي، والعلاقة مع الامارات لها مذاق خاص سببه أن شيوخ الامارات وشعبها لا ينكرون فضل الاردن ففي كل مناسبة يتفضلون بأدبهم الجم وشوقهم الغامر الى استذكار كل جميل مما قدمه الاردنيون للإمارات في الجيش والتعليم والصحة وعلى الرغم من تطور الاحوال في الامارات والنهضة السريعة وارتفاع مستوى المعيشة الا أنهم يحتفظون في أعماقهم بالجميل للإردن وقيادته وشعبه ويعتبرون كل ما يقدمونه للاردن هو واجب تجاه شقيق لم يبخل يوما عليهم، بالرغم من الامكانات الشحيحة، وقد تحدث السفير مطر الشامسي في مناسبات عديدة حضرت بعضها عن الأردن ودوره، وعن حجم الحب العامر والغامر في قلوب الإمارتيين شيوخا ومواطنين للاردن ومؤسسته العسكرية وهو يذكر بكل فخر بأن أول رئيس اركان للقوات المسلحة الإمارتية ضابط أردني، وفخرهم بذلك نابع من الاخوة العربية الصادقة التي تلغي الفوارق والحساسيات وتطلق العنان للمشاعر الجياشة لتطلقها الالسنة، دون إحساس بالنقص وهذا هو الكمال بحد ذاته.
الشيخ محمد بن زايد سليل عائلة عريقة والده يرحمه الله ضرب أروع صور الاخوة العربية في دعمه الاشقاء أينما كانوا ولا أنسى محطة مهمة في حياتي عندما كنت أتابع دراستي العليا في مصر الشقيقة أن أتعرف على جانب من مكارمه ومروءته وعروبته، حين أقمت في مدينة الشيخ زايد المنطقة الخامسة في مدينة الاسماعيلة مدينة الصمود التي دمرها الصهاينة في حرب 1973، وأعاد بناءها يرحمه الله على نفقته لدعم المجهود المصري في مواجهة العدوان، وها هو نجله اليوم يسير على خطاه ويواصل المسيرة في دعم اشقاءه في مصر والاردن بكل ما أوتي من عزم، لإيمانه بالمشروع العربي القائم على الإعتدال والإنتاج وزيادة القدرة الذاتية لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية…مبرووك عليكم سمو الشيخ تكريم جلالة الملك لكم، وهذه رسالة محبة وتقدير واعتزاز بكم ..عاش ابو الحسين ذخرا للوطن ولامته العربية.