صراحة نيوز – تعد اللقاحات ضد فيروس كورونا، السبيل الوحيد والأنجع لمحاربة الوباء، وللإسهام في انخفاض المنحنى الوبائي، وبالتالي التقليل من عدد الاصابات والوفيات محليا وعالميا، وصولا الى الحد الذي تعود معه الحياة لطبيعتها في العالم أجمع.
ولكن تلقي اللقاح لا يعني العودة للاختلاط وعدم اتخاذ كل الإجراءات الوقائية كارتداء الكمامة والتعقيم والحفاظ على مسافة الأمان، وفقاً لمتخصصين أكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ضرورة الالتزام الكامل بسبل الحماية والوقاية، حتى بعد تلقي اللقاح، وصولاً للمناعة المجتمعية التامة، مشددين على أن كل أنواع اللقاحات الموجودة حالياً في العالم، فعّالة، وآمنة.
اختصاصي الأمراض الصدرية والعناية المركزة وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، قال: إن اللقاحات بشكل عام تعد من أهم الإنجازات البشرية، فهي تحمي 6 مليون إنسان حول العالم من الوفاة نتيجة الأمراض الفتاكة، مضيفا أن اللقاحات، وخاصة تلك التي صنعت ضد فيروس كورونا، تعطى بأغلبيتها على دفعتين، تفصل بينهما مدة لا تقل عن 21 يوما.
وبين الطراونة أن الجرعة الأولى في بعض اللقاحات تحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة بنسبة فعالية تصل إلى 50 بالمئة، لذلك يحتاج الإنسان إلى جرعة أخرى مدعمة، فترتفع نسبة الفعالية والأمان للقاح كما هو الحال في لقاح “فايزر” الذي تصل نسبة الحماية لمتلقيه، إلى 75 بالمئة.
وأضاف: هناك دراسات تتعلق باللقاحات، مثل إعطاء جرعة واحدة فقط من اللقاح لمن سبق واصيب بفيروس كورونا، وقد تثبت دراسات أخرى أن بعض اللقاحات لا تحتاج لجرعتين، أو قد تظهر معلومات تثبت بأن بعض اللقاحات، تعطى على ثلاث جرعات، مشيرا للحاجة الملحة لإجراء المزيد من الدراسات للوصول إلى تحديثات في هذا الصدد.
وذكر أن المدة التي قد تبقى فيها الأجسام المضادة في الجسم بعد الحصول على اللقاح لا تزال قيد الدراسة والبحث، موضحا أن الحصول على اللقاح بجرعتيه وبجميع الأنواع الموجودة تقلل من “الامراضية”، التي تعني أن هذا الفيروس، قد يحدث التهابا رئويا يؤدي إلى إدخال المريض للمستشفى، وتقلل كذلك من “النقولية”، أي من الانتشار بين الناس.
وفرّق الطراونة بين اللقاحات الموجودة في العالم على اختلاف تقنيات تصنيعها، مؤكدا أن جميعها فعالة وآمنة.
وقال: ان لقاح “سينوفارم” أو “سينوفاك” يستعمل التقنية الكلاسيكية (تقنية الفيروس المقتول)، وهي تقنية قديمة تستخدم في تصنيع اللقاحات حول العالم، بينما يستعمل كل من لقاحي “فايزر” و”موديرنا” تقنية الحمض “الرايبوزي” المراسل عن طريق “الشيفرة الجينية للبروتين الشوكي”، الموجود على سطح الفيروس.
وتابع: أما تقنية الناقلات الفيروسية فيستخدمها لقاح “أسترازينيكا” عن طريق استخدام فيروس يؤدي إلى الإصابة برشوحات، حيث يتم نقل فيروس كورونا عن طريق هذا الناقل الفيروسي فيما بعد للجسم لإنتاج أجسام مضادة، مشيرا إلى أن اختلاف هذه التقنيات يعني اختلافا في فعاليتها.
وفي معرض إجابته، حول تجاوز المرء للجرعة الثانية من اللقاح، لسبب أو لآخر، وأثر ذلك على جسمه قال: الموضوع جدلي، يتوقف على مدى قدرة الجسم على تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس، بعد الحصول على الجرعة الأولى، كما ويعود لعوامل عدة، منها الجنس، العمر، الطول، الوزن، والأمراض السابقة.
وأضاف الدكتور الطراونة: القاعدة العامة تقول إن الحماية من الإصابة بفيروس كورونا تصل في بعض اللقاحات إلى 95 بالمئة، منوها إلى ابحاث عالمية تجرى هذه الفترة، لدراسة أهمية تلقي الجرعتين من نوعية اللقاح ذاته.
بدوره قال المتخصص في علم الاوبئة الدكتور يونس التلاوي، إن المواطنين والمقيمين في الأردن يحرصون على أخذ اللقاح بجرعتيه الأولى والثانية، وبالنسبة لمن تلقى الجرعة الأولى منه خارج الأردن، وعاد بعد ذلك فعليه التقديم للمنصة المخصصة لجدولة مواعيد اللقاحات، ليستكمل اللقاح بجرعتيه.
وتابع: بشرط أن يحمل إثباتا أنه تلقى الجرعة الأولى، وإن من تجاوز الموعد المخصص له لأي جرعة حسب نظام المنصة، فيصار لإرسال رسالة له بموعد جديد دون أن يتقدم للمنصة مرة أخرى، مشيرا إلى أن الجرعتين يجب أن تكونا من نوع اللقاح ذاته، لأن كل لقاح خصوصيته.
الى ذلك، كانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت، في وقت سابق، أنه لا توصية باستبدال اللقاح بين الجرعتين الأولى والثانية.
واتفق كل من الطراونة والتلاوي على أنه لا يمكن تحديد مدة تأمين اللقاح للحماية ضد الفيروس لعدم وجود الدراسات الكافية لفاعلية هذه اللقاحات، نظرا لحداثتها.
من جهته بين عضو اللجنة الوطنية للأوبئة بسام حجاوي أن تلقي الناس للقاحات يعود بالإيجابية على استمرارية التعايش سياحيا واقتصاديا، لافتا إلى أن عدم الوصول لمستويات تطعيم كافية، وعدم الالتزام بقواعد الاجراءات الاحترازية المطلوبة، سيؤديان الى استمرار صعود المنحنى الوبائي، ويعرض البلدان لموجه تلو الموجة، ويؤخر تشكل (المناعة المجتمعية) ضد الفيروس.
وقال حجاوي ان التعرض للإصابة بفيروس كورونا بعد تلقي اللقاح، يكون أخف وطأة على الفرد، عازيا ظهور أعراض الفيروس على متلقي الجرعة الأولى أو الثانية، الى حملهم للفيروس دون أن يعلموا قبل تلقيه.
(بترا – رزان المبيضين)