صراحة نيوز – تقف عدة عوامل أمام المختصين الأردنيين في الطِّب؛ لمنعهم من إنتاج لقاح ومطعوم ضد فيروس كورونا المستجد، من بينها، توفير مليار دولار لإنتاجه، ومختبرات تحتوي على الدَّرجة الرَّابعة من السَّلامة العامة، وتصريح العمل عليه، حيث يدخل هذا الإنتاج ضمن صناعة الأسلحة البيولوجية شديدة الحساسية عالميًا وفق مختصين أكاديميين.
رصدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عدة بيانات عالمية حول إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد، وبدء تجارب عليه، وتساءلَ أردنيون عن الكفاءات الطِّبية الأردنية، ومدى قدرتها على إجراء دراسات واختبارات وإنتاج مطعوم لذلك، خاصة مع ثبوت إصابة 56 شخصًا في المملكة حتى لحظة إعداد هذا التَّقرير، وتبين من حديث المختصين أنَّ العقول الأردنية الطِّبية جاهزة لكنَّ هناك محددات، وعناصر فنية صعبة التوفير.
تواصلت “بترا” مع كليات الطِّب في الجامعات الأردنية، ومتخصصين بعلم الأوبئة والمطاعيم والفيروسات، واستطلعت رأي أول شركة أردنية تسهم بها الحكومة في الشَّرق الأوسط بإنتاج اللقاحات الحيوانية، لمعرفة واقع انتاج اللُّقاحات البَّشرية في الأردن والبلاد العربية، ومدى الاعتماد على الذَّات في مثل هذه الجائحة التي خرجت عن سيطرة الدول كافة.
مدير مركز الأميرة هيا للتِّقانات الحيوية بجامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور سعيد جرادات، أكد أنَّ إنتاج المطاعيم لا يتم بين يوم وليلة، بل يحتاج لسنة او سنتين أو أكثر، وما يحدث من مواجهة مع فيروس كورونا المستجد، هو أنَّ الدول الكبرى منحت استثناءً وتسريعًا؛ للعمل على إنتاج مطعوم، وهذا لن يكون جاهزًا قبل ثمانية أشهر.
وبين أَّنَّ العقول الأردنية والخبرات والكفاءات متوفرة في الأردن، لكنَّ هناك محددات عديدة؛ لإنتاج لقاح ومطعوم للفيروسات، أهمها أنَّ العمل مع الفيروسات في المختبرات أمر بالغ الحساسية؛ لأن التَّعامل هنا يكون مع فيروس حي، ويجب ضمان عدم خروجه في المختبرات عن السَّيطرة، ولهذا يحتاج مستودعات حاصلة على أعلى درجات السَّلامة العامة العالمية وهي الدَّرجة الرَّابعة.
لفت إلى أنَّ المطعوم حتى لو تمَّ إنتاجه اليوم لن يتوفر بالأسواق قبل ثمانية أشهر، وأنَّ هناك عدَّة مراحل لتجربة اللقاح تصل إلى ثلاث مراحل، وفي الصِّين كانت المرحلة الثَّالثة من التجربة لأناس مصابين او غير مصابين متوفرة، وهو الأمر الذي يُسهم بتسريع إنتاج لقاح لكن ليس قبل فترة أشهر عديدة قادمة.
وشرح طريقة إنتاج اللقاح علميًا، واعتماد البعض على المادة الوراثية، وأنَّ المطعوم أو اللقاح يجب تجريبه حسب دراسة سريرية، على مراحل أولى وثانية وثالثة.
ولفت إلى أنَّ ما حصل في الصِّين من سيطرة على الفيروس كان بسبب التزام النَّاس بالتعليمات ، وليس الى إنتاجهم للقاح أوعلاج جديد، وهذا ما يجعل الحكومة الأردنية تطلب من النَّاس التزام بيوتها، حتى تستطيع السّيطرة ومنع انتشار الفيروس.
واكد أستاذ كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور وائل هياجنه أنَّ إنتاج لقاح للفيروس يحتاج إلى مليار دولار أولًا، وإلى تهيئة البيئة المناسبة للتعامل مع الفيروس وليس هناك نقص في الكفاءات الأردنية.
وأضاف أنَّ هناك فرقًا بين إنتاج الدَّواء واللقاح، وأنَّ الدول العربية كلها على ما يعتقد حسب قوله، ليست من الدول التي تقوم بإنتاج لقاحات بشرية أو تتعامل مع هذه القضية.
وقال مدير مركز الأمراض المعدية والمطاعيم بالجامعة الأردنية الدكتور فارس البكري إن من الصعوبة على المؤسسات الأردنية إنتاج اللقاح، والأسباب متعددة أكثرها أسباب فنية بحتة وتمويلية.