صراحة نيوز – دعت جماعة عمان لحوارات المستقبل رجال الدولة والشخصيات الوطنية إلى تناسي خلافاتهم وتباين وجهات نظرهم في سبيل الخروج بالوطن إلى بر الأمان، لأن الوقت وقت حماية وطن لا توزيع مغانم، كما قالت الجماعة التي دعت إلى برنامج عمل، يمكن الوصول إليه من خلال عمل جماعي يقوم به نفر طيب من رجالات الوطن، الذين يتناسون خلافاتهم في سبيل حماية وطنهم والالتفاف حول قيادتهم.
دعوة جماعة عمان لحوارات المستقبل جاءت منخلال رسالة وجهتها الجماعة إلى مجموعة من رجال الدولة والشخصيات العامة،دعت فيها الجميع للعودة إلى الأسس التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة، وتقوية هذه الأسس للبناء عليها، وقالت الجماعة في رسالتها أن أسباباً كثيرة توجب ذلك منها:أنَّ بلدنا يعيش أجواء من انهيار الروح المعنوية مشحونة بالاتهامات وبالقلق والإحباط والخوف من المجهول، وأعظم منه الخوف على الدولة الأردنية المعاصرة وعلى مصيرها،في ظل ما يحيط بها من تحديات داخلية وخارجية، وهو خوف مشروع تغذيه جملة من الممارسات أهمها: ما يتحدث حوله الناس من تغيير في تركيبة الدولة وآليات صنع القرار فيها، وكذلك الحديث عن تهميش وإبعاد رجالات الدولة، الذين ساهموا بإثراء مسيرتها، وإعلاء مداميك بنيانها، حيث يتم هذا التهميش والإبعاد تحت مسميات مختلفة، حيث دعت الجماعة إلى تزاوج تجارب الأجيال بين رجال الدولة لأن العطاء غير مربوط بسن معينة.
وقالت الجماعة في رسالتها إن الدعوة لإبعاد رجال الدولة، تهدف إلى فتح المجال أمام طبقة اجتماعية واقتصادية طارئة، نشأت خارج سياق تجربة الدولة الأردنية، جلها من محدثي النعمة، الساعين إلى المزاوجة بين التجارة والإمارة، وتغيير القيم والمفاهيم التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة، ليحل المنتسبون لهذه الطبقة محل رجال الدولة وبناتها، وسيلتهم إلى ذلك توظيف أموالهم لا لتنمية الوطن من خلال بناء اقتصاده، بل للتسلل إلى مواقع صنع القرار والتأثير عليه من أجل مصالحهم الشخصية.
وأشارت الجماعة في رسالتها إلى الحديث الذي يجري عن عملية تغيير أخرى أصابت طبيعة العلاقة بين الدولة ومواطنيها، فغاب مفهوم الأسرة الأردنية الواحدة، والانتماء الوطني الجامع، لتحل محله انتماءات فرعية جهوية وعرقية بغيضة، كما حل مفهوم الجباية محل مفهوم الرعاية، مما زاد من أجواء القلق والتوتر المسيطر على بلدنا، وهو القلق الذي زاد من حدته غياب التواصل المألوف بين الأردنيين ودولتهم، والذي استمر منذ تأسيسها.
وأشارت رسالة جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى ترهل الإدارة العامة، وعدم قدرتها على تلبية احتياجات المواطن من الدولة الحديثة، بالإضافة إلى تراجع جملة الخدمات المقدمة للمواطن الأردني، وأولها التعليم والرعاية الصحية والطرق ووسائل النقل وسائر مكونات البنية التحتية وخدماتها، وهو التراجع الذي تزامن مع ارتفاع معدلات ومستويات وأنواع الضرائب، دون أن ينعكس هذا الارتفاع على خدمات للمواطن، مما زاد من قلقه الذي صار ينعكس احتجاجاً في الساحات والميادين، معلناً عن استيائه مما وصلت إليه الحال في وطنه، والعلاقة بينه وبين دولته.
وجاء في الرسالة: إنه تعددت الأسباب التي دفعت الأردنيين إلى التعبير عن قلقهم على دولتهم، ومن ثم على مستقبلهم، بوسائل مختلفة حذّرت وتحذر من سوء عاقبة تدمير الثقةبالدولة ومؤسساتها، ومن الاستقواء على المال العام، ومن غياب التواصل الفعلي والحقيقي والمستمر بين الدولة ومواطنيها، ومن إسناد الأمر إلى غير أهله في مواقع الدولة المتقدمة.
وفي ختام رسالتها دعت جماعة عمان لحوارات المستقبل إلى القيام بعمل جماعي، يشترك به رجال الدولة ورموز العمل العام لوقف التدهور، وإعادة حشد الصفوف حول الوطن وقيادته من أجل برنامج عمل يمكن الوصول إليه إذا اجتمع نفر طيب من رجالات الدولة والوطن متناسين خلافاتهم الشخصية، وتباين وجهات نظرهم كل ذلك في سبيل الخروج بالوطن إلى بر الأمان فالوقت وقت حماية وطن لا توزيع مغانم.