صراحة نيوز – علق خبراء اقتصاديون على قرار أوبك+ بخفض الإنتاج النفطي لتصدع العلاقات الأمريكية السعودية، وأكدوا أن وحدة منتجي النفط متماسكة أمام كل تحد تصنعه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وقال الخبيرالدكتور نور ندا أن خفض الانتاج العالمي من النفط 2 مليون طن يوميا بقرار من أوبك + يعكس تماسك هذا التحالف الذى يجمع الدول العربية المنتجة للنفط وروسيا رغم الصراعات العالمية، ويؤكد هذا التحالف على أرض الواقع حالة تمرد من كبار منتجي النفط ضد محاولات أمريكا والدول المستوردة السيطرة على السوق وتحديد أسعاره .وأكد الخبير أن وحدة منتجي النفط تؤكد تماسكها أمام كل تحد تصنعه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا رغم الضغوط الضخمة عليها .وأضاف: “لقد كشفت الأزمة الأوكرانية والصراع الروسى الأمريكى الأوروبي أن سوق النفط يدار وفقا لمصالح الدول المنتجة، وبعيدا عن ضغوط حالة الاستقطاب السياسي والاقتصادي، الهستيرية التى تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الآن ضد روسيا .. وبفضل الأزمة الأوكرانية تحول النفط إلى مرآة عاكسة وبصدق عن حدة الصراعات العالمية الآن”.وأشار إلى أن انخفاض حجم الانتاج لدول أوبك+ بمقدار مليوني برميل هو تحد للهيمنة ويحافظ على مستوى الأسعار الحالية رغم معدلات الركود الاقتصادي التى بدأت فى بعض بلدان العالم والتى من شأنها خفض الطلب العالمي على النفط وبالتالي خفض أسعار النفط عالميا.وأردف قائلا إن العقوبات الاقتصادية على روسيا تحقق مكاسب غير مسبوقة فى نفس الوقت تأتي بالصعوبات على اقتصاديات الغرب والمستفيد الأكبر من كل ما يحدث فى السوق العالمى للنفط روسيا، والتى رغم العقوبات والحصار الاقتصادي تتعاظم حصيلة صادراتها النقدية الإجمالية وتتمتع بوضع تنافسى ممتاز فى ظل الضغوط التى تتعرض لها وموقع الدول النامية تأزم وأصبحت أشبه بالأيتام على موائد اللئام.وقال إن هذه الأوضاع والتغيرات في أسواق النفط تضغط على موازنات الدول النامية المستوردة للنفط ومشتقاته مثل مصر.. كما يساعد ارتفاع الأسعار فى زيادة معدلات التضخم المرتفعة أصلا والتي تهدد دول العالم والدول النامية على وجه الخصوص وتعرضها لمصير شبه محتوم بالدخول فى نفق الركود التضخمي المظلم.من جانبه قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية إن آثار قرار تحالف أوبك بخفض انتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا سؤال يطرح نفسه حول تأثر العلاقات الامريكية السعودية تحديدا من مثل إتخاذ هذه القرارات وذلك على الرغم من أن هذا القرار خرج بإجماع دول تحالف أوبك+ وكونه قرار فني بحت من قبل التحالف وغير مسيس ضد أحد، والهدف منه هو الحفاظ على استقرار سوق الطاقه العالمي وعدم دخول الأسواق العالمية في مرحلة ركود اقتصادي ولكن هناك عدة أسباب تجعل الإدارة الأمريكية تنظر لهذا القرار على إعتبار أنه موجه ضدها تحديدا، وأول هذه الأسباب، بحسب فارس، هو أزمة الطاقة العالمية ووجود روسيا في هذا التحالف وأيضا أن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على إرتفاع أسعار البنزين في أمريكا والذي سينعكس على شعبية الرئيس الأمريكي وحزبه الديمقراطي قبيل إجراء إنتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي خاصة بعد تصريحات البيت الأبيض الأخيرة بأن تحالف أوبك+ ينحاز إلى روسيا في ظل رغبته في استمرار أسعار النفط منخفضة لحرمان موسكو من عائدات نفط مرتفعه لتجريد الجيش الروسي من التمويل وتضييق الخناق على موسكو.وبالتالي فإن كل هذه العوامل تجعل الإدارة الأمريكية تنظر إلى التعاون السعودي المستمر مع موسكو هو مصدر توتر بين الرياض والبيت الأبيض خاصة أن الإدارة الامريكية ضغطت بكل قوتها لزياده إنتاج النفط في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي إلى السعودية ولكن لم تؤت ثمارها وهو ما يثير غضب الإدارة الأمريكية من قرار أوبك.ورجح الخبير حول ردة الفعل الأمريكي تجاه السعودية أنه لن يكون هناك رد فعل أمريكي تجاه السعودية في الوقت القريب، خاصة أن العالم لا يحتاج مزيد من الإضطرابات في العلاقات الدولية في ظل أن النظام الدولي أصبح مهددا بشكل كبير إلى التغيير من عالم القطب الواحد الى عالم الثلاثية القطبية وبالتالي دخول أمريكا في صدام مباشر مع السعودية لن يكون في مصلحتها لأنه سيعجل بتسريع وتيرة سقوط النظام العالمي القائم، في ظل حالة الاستقطاب الحادة بين القوة الدولية وأيضا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة للسعودية سواء سياسيا أو اقتصاديا. ناصر حاتم -القاهرة المصدر:RT