حقيقة انفجار مرفأ بيروت .. بالصور والفيديوهات

الحقيقة برصد الأقمار الصناعية وخاصة الأمريكية

7 أغسطس 2020
حقيقة انفجار مرفأ بيروت .. بالصور والفيديوهات

صراحة نيوز – أغنس الحلو زعرور  

إثر إنفجار ضخم شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، ليل أمس 4 آب/ أغسطس الجاري، يقف اللبنانييون بصدمة أمام هول الفاجعة التي أودت بحياة المئات من اللبنانيين وأرهقت آلاف الجرحى وعائلاتهم في المستشفيات التي تهالك معظمها نتيجة الإنفجار الهائل. لم يعد يخفَ على أحد أن رواية السلطة الأولية حول إنفجار 

مخزن مفرقعات لا تمتّ للواقع بصلة، خاصة وأن العنبر رقم 12 حيث جرى الإنفجار خارج عن الخدمة منذ أشهر كثيرة. وفي مقابلات خاصة أجرتها مجلة الأمن والدفاع العربي مع خبراء عسكريين يتضح أن ما حصل بالأمس في بيروت هو ضربة عسكرية بصاروخ جو- أرض إستهدفت مخزنا لمواد متفجّرة.

بهذا الصدد يقول الخبير العسكري رئيس مركز ‪”الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- INEGMA” رياض قهوجي، ” الانفجار بمرفأ بيروت هو قصف اسرائيلي واضح لشحنة صواريخ لحزب الله. هذا القصف يضع الحزب بموقف حرج على أكثر من صعيد. ليس عليه فقط ان يقرر اذا سيرد ويدخل حرب، بل عليه ان يبرر للبنانيين استخدامه منشآت مدنية بالعاصمة لتخزين صواريخه. هل هناك مخازن اخرى في مناطق مدنية؟”

وفي التفاصيل، شهد مرفأ بيروت إنفجارين، الأول أحدث مجموعة إنفجارات صغيرة أما الثاني فكان أشبه بإنفجار نووي في الحجم والشكل والمدى البعيد للأضرار الناجمة عنه.

ورأى قهوجي أن “الإنفجارات الصغيرة الناجمة عن أول إنفجار هي أقرب إلى تفجّر ذخيرة وبعدها مباشرة كان الانفجار الكبير، والذي بالشكل والحجم وحتى بدخانه البرتقالي يوحي بأنه إنفجار Ammonium Nitrate  والدولة اللبنانية أكدت وجود حاوية بداخلها 3700 طن من مادة النايرايت غير المستقرة.”

وفي هذا السياق قال قهوجي في تغريدة له على تويتر أرفقها بفيديو “يظهر بوضوح انفجار الذخائر التي يمكن سماعها ايضا قبل ان تصيب نيرانها “كونتينر” الامونيوم نايترايت متسببا بالانفجار الكبير. إذا كان هناك غارة اسرائيلية سمع العديد صوت الطائرات المهاجمة على مخبأ صواريخ ادى للانفجار الناتج عن اهمال الدولة الفاشلة.”

والجدير بالذكر أن Ammonium Nitrate هو مادة غير قابلة للإشتعال من تلقاء نفسها، بل تحتاج لأن يتم مزجها مع مادة المازوت أو مواد نفطية أخرى، أو على الأقل إلى إنفجار يثير إشتعالها.  وبالتالي، فرضية إشتعال العنبر نتيجة وجود هذه المادة شديدة الاشتعال بحد ذاتها، غير دقيقة في غياب مسبّب للإشتعال.

قاطيشه: حاويات في المرفأ خارجة عن سلطة الدولة

وفي قراءة لعضو تكتل الجمهورية القوية وهبي قاطيشه لمجريات مرفأ بيروت، قال قاطيشه للأمن والدفاع العربي: “يبدو أن تغاضي الدولة عن وضع يدها على المرفأ هو ما سبّب الانفجار، والمقصود بذلك أن المرفأ ليس تحت سيطرة الدولة بشكل كامل. وأكبر دليل على كلامي هذا، أن مدير عام الجمارك، بدري ضاهر، أبلغنا في مجلس النواب أنه يدققّ بنصف الحاويات التي تأتي إلى المرفأ فقط، ولا يحقّ له النظر في النصف الثاني. لذلك ، إلى أين تذهب الحاويات التي تدخل المرفأ دون تدقيق مدير عام الجمارك ؟ إلى أي دولة؟ إلى أي جهة سياسية؟ أو إلى أي حزب؟ وهذا العنبر أغلب الظن هو أحد هذه العنابر التي لا يملك المدير عام الجمارك الصلاحية للتدقيق فيها، أو أنه متآمر.”

ولفت قاطيشه أنه حتى الساعة لم يصدر اي بيان رسمي عن الدولة يوضح كيف حصل الحادث، وماذا كان يحتوي العنبر، وهذا ما يؤكد غياب الدولة الكلي عن هذا العنبر، في حين أنها لا تعرف ماذا يتضمن وبالتالي يدار كلياً من قبل سلطة خارجة عن الشرعية. و إلا كانت قد أبلغت بالتفصيل ماذا كان بداخل العنبر وكيف انفجر.

وقال قاطيشه: “يحاولون إلقاء التهمة على مجهول أو تسخيف الانفجار، فإن أي مواد متفجّرة تحتاج إلى ما يفجّرها بالأساس، لذلك الأقاويل الصادرة عن الدولة متضاربة وغير مقنعة. وذلك نلجأ لما شهده المواطنون، ومئات منهم سمعوا صوت طيران، وهذا ليس صوت طيران بل صوت صواريخ، حيث يسمع الصفير قبل الانفجار. فكيف بالحري صاروخ من هذا النوع حجمه كبير وسرعته كبيرة ويستهدف عنبرا. ويروي شهود العيان سماع صوت طائرتين وهما في الحقيقة الصاروخين الذين استهدفا العنبر.”

وختم قاطيشه، ” في التحليل العسكري هذا العنبر كان فيه أسلحة خارجة عن المألوف، لا نعلم ماهيتها حتى الساعة ولكن قد يكون من بينها نايترايت أو قد يكون مجرد غطاء لمواد أخرى غيرمألوفة: أسلحة كبيرة، ذخائر كبيرة، لذلك كان تصريح الدولة غامض جدا. الموضوع خطير جدا، وأغلب الظن أن الفئة السياسية التي تستلم هذا العنبر لا تتجرأ أن تصارح اللبنانيين بمحتوياته لأن هذا بحد ذاته إدانة لها، خاصة وأن حوالي مليون لبناني موجود في بيروت محيطها وتضرروا. وكذلك إسرائيل لا مصلحة لها في الإفصاح أنها استهدفت مرفأ بيروت لأنها تسببت بأضرار بين المدنيين. إنما شهادة المواطنين هي خير دليل. فقد ضربت الصواريخ الإسرائيلية هذا العنبر الذي فيه اسلحة لحزب الله أو مواد تفجيرية قد يستخدمها حزب الله في تصنيع الأسلحة. “

وعلى الرغم من إنكار إسرائيل لاستهدافها لمرفأ بيروت إلا أن كلام الرئيس الأميركي يوم أمس في 4 آب/ اغسطس 2020 خير دليل على عكس ذلك. فقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانفجار بأنه “هجوم رهيب”.

إنفجار أو إنفجارين أو أكثر؟

يسرد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والخبير العسكري ومستشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للشؤون الدفاعية مارون حتي، أنه كشاهد عيان سمع صوت الطيران وسمع أول إنفجار الذي يشبه إلى حدّ كبير جدار الصوت، وقال حتي للأمن والدفاع العربي: ” إن الإنفجارات الصغيرة التي تلت الإنفجار الأول هي إنفجار ذخائر وتحديدا رصاص، ما يؤكّد أن إسرائيل ضربت مخزن ذخيرة لحزب الله. ورواية تخزين مفرقعات نارية في المرفأ لا تمت للواقع بصلة، فلا يتم تخزين أي نوع من المفرقعات في مرفأ بيروت.”

وشدّد حتي أنه سمع صوت طيران بعد الإنفجار الأول وثم أتى الإنفجار الثاني، وبالتالي ضرِب مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس بصاروخين وليس بصاروخ واحد. واعتبر حتي أن ما ارتكتبه إسرائيل هو جريمة حرب وهي لن تعترف بذلك كما وأن حزب الله لن يعترف بتخزينه السلاح في مرفأ بيروت مما أبعد الرواية الرسمية عن الواقع.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان قد عرض صورا في أيلول/ سبتمبر 2018،  في الأمم المتحدة حول أماكن تواجد صواريخ وذخيرة تابعة لحزب الله حيث أول موقع في الصور التي عرضها هو العنبر رقم 12 تحديدا (وهو الذي انفجر في 4 آب/ أغسطس الجاري)، بحسب ما افت حتي.

وحتى يومنا هذا، لا يوجد أي  صاروخ باستثناء الرأس النووي التكتيكي، يمكنه أن يحدث إنفجارا بالحجم الذي حصل في مرفأ بيروت. فأكبر صاروخ لدى أسرائيل وزنه 2 طن وألقي سابقا في عدة أماكن في لبنان ولكنه لم يحدث إنفجارا يوازي ما رأيناه بالأمس.

ورأى قهوجي أن الإجماع حول وجود مادة Ammonium Nitrate صحيح، ولكن السؤال ليس بوجودها من عدمه بقدر ما هو: من أشعل أول مستودع؟ وشهود العيان أكدوا أنها ضربة جوية استهدفت مستودعا للسلاح وهذا المستودع قد يكون هو ما أشعل الحاوية الذي فيه Ammonium Nitrate أو قد يكون صاروخ اسرائيلي آخر. وأحدث حجم الانفجار الهائل صدمة على مستوى العالم، اذ جعل الإسرائيلي يتراجع عن تحمل المسؤولية في وقت يعتم حزب الله على الأمور بمساعدة الدولة اللبنانية من أجل عدم احراج الحزب ودفعه للرد عسكريا مما سيجر لبنان الى حرب مدمرة، وهو ما يتجنبه بوضوح.

وفي قراءة للوعي الظرفي للحدث، رأى حتي أن ما حصل بالأمس ذات مدلولات استراتيجية كبيرة، خاصة وأن لبنان بعد الضربات الإسرائيلية للمرفأ لم يعد محيّدا عن الصراعات الدائرة في العراق وسوريا. واعتبر أن هذه الضربات قد لا تكون يتيمة بل قد تتكرّر في المستقبل.  ورأى حتي أن الخلاص الوحيد للبنان هو بوضعه تحت الإنتداب الدولي برئاسة فرنسا كمقدمة لحياد لبنان.

تتعدّد الروايات ولكن القراءة العسكرية لإنفجار بيروت بالأمس تبقى واحدة، وبنظر الخبراء العسكريين، وهي طبعا ليست مخزن مفرقعات. إنها ضربة عسكرية لا مصلحة لمن قام بها بالتصريح عنها لأنها أودت بحياة مئات المدنيين ولا مصلحة لمن استهدف بالتصريح عنها لأن سلطته خارج الشرعية.

موقع الأمن والدفاع العربي 

 

الاخبار العاجلة