جمعية بيئية تستنكر اقدام ” الأنروا ” على قطع 172 شجرة معمرة لتنفيذ مشروع للطاقة
15 سبتمبر 2021
صراحة نيوز – اصدرت جمعية دبين للتنمية البيئية بيانا حيال قيام “الأنروا ” بقطع عدد كبير من الأشجار المعمرة بمنطقة المقابلين لتنفيذ مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية .
واستنكر الجمعية في بيانها قطع ما يقارب، 172 شجرة حرجية تتجاوز اعمارها الـ 30 عاما، لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في منطقة المقابلين.
نص البيان
يتشابه الموقف والظروف ولكن تختلف المؤسسة (عمان لا تحتمل قطع شجرة واحدة اخرى)
رأينا جميعاً الصورة التي انتشرت مؤخراً لعمان والتي تظهر انعدام المساحات الخضراء في المدينة وامتلائها بالمكعبات الاسمنتية من أولها لآخرها، واليوم نحن أمام مثال حي يلخص كيف وصلنا إلى “مدينة الاسمنت”، حيث قامت الانوروا بقطع 172 شجرة حرجية تتجاوز اعمارها ال30 عام، وذلك لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية في منطقة المقابلين، وهو تماما مثل ما حدث من تقطيع أشجار معمرة في جامعة اليرموك كانون الأول 2020، لإنشاء مشروع للطاقة الشمسية كذلك.
وبناء على ذلك فإننا نؤكد:
اولاً: أن التعامل القائم على قطع الأشجار المعمرة واعتبار ذلك من الإجراءات التي يمكن تعويضها فان ذلك يعني ابتداءً حرمان كل أهالي الحي من المساحة الخضراء، وهذا بكلمات اخرى، يعني أنه مقابل تخفيض فاتورة الطاقة للأونروا لمدة 25 عاما، سيحرم الأهالي لمدة 25 عام من المتنفس وجمالية المظهر إلى أن ينمو الشجر الذي ستقوم الأونروا بزراعته ويصبح كالشجر الذي قاموا بتقطيعه في حال فعلا تم زراعة شجر تعويضيا، وعليه فإن هذا التعامل مرفوضا بكل اجراءاته.
ثانيا: نؤكد على الرفض القطعي للمشروع من معظم أهالي الحي وخصوصاً الأكثر قرباً منه وأن الموضوع لا ينتهي بقطع الأشجار، حيث ان لأهالي المقابلين / ناعور تخوفات جادة تضعهم في حالة قلق مستمر وتوتر دائم لفقدان حقوقهم في الصحة والسكن الملائم جراء الآثار المتوقعة للانعكاس الحراري أو ما يسمى بتأثير الجزيرة الحرارية (PVHI) و الإنعكاس الضوئي الناتج من الألواح الشمسية على مساكن أهالي الحي، وتجمع الغبار والاتربة مما يؤدي لتلوث الهواء في كل عملية تنظيف ونعتقد أن دراسة الأثر البيئي تعتمد على افتراضات ليست كفيلة لضمان عدم انتهاك حقوق أهالي الحي هذا بجانب ما سيتعرضون له من ازعاج “لا يمكن تحمله” طوال فترة تنفيذ المشروع بحسب تأكيدات بعض المجاورين لمشروع مشابه تم تنفيذه في منطقة رجم عميش القريبة، والآثار المتوقعة ما بعد انجاز المشروع وكما أكد لنا ايضا أهالي منطقة رجم عميش.
ورغم كل ذلك فإننا نؤكد أيضا على تأييدنا لمشاريع الطاقة المتجددة ولكن ليس على حساب أن يفقد ولو شخص واحد حقه في الصحة أو في سكنه الملائم، وإن من حق كل أهالي عمان قاطبة ( من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ) أن لا تقطع أي شجرة اصيلة أو غير اصيلة من أراضيهم، حيث ما يعتبر غير أصيل من وجهة نظر معينة ينتج دورياً في مشاتل وزارة الزراعة، ويزرع في مناطق واسعة في المملكة، فهل هذه ستكون ذريعة قطع الشجر في الحاضر والمستقبل بحجة أنها غير أصيلة.
أننا نتعامل مع حالة فريدة من تعنت المنظمات الدولية والأممية التي أنشئت في الدرجة الأولى للحفاظ على حقوق الإنسان، وتعمل في ظل نهج محدد بالأطر الحقوقية، ولكنها اليوم تنتهك الحقوق البيئية لما لا يقل عن 1000 مواطن في منطقة المقابلين يرفضون المشروع جملة وتفصيلا ، وتقف بوجه مصالحهم وحقوقهم المباشرة، دون ان يكون هنالك ادنى درجات للتفاهم أو بدائل منطقية لا تضر بحقوق الإنسان البيئية .
نحن ملتزمون بالوقوف خلف مصالح المجتمعات المحلية، بالتزام كامل نحو ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما جاء في التقارير الدولية المرتبطة بالتكيف مع آثار تغير المناخ والتي تأتي على رأسها إجراءات الحفاظ على الأراضي والأشجار منعا من حدوث الفيضانات وانتهاك حق الإنسان بالحياة.
وعليه فإننا نضع ما جئنا به آنفا أمام مسؤولية والتزام منظمة الأنروا، و نطالبها بالإعلان الفوري عن وقف تنفيذ المشروع وبما يحقق مصالح المجتمعات المحلية وحقوقهم، وان نعمل معا بكل طاقتنا على ايجاد مكان بديل لا ينتهك أيا من الحقوق السابقة ويحقق الفائدة للأونروا.