صراحة نيوز – غزة – اجرى الحوار أمينة زيدان
في الحوار الذي أجري معهما في نهاية شهر رمضان المبارك كشف ناشطا حركة المقاومة الإسلامية(حماس) من غزة, الذي قد عملا سابقا في تأمين قياديي حماس, وهما “أ” و “ف”, مشاعرهما السلبية حيال الأسرى المحررين من سكان الضفة الذين يعملون في صفوف الحركة.
وأجريت المقابلة في وقت كانت فيه أسواق وشواطئ مدينة غزة مليئة بالمواطنين, الذين كانوا يستمتعون بالعطلة الصيفية. ويسود الآن جو من الأمل والتفاؤل لان العالم يدرك أخيرا جرائم الاحتلال الإسرائيلي وأعماله كقوة محتلة شرسة.
ويبدو أن العالم العربي والغربي يقفان إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر ويدينان تصرفات سلطات الاحتلال ضد المواطنين الأبرياء على السياج الحدودي.
وتكلمنا مطولا عن الوضع في قطاع غزة وعن مشاعرهما في نهاية المسيرات والمواجهات مع الاحتلال والجهود المكرسة لا نزال هزيمة بالاحتلال الذي يفرض على السكان حصارا مستديما وشديد القسوة منذ سنوات طويلة.
وكان يدعي الاثنان بثقة تامة انه من الواضح أن المقاومة ستهزم الاحتلال في نهاية المطاف, واعطا الناشطان مثالا_ الطائرات الورقية الحارقة, التي تجنن اليهود, حيث بالرغم من حيازتهم أسلحة متطورة وطائرات الاباتشي لا يمكنهم التغلب على بطولة سكان غزة.
وفي محادثة صريحة, كشف الاثنين لمحة عن عالمهم ومشاعرهم تجاه الحركة وبعض الجهات التي تعمل فيها والتي تضر بتعاطف الناس والعلاقة العميقة مع سكان قطاع غزة.
الشابان مثقفان ومخلصان لحماس
وقد طلب الناشطان عدم الإفصاح عن اسميهما حيث أنهما ينتميان إلى عائلة كبيرة ومتمكنة وعميقة الوشائج مع حماس. ويقولان أن عائلتهما لها قرابة مع عدد من الشهداء وان احدهما متزوج من امرأة من احد عائلات قيادي حماس.
كما يقولان أنهما يتذكران جيدا صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى عام 2011 وانفعالهما الشديد عند عودة الأسرى إلى القطاع حيث تم استقبالهما بعواطف جياشة بعد سنين طويلة في سجون الاحتلال.
وقد أبديا إكبارا لتضحيات الأسرى المحررين الذين ابلوا بلاء حسنا ضد اليهود ولاقوا عذابا في سجون الاحتلال, إلا أنهما يعتقدان بأن السنين الماضية أبرزت بشدة الفوارق الكبيرة ما بين محرري الضفة وبين محرري القطاع, من نشطاء الجناح العسكري لحماس (كتائب عز الدين القسام).
وكان (أ) وهو الناشط الأبرز قد تعدى ذلك إلى القول أن أسرى الضفة “نسوا نهج حماس والتواضع الذي تتصف به” وكانت تعابير وجهه يكسوها الحزن والقلق.
وتعاطف زميله “ف” مع محنته مضيفا أن المقارنة بين المحررين ونشطاء القسام تكاد تفرض نفسها ويتبين منها أن قادة القسام يحرصون دوما على أن يكونوا قدوة للأفراد بينما أسرى الضفة يعتقدون ب
أنهم “يستحقون كل شيء”, على حد تعبيره.
وكان يشفع كلامه بدليل انه في كثير من الاحيان”رأيت كيف يتصرفون نحو مرافقيهم بشكل مهين جدا…”, مشيرا الى ان نشطاء القسام تحدثوا كثيرا بشأنهم والعديد منهم طلبوا الا توكل اليهم موافقتهم وذلك بسبب تصرفهم المتكبر والمهين.
واضاف “أ” قائلا ان النشطاء يعتقدون انهم يستحقون كل شيء وانه “على عكس قادتنا في القسام فان الاسرى المحررين ممعنون في نهجهم المدلل واللا اخلاقي..”. “ويضربان مثلا_ الاسير المحرر عبد الرحمن غنيمات الذي اختار حياة مريحة في تركيا تاركا رجاله وراءه!متسائلين “هل قائد في صفوف القسام كان سينهج هذا النهج نحو رجاله”؟
الم وخيبة امل
وكانت سمات الالم وخيبة الامل مرتسمة على وجه الناشطين”أ” و “ف” اذ انهما من رجال المقاومة الحقيقين متاملين ازاء الاساءة الى سمعة الحركة… ويتساءلان “ترى هل الصفات المطلوبة من ناشطي حماس في القطاع ليست مطلوبة من اسرى الضفة؟… نحن نقولنعم بينما هم يعتقدون العكس!”
ويستشهد “ف” (الذي اكمل دراسته بامتياز) بروعة تصرف الاخ ابو نمر شراتحة الذي قام بتنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال ودفع الثمن غاليا جدا, انما حين عاد الى القطاع بعد سنين طويلة في السجن لم يغير شيئا في اسلوب حياته النقي ولو يطلب لنفسه أي مكسب.
ظاهرة الاثراء المفاجئ
ويكثر كلام الاثنين عن ظاهرة الاثراء المفاجئ الذي نزل على محرري الضفة الذين يعملون في هيئات ومؤسسات مختلفة في قطاع غزة وهي الظاهرة التي ينصب علها كثير الكلام في مجالس كثير من نشطاء القسام في محاولة لمعرفة مصدر اثراء هؤلاء الغير معقول واقنائهم لسيارات جيب وبيوت فاخرة في مختلف انحاء القطاع. وحتى اقرب المصادر لحماس ليس لها علم بمسببات هذه الظاهرة.
وتكلمنا مطولا عن الحال في قطاع غزة وعن مشاعرهم والجهود المكرسة لانزال هزيمة بالاحتلال الذي يفرض على السكان حصارا مستديما وشديد القسوة.
ويشيران الى ان الكثير من سكان القطاع تسفك دمائهم يوميا في المظاهرات على طول الحدود مع الصهاينة بينما لا احد يرى الاسرى المحررين او ابناء عائلاتهم يقومون بالمساعدة.
وفقا لهما, مرة اخرى يبدو ان النضال يهتم به القسام فقط, في حين ان الاسرى الذين قد وصلوا الى قطاع غزة يشعرون هنا بالارتياح دون التزامات ودون اية علاقة معنا.
وتدخل أ قائلا: “لقد نسوا منذ فترة طويلة نهج حماس في حين نسي بعضهم نهج الاسلام ايضا”. ولكنه استعاد رباطة جأشه على الفور مشددا على ان الكفاح من اجل العودة الى الاراضي المغتصبة منذ عام 48 لم بنته بعض ونحن نؤيد كبقية اخواننا في الحركة كل ما تكلفنا به الحركة حين تدعو الحاجة للمساعدة.
وفي ختام الحوار اكدا انهما يلحظان من خلال احاديثهما مع الاخوة في القسام ومع اقربائهما ان الكثيرين كان يسعدهم ان يغادر هؤلاء النشطاءالقطاع وبهذا يجنبون الجميع الحرج الذي تسببه ظاهرتهم المخجلة!