صراحة نيوز – خصصت جامعة البترا الدورة الثامنة من مسابقتها السنوية التي تحمل اسم “جائزة محمود السمرة الأدبية” لاستذكار إنجازات واسهامات الدكتور الراحل محمود السمرة، خاصة وأن هذه الدورة هي الأولى التي تنظم بعد وفاته، وكانت جامعة البترا قد استحدثت مسابقة أدبية تحمل اسم الدكتور السمرة قبل ثمان سنوات.
وأعلنت جامعة البترا نتائج مسابقة محمود السمرة الأدبية (الدورة الثامنة) التي يوجهها قسم اللغة العربية وآدابها إلى طلاب مدارس المملكة الحكومية والخاصة في حقول الشعر والقصة القصيرة والمقالة، بعد تخصيص عدد من الفقرات والكلمات لاستذكار انجازت الدكتور السمرة واسمهاماته في مجال اللغة العربية والتعليم وغيرها.
وجاءت نتائج المسابقة في حقل الشعر جاءت الطالبة دعاء الجواودة من مدرسة الطيبة الثانوية للبنات بالمركز الأول، والطالبة رغد حمدان من مدرسة صفية بنت عبد المطلب بالمركز الثاني، والطالبة نور فراج من مدرسة رقية بنت الرسول الثانوية المختلطة بالمركز الثالث.
وفي حقل القصة القصيرة فاز الطالب مالك العمري من مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز بالمركز الأول، والطالبة سارة المارديني من المدرسة الأهلية للبنات بالمركز الثاني، والطالب نضال الفقهاء من مدرسة بلال بن رباح الأساسية بالمركز الثالث.
وفي حقل المقالة فازت الطالبة زينب حسن من مدرسة خريبة السوق الثانوية بالمركز الأول، والطالبة شيماء سعيد من مدرسة ميسلون الثانوية بالمركز الثاني والطالبة تالا عليان من مدرسة البنيات بالمركز الثالث.
كما وزعت جوائز الطلاب الأكثر قراءة لكل من لينا صيام، وعبد الله أبو صيام.
وقال رئيس الجامعة راعي الحفل الدكتور مروان المولا “إن المرحوم الدكتور محمود السمرة سيظل حاضرًا بيننا ومعنا رغم غيابه، فهو قيمة فكرية وعلمية وإنسانية”، مضيفًا نحن في جامعة البترا ندين له بفضل التأسيس الصلب لهذا الصرح العلمي، وكل العاملين في الجامعة ممن شرفوا بالعمل في معيته يذكرونه بكل الحب والتقدير والاحترام”.
وقال المولا “ستظل جائزة محمود السمرة علامة مضيئة في حياة جامعتنا وفي حياة مدارس المملكة الثانوية وستظل موسمًا للإبداع والمنافسة ورعاية المواهب الواعدة”.
اشتمل الحفل على ندوة استذكارية تستعيد مناقب الدكتور محمود السمرة ومآثره العلمية والإنسانية بحضور كل من زوجته وأبنائه وعددا من أفراد عائلته وتلامذته ومحبيه، وأصدقائه منهم الأستاذ الدكتور محمد حور والأستاذ الدكتور زياد الزعبي والأستاذ الدكتور بسام قطوس الذين حضروا خصيصا للمشاركة في ندوة محبة ووفاء للأستاذ الراحل، أدارها الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب.
وقال عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور رامي عبد الرحيم “نجتمع اليوم لنذكر مناقب معالي المرحوم الأستاذ الدكتور محمود السمرة، لم ألتق به ولكنني سمعتُ عنه كثيرا، من أشخاص ذكروا مناقبه، كلما ذكر اسمه، وأشادوا بمبادراته الرائعة لصوْن لغتنا الأم”، مضيفًا “يؤسفني القول بأن لغتنا الأم لا تشعر بالسعادة، كما كانت عليه في قديم عهدها، فلقد عقّها اليوم كثير من أبنائها وأساءوا استخدامها وعايروها بلغات جديدة، غير أن عددا آخر من أبنائها البارين والغيورين عليها لم يألوا جهدا بالنهوض بها وبرّها”.
