* د.أبو حمّور: أهمية إعداد أجيال قادرة على التأقلم مع المتغيرات والتسارع الذي يجري في الثورة الصناعية الرابعة
* د.العساف:وضع استراتيجية تتناسب مع أوضاع المدن وبناها التحتية وتوفير منظومة تشريعية مواتية لمتطلبات المدينة الذكية
* د.ضياء الدين: الأمن السيبراني مكوناً أساسياً في الحروب العالمية اليوم والمدن الذكية أهدافاً للهجمات الإلكترونية
* د.العم: ضرورة محو الأمية في التكنولوجيا الرقمية والثورة الصناعية الرابعة وتعزيز مفهوم الابتكار القائم على البيانات
* م.الحفناوي: الحاجة إلى نظام يربط الدوائر الحكومية ببعضها ورفع كفاءة نماذج الأعمال فيها من خلال تكنولوجيا المعلومات
* د.أيوب: من المهم وضع خطط واستراتيجيات مشتركة بين الهيئات والمؤسسات الخاصة والعامة في مجال التحول الرقمي
صراحة نيوز – عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 11/5/2022، لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضرت فيه الأستاذة سوسن زهير المهتدي حول مضامين كتابها “الأمن السيبراني في المدن الذكية”، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبو حمّور، كل من: رئيس جامعة معهد روتشستر للتكنولوجيا في دبي د.يوسف العساف، ورئيس قسم إدارة الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة زيوريخ الأستاذ خلدون ضياء الدين، و خبير علم البيانات والذكاء الاصطناعي د.أحمد العم، وعضو مجلس المفوضين في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالأردن المهندس بلال الحفناوي، وأستاذ هندسة الحاسوب والشبكات في جامعة البلقاء التطبيقية و خبير الإسكوا لاستراتيجيات الذكاء الاصطناعي د. بلال أيوب، وحضر اللقاء عدد من المهتمين والكتّاب والإعلاميين.
أوضَحت المُحاضرة الأستاذة سوسن المهتدي أنه في ظل التطور التكنولوجي الكبير وثورة المعلومات الهائلة ظهر توجه نحو تحويل المدن التقليدية إلى مدن ذكية، وأن هذه المدن لا تختلف عن مدننا الحالية كثيراً إلا أنها تحتوي على بنية تحتية ذكية متكاملة تهدف إلى تحسين حياة الإنسان.
وأشارت الأستاذة المهتدي إلى أن الرقمنة بكل تطبيقاتها باتت أمراً واقعاً، وأنها تستخدم للتحول من الحكومات التقليدية إلى الحكومات الإلكترونية، والتي بدورها تقود عملية التحول إلى المدن الذكية، وتعزز الشفافية، وتحد من البيروقراطية والفساد والتهرب الضريبي.
وتحدث المتداخلون عن أهمية مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجيا الرقمية، ومنها بناء المدن الذكية المستقبلية وآثارها الإيجابية على الحوكمة والاقتصاد والمجتمع والبيئة، والتحديات التي تواجه المدن التقليدية في عملية التحول إلى المدن الذكية، وطرق الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات من الاختراق في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، كما أشاروا إلى الجيل الخامس في التطبيقات الذكية والأمن السيبراني، والشبكات السحابية.
التفاصيل:
أوضَحت المُحاضِرة الأستاذة سوسن المهتدي أن السنوات العشر الأخيرة شهدت ثورة في عالم الحكومات بسبب التقنيات الرقمية، وإنه من المهم أن تتحول حكوماتنا من تقليدية إلى إلكترونية لتواكب هذا التطور السريع والهائل، مشيرةً إلى أن التحول الرقمي أصبح يستخدم في عدد كبير من القطاعات الحيوية مثل قطاع الصحة والتعليم والطاقة والخدمات المالية والنقل، وذلك من خلال معالجة البيانات عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي وابتكار المنتجات والخدمات وتوفير قنوات جديدة للإرتقاء بكفاءة الأداء.
وبينت الأستاذة المهتدي وجود عدد كبير من المصطلحات التي ظهرت خلال هذه السنوات الماضية بسبب انتشار استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها في جوانب الحياة كافة، ومنها: الاقتصاد الذكي، والذكاء الاصطناعي، والحكومة الذكية، والحوسبة السحابية، وعلم البيانات، والإرهاب الإلكتروني، والأمن السيبراني، والفضاء السيبراني، مؤكدةً أن لكل منها تعريفاً خاصاً وآلية عمل واستخدامات مختلفة عن الآخر.
وقالت الأستاذة المهتدي: إن التحول إلى المدن الذكية يحتاج إلى تكلفة مالية عالية، وتطوير استراتيجية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المبتكرة، وإلى بنية تحتية إلكترونية متكاملة للوصول إلى التطبيقات الإلكترونية والتحكم بها بلمسة زر، وإلى تطوير القدرات الأفراد في التعامل مع التطبيقات الإلكترونية، وتوفير نظام معلومات آمن.
ودعت الأستاذة المهتدي إلى ضرورة التوجه إلى إقامة المدن الذكية مع المحافظة على سرية المعلومات، ولا سيما الخاصة منها ضمن مفهوم الأمن السيبراني، مشيرةً إلى ترتيب الدول في الخدمات الإلكترونية والبنية التحتية، وإلى الذكاء الإصطناعي ودوره في الأمن السيبراني، وأوضحت أن جائحة كورونا كشفت خلال السنوات الماضية عن مدى أهمية التحول الرقمي والتقنيات والتطبيقات الرقمية.
ومن جهته بَيّن د.أبو حمّور أن الاتحاد الأوروبي حدد ستة عناصر للمدن الذكية وهي: الاقتصاد الذكي، والأشخاص الأذكياء الذين يمثلون رأس المال البشري والاجتماعي، والشفافية والمشاركة الذكية في القرارات، والنقل الذكي القائم على التكنولوجيا الحديثة، والبيئة الذكية، والحياة الذكية التي تهتم بالأوضاع الصحية وسلامة الفرد، والتمتع بمرافق تعليمية وسكن وترابط اجتماعي جيد.
وأشار د.أبو حمّور إلى ما أورده تقرير للأمم المتحدة بيّن أن حوالي 70% من سكان العالم سيقطنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، وأن الهجرة من الأرياف إلى المدن ستزداد بشكل كبير خلال السنوات القادمة، وكذلك بيّنَ بأن 50% من الوظائف الموجودة حالياً ستختفي بحلول عام 2035 وسيحل محلها وظائف غير معروفة حالياً، مؤكداً أهمية إعداد أجيال قادرة على التأقلم مع المتغيرات والتسارع في الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التكنولوجي.
وأوضحَ د.يوسف العساف أن التحول الرقمي يحتاج إلى فهم طرق عمله وآلياته بشكل صحيح وقادة مميزين لديهم إرادة حقيقية للتغيير، مبيناً أن التحول للمدن الذكية يأتي من خلال وضع استراتيجية تتناسب مع أوضاع المدن وبناها التحتية، وتركز على التحول إلى حكومة ذكية واقتصاد ذكي، وتوفير فرص عمل جديدة تتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن أولى خطوات التحول إلى المدن الذكية توفير منظومة تشريعية موائمة لمتطلبات المدينة الذكية، وإيجاد شراكات فاعلة بين المؤسسات الحكومية والخاصة.
وبدوره لفت د.خلدون ضياء الدين إلى الأمن السيبراني، مبيناً أنه مكون أساسي في الحروب العالمية اليوم، وأن المدن الذكية أصبحت أهدافاً للهجمات الإلكترونية ذلك أن كلفة هذا الهجوم واختراق المعلومات والبيانات المتعلقة بالدول قليلة، ويكون من أي مكان في العالم، وأن زخم المعلومات وكثافتها يعيق عملية التصدي لمثل هذه الهجمات، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم الاستثمار في المدن الذكية إلى حوالي 6 ترليون دولار سنوياً في عام 2030، وأن خسائر الهجمات السبرانية ستصل إلى حوالي 10 ترليون دولار خلال عام 2025.
وأكد د.أحمد العم أهمية محو الأمية في التكنولوجيا الرقمية والثورة الصناعية الرابعة، والعمل على رفع إمكانيات الأفراد للتحول إلى المدن الذكية، مبيناً أهمية تعزيز مفهوم الابتكار القائم على البيانات للحصول على منتجات رقمية وتصنيعها وبيعها، وموضحاً الفرق بين الحكومة الذكية والحكومة الرقمية، وأهمية توفير البيانات المفتوحة والمشتركة من قبل الأفراد والشركات في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالمدن الذكية والحكومات الذكية.
وقال المهندس بلال الحفناوي: إن التحول الرقمي وسيلة لتحسين حياة الأفراد وليس غاية، وأننا بحاجة إلى وجود نظام يربط الدوائر الحكومية ببعضها بعضاً والعمل على رفع كفاءة نماذج الأعمال فيها من خلال استخدام التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات، وتحسين المهارات العملية والعملية للأفراد في التقنيات المستخدمة والتكنولوجيا، والعمل على إيجاد قاعدة بيانات رقمية شاملة من خلال جمع المعلومات بالطرق الصحيحة وجعلها متاحة للطلاب ومراكز البحث كافة.
وتحدث د. بلال أيوب عن المدن الذكية وعناصرها وآلياتها وكيفية عملها، وأشار إلى الجيل الخامس في التطبيقات، وأهمية وضع خطط واستراتيجيات مشتركة بين الهيئات والمؤسسات الخاصة والعامة، وأكد أهمية إزالة الخوف والعائق من التكنولوجيا الرقمية، والتوعية في مجال حفظ البيانات الخاصة بالأفراد والمؤسسات والعمل للحيلولة دون اختراقها.
هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين في اللقاء والحضور حول القضايا التي طُرحت.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.