لم أتخيل يوما ان لدينا في الأردن طلبة يدرسون في جامعاتنا من ابناء وبنات جمهورية مصر العربية التي تحتل صدارة الدول العربية والإفريقية من حيث عدد الجامعات والكليات والتي فيها أكثر من 52 جامعة ما بين رسمية وخاصة اضافة لعدد كبير من كليات المجتمع . تفاجأت حين علمت ان أكثر من 300 طالب وطالبة من أرض الكنانة يدرسون في جامعة الإسراء التي تُعد من أوائل الجامعات الخاصة التي انشئت في المملكة في عام 1989 بالإضافة الى وجود المئات على مقاعدها وفي مختلف التخصصات من ابناء وبنات دول عربية وصديقة اخرى من ضمنهم أكثر من 700 طالب وطالبة من سلطنة عُمان الشقيقة فقط . بالتأكيد ان هذه النقلة لم تكن لتتحقق لولا وجود ادارة منفتحة وصارمة في ذات الوقت فما يهم الدارسين وأهاليهم ليس ( الكرتونة ) الشهادة بل الإعداد الجيد لتمكين الخريجين من سرعة الإنخراط في الحياة العامة والذي يبدأ بالحصول على فرصة عمل وهو السبب الرئيس الذي يدفع طلبة الدول الشقيقة والصديقة للدراسة في هذه الجامعة التي تقدم ٣٢ برنامج بكالوريوس وبرنامج دبلوم عالي في الادارة التربوية و١٢ برنامج ماجستير وحاصلة على شهادة الجودة من هيئة الاعتماد ل ٨ كليات وعندما تم إنشاء هذه الجامعة كانت قدرتها الإستيعابية نحو 1320 طالبًا وطالبة فيما يتجاوز عدد الدارسين فيها الآن أكثر من 7000 طالب وطالبة وقد حرصت عبر مسيرتها بالمحافظة على تطوير متطلباتها العملية والتعليمية لمواكبة كل ما هو جديد علميًا وعمليًا الى جانب تطوير مرافق أنشطتها اللامنهجية للحفاظ على تنافسيتها بين الجامعات فهدفها الرئيس ليس تحقيق الأرباح وانما تخريج طلبة من ذوي الكفاءة العالية القادرين على مواجهة تحديات الحياة . لكن أين يكمن سر هذه النجاحات ؟ فإضافة لدور مجلس الأمناء يبقى هنالك دور رئيس وهام لرئيس الجامعة بكونه المسؤول الأول عن ادارتها ووضع الخطط والبرامج التطويرية الى جانب توفير كافة المتطلبات التعليمية واللامنهجية للدارسين فيها وحسن التواصل مع السفارات المعتمدة لدينا من خلال الملحقين الثقافيين فيها والذي شكل بمجمله أولويات عمل رئيسها الحالي الإستاذ الدكتور احمد النصيرات . ويتصف الدكتور النصيرات الذي يُعد احد روادها الذين قادوا مسيرتها بخبرته الطويلة والواسعة في مجال التعليم العالي ما مكنه من الإرتقاء بالجامعة لتصبح في صدارة الجامعات الخاصة والذي يؤكده العدد الكبير من الطلبة الأردنيين وطلبة الدول العربية والصديقة الذين يختارونها لإكمال دراستهم الجامعية بجميع مراحلها . والأستاذ الدكتور نصيرات حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من اليونان وشغل العديد من المناصب من ضمنها رئيساً لجامعة عجلون الوطنية ونائباً لرئيس جامعة الإسراء ومساعداً لرئيس جامعة الإسراء، وعميداَ لكلية الهندسة لعدة سنوات وعميداً لكلية العلوم في جامعة الإسراء ونائباً لرئيس الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا / سوريا وعميداً لكلية الهندسة في الجامعة نفسها ونائباً لرئيس جامعة الحسين بن طلال للشؤون الأكاديمية.