و قالت رئيس قسم اللغة العربية وآدابها، الدكتورة رزان إبراهيم “لم يكن خيار قسم اللغة العربية بتخصيص جائزة إبداعية تحمل اسم أستاذنا رحمه الله سوى جزء يسير مما نحمله في جامعة البترا وعلى الأخص تلامذته في قسم اللغة العربية من شعور بالعرفان تجاه قامة علمية إنسانية كانت لها بصمتها الكبرى علينا وما زالت”، مضيفة “إنني أحفظ له ما عرفته عنه كما غيري من أنه كان من أولئك الذين اجتمعت لديهم محبة التراث والتفاعل مع كل جديد، فكان المقبل والمنفتح على الثقافتين العربية والغربية معا، بما كان له دور في تحريك بوصلتنا باتجاه البحث العلمي الدقيق حيثما نجده، بعيدا عن الهوى أو التعصب الشخصي لجهة دون أخرى، كما أشارت في كلمتها إلى جائزة الطالب الأكثر قراءة في الجامعة، بوصف القراءة هي الضمان الأول لاستمرارية المبدع، وبوصف الكتاب هو الركيزة الأهم في تنمية الحصيلة المعرفية وتعزيز الموهبة وتطويرها، فاللغة والمعرفة توأمان لا ينفصلان، والباحث عن حيز في عالم الأدب يخطئ لو اعتقد بأن الإبداع الأدبي أمر فطري وحسب، فهو كغيره من المهارات أمر مكتسب يمكن تعلمه وتطويره”.
أما الدكتورة أماني سليمان مقررة اللجنة التحضيرية للجائزة فقالت: نلتقي اليوم في رحاب جامعة البترا لإعلان أسماء الفائزين بجائزة جديدة مميزة تُمنح للطلاب الأكثر قراءة في الجامعة؛ حيث استَحدَث قسمُ اللغة العربية وآدابُها ناديا تحت عنوان: (البترا تقرأ)؛ يعيد للقراءة ألقها ولذتها، ويستعيد للكتاب مكانته ودلالته الأثيرة، كما نحتفي للعام الثامن على التوالي بتكريم نخبة جديدة من طلاب مدارس المملكة الحكومية والخاصة، ممن يتلمسون أولى خطوات الكتابة الأدبية في حقول الشعر والقصة والمقالة، وقد غدت جائزة محمود السمرة حدثا سنويا متميزا، يهتم به قسم اللغة العربية الذي لا ينفصل في رؤيته ورسالته عن رؤية الجامعة ورسالتها، فيبذل أعضاؤه جهودا واضحة لاستدامة الفعل الثقافي الذي تمثله هذه الجائزة، ومن أجل تطويرها لتحفيز طلبة المملكة على مزيد من المشاركة والإبداع، ولعل هذا يؤكد استمرار جامعتنا في ممارسة دورها الحيوي في التواصل مع مجتمعنا المحلي، والتعاون معه. وأضافت: إن نشاطنا لهذا العام مختلف، ومشوب بفقد أستاذنا الدكتور محمود السمرة الذي فارقنا جسدا، وما فارقنا اعتزازنا بارتباط اسمه بهذه الجائزة المهمة، ولذا فقد ارتأينا أن يكون يوم السمرة لهذا العام مغايرا، نوسِع فيه لأصوات محبيه وتلامذته وزملائه فسحة إنسانية يستذكرونه فيها وفاء ومحبة.
وأشارت مقررة لجنة الجائزة إلى أن المشاركات لهذه الدورة قد امتدت إلى مناطق في المملكة بعيدةٍ ونائية، كما جاء التحكيم دقيقا وأمينا يستبعد من المنافسة أي مشاركة من غير الحقول المعلن عنها، أو التي لا تمثل المستوى العمريَّ الذي توجهتْ المسابقةُ إليه؛ أي تلك التي أعمَلَ المشرفون والمعلمون أيديهم فيها بما جاوزَ المراجعةَ اللغويةَ فحمّلوها بأفكارهم ورؤاهم ولغتِهم، كما استُثنِيتْ المشاركاتُ المنقولةُ نقلا تاما أو جزئيا أو التي جاءت ترجمةً عن لغات أخرى.