حنكة ساستنا ومخرجات قمة الرياض

22 مايو 2017
حنكة ساستنا ومخرجات قمة الرياض

بعيدا عن السياسة والمجاملات فقد انتهت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية بتحقيقه ما وعد به اثناء حملته الانتخابية لحصد ثلاثة ارباع ثروة السعودية مقابل حمايتها والتي وصفها بالبقرة الحلوب حيث تم توقيع اتفاقيات لصالح الولايات المتحدة الأميريكية بقيمة تصل الى 400 مليار دولار وبالنسبة لنا فهو شأن داخلي خاص بالدولتين . (المعلومات اعلاه تم اقتباسها عن وسائل اعلام عالمية )

 
ما يهمنا اردنيا المحافظة على كياننا واستقرارنا وضمان مستقبلنا وسط الصراعات التي يشهدها الأقليم وقد نجحنا الى حد كبير ورغم الضغوطات الدولية بعدم التورط في مستنقع الخلافات والصراعات التي تشهدها المنطقة العربية بوجه خاص .

يرتبط الاردن مع الشقيقة السعودية بحدود يبلغ طولها نحو 728 كم ويتحمل الاردن بصورة رئيسية حماية هذه الحدود وفي المقابل فان ما يقدمه الاشقاء لنا من دعم مالي يأتي في باب المساعدات والتي تحكمها مزاجية الساسة .

لقد تحمل الاردن جراء التداعيات التي شهدتها المنطقة الكثير الكثير على حساب أمنه ومستقبل شعبه وبات يُنظر اليه عالميا واقليميا بمثابة عامود الارتكاز الأمني للمنطقة وفي المقابل يعاني من اوضاع اقتصادية تشتد يوما بعد يوم حيث زادت مديونيته عن 37 مليار دولار وبات سكانه يعانون من مشكلات اقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد والصعوبة .

من حقنا والحالة هذه ان نعيد ترتيب علاقاتنا الدولية وفقا لمصالحنا العليا وفي مقدمتها علاقتنا بالشقيقة السعودية والذي يبدأ بتفعيل اتفاقية تم توقيعها في عام 1965 والتي بموجبها تم تعديل مسار الحدود بين البلدين حيث حصل الاردن على مساحة اضافية تبلغ 6 الاف كم مربع من الاراضي السعودية وفي المقابل حصلت السعودية على 7 الاف كم مربع من الاراضي الاردنية

وجاء في المادة الثانية من الاتفاقية انه (إذا أكتشف البترول أو مشتقاته في الاراضي الملونة باللون الأخضر والمحددة على الخارطة المشار اليها في المادة الأولى، تتعهد المملكتان بأن تقتسم مناصفة بينهما الحقوق والفوائد والأرباح الناتجة عن إكتشاف وإستثمار البترول أو مشتقاته وعلى المملكة التي إكتشف البترول أو مشتقاته ضمن حدودها في المنطقة الملون باللون الأخضر المذكور أن تؤدي للمملكة الأخرى حصتها ويجري تنظيم كيفية إستغلال وإستثمار البترول المكتشف أو مشتقاته ودفع حصة كل من البلدين – بإتفاق خاص يبرم بينهما ) غير أنه لم تلتزم الشقيقة السعودية بتفعيل هذه الاتفاقية لينال الاردن حصته مما تم اكتشافه في الاراضي التي حصلت عليها بموجب هذه الاتفاقية وكذلك لم يتم متابعة ذلك من قبل الدولة الاردنية .

وعودة على بدء ومع ثقتنا بحكمة جلالة الملك ونهجه المعتدل نتسائل هنا عما حصده الاردن من القمة العربية الاسلامية الأمريكية في ضوء حجم مسؤولياتنا الأقليمية والعالمية ولا نعتقد ان تكفل الشقيقة السعودية بمساعدتنا للتخلص من مديونيتنا الثقيلة واعادة ترتيب أولويات المصالح بين البلدين سيحملها اعباء زيادة على قدرتها وطاقتها .. فأين حنكة وحكمة ساستنا من مخرجات قمة الرياض ؟.

ماجد القرعان

الاخبار العاجلة