بعيدا عن كل الحسابات الضيقة وهرطقة المتبجحين والمدعين ممن اعتادو الهرف والغرف من مواعين السخط والحسد والحقد والأذى حتى وان كانوا هم ضيحة ذلك وبعيدا عن فنون الاستعراض وسلالم التسلق والتملق وتصفية الحسابات وفزعات المسترجلين يحضرني اليوم قامة اردنية شهد له القاصي والداني والذي شكل غيابه عن الساحة السياسية عالميا واقليميا ومحليا … خسارة كبرى .
أعجب في هذا المقام مما اقدم عليه صاحب الولاية الحالي على ادارة شؤون الدولة الاردنية ” هاني الملقي ” عندما قرر في ليل لم ينجلي خيره بعد على استبعاد هذه القامة من تشكيلة حكومته ارضاءً لاصحاب الاجندات الخاصة ممن علت جعجتهم ومسندا حقيبته لشخص آخر ومستحدثا حقيبة اخرى ” مساندة” والذي يُمثل اعترافا ضمنيا ان الرجل كان بمستوى المهام الموكلة له وليس سهلا على خليفته سد الفراغ .
ثماني سنوت امضاها جودة حاملا ملف الدبلوماسية الاردنية باقتدار … شهد له القاصي والداني على قوة حضوره الدبلوماسي في كافة المحافل فكان خير عون وخير مستشار دولي لجلالة الملك… لم يُسجل عليه قصور أو تراجع في الأداء … الا في ذهنية أولئك الذي احترفوا الاستعراض والبحث عن الشعبويات وقد نُعذر هنا صاحب الولاية الذي اعتقد ” لوهلة ” انهم صائبون في طلبهم وان تلبية هذا الطلب قد يسهم في تحسين الأجواء بين الحكومة والطرف الآخر وكأني به نادم على قراره .
ليس المقام هنا مناسبا لاستعراض مسيرة حكومة الدكتور الملقي فقد اتيت على الكثير من قراراتها ونهجها وموقف الشارع الاردني منها لكن الحقيقة التي لا يمكن تغطيتها بغربال ان خليفة القامة الدبلوماسية الكبيرة معالي ابو طارق ” ناصر جودة لم يتمكن حتى الان خليفته ومعه الوزير المساند من سد الفراغ الذي تركه ابا طارق .
عام مضى على مغادرة جودة لمنصبه لم اسمع خلاله اشادة واحدة أو موقف محدد تحقق في مجال علاقات الاردن مع دول العالم اللهم باستثناء ما يتحقق بجهود جلالة الملك الشخصية .
مما تقدم اردت ان اعبر عن قناعاتي الشخصية جراء متابعاتي سابقا ولاحقا وحاليا لأداء حكومتنا الرشيدة ومن ضمن ذلك اداء الخارجية ممثلة بوزيرها الحالي واداء الوزارة المستحدثة ” الدولة للشؤون الخارجية ” حيث لم اجد انجازا فاعلا لهما لاضافتها على تراكمات انجازات جودة .
النجاح له اعداء وهو ما حصل لكن يبقى جودة خسارة وطنية كبيرة
ماجد القرعان