صراحة نيوز – مقالة بعنوان “ضريبة العسل ومعاناة النحال ” كتبها أمين سر الاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين محمود عربيات .
شائت ارادة الله ان أرزق بطرد نحل وجدته في صغري على شجرة بمزرعتنا.. ومنذ ذلك الحين وقلبي متعلق بتلك الهواية التي تطورت ش.يئا فشيئا الى ان اصبحت مهنه واجبرتي ظروف المعيشة على متابعتها ليلا ونهارا حتى اتمكن من إيصال هذا المنتج الوطني الذي افتخر به ويفتخر به كل مربي النحل في المملكة…
هذا المنتج الذي يصل الى المستهلك بعد شهور من المعاناة التي يعانيها النحال حتى ينتج هذا العسل …
وأود في هذه العجالة ان اذكر بعض تلك المعانات التي هي غيض من فيض … والتي لا يعرفها الا أولئك الاشخاص الذين أفرزت اجسادهم عرقا بقدر ذلك الرحيق الذي جمعته نحلاتهم من الأزهار
بداية المعاناة تكون بإنشاء وتكوين المنحل واكتساب الخبره … إذ أن النحال ينحت في الصخر حتى تتكون لديه الخبره وهذه الخبره لا تتوفر في مديريات وزارة الزراعة إذ عليه ان يدرس ويطالع ويجرب ويزور من سبقوه في هذه المهنه حتى يستطيع أن يكتسب الخبره في هذا المجال..
_ خبره في الأمراض وطرق علاجها
_خبره في المراعي والنباتات الرحيقيه ومواعيد إزهارها
_خبره في أوقات تكاثر النحل وتحضير النحل لذلك
_خبره في صناعه مستلزمات النحل ومحاولة تأمينها بأقل الأسعار
_خبره في ألاوقات المناسبه لترحيل النحل إلى الأماكن الدافئه شتاءا والمعتدله صيفا …
ولا يتسع المجال لذكر كل المعانات التي تتعلق فقط في جانب المعرفه والخبرة….
اما المعاناة في العمل فحدث ولا حرج…
* هل أتحدث عن اللباس الثقيل الذي نلبسه في عز الحر كي نتحاشى لسع النحل..
* ام أتحدث عن لسعات النحل التي نتعرض لها وبشكل يومي وبكل زياره
* ام أتحدث عن السهر في الليالي والاستيقاظ قبل الفجر لغايات ترحيل النحل مسافات طويله في الليل وقبل سروح النحل
* ام أتحدث عن الكوارث الطبيعية التي تصيب المناحل كالصقيع و الفيضانات .. وارتفاع الحراره او الحرائق في الصيف
* ام أتحدث عن رش المبيدات التي تقضي على النحل وتضعفه في وقت عطائه
* ام أتحدث عن جرائم السرقه التي تكسر ظهر النحال الذي يتعب ويشقى وعندما يذهب الى منحله يجده قد سرق او سرق ما فيه من عسل
* ام أتحدث عن عن قله المساحات الرعوية والتغيرات المناخية وقله الأمطار التي بدورها تؤثر على مراعي النحل وقله الإنتاج
* ام أتحدث عن المشاكل الداخلية في خلية النحل من امراض ومشاكل لا يتوفر لها علاج
ام أتحدث عن كثره المصاريف وارتفاع أجور العمال وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من شمع وصناديق ومحروقات وغيره
.. هذا غيض من فيض…
الان وقد حان وقت القطاف…..
عن أي شيء أتحدث
هل أتحدث عن السعر وجدواه في تغطية المصاريف مع قلة الإنتاج
ام أتحدث عن الزبائن وقدرتهم على الشراء… هل نرفع دينارا حتى نستمر في العمل ام ان المستهلك يعاني ويتهمنا بالطمع و الاستغلال…
واخيرا وبعد كل هذا تاتي الحكومة وتفرض علينا ضريبة على المنتج الذي تقيئنا الدم حتى انتجناه….
وعلى رأي المثل …. ضربوا الأعور على عينه …. وانتم اكملوا…..
محمود عربيات _ امين سر الاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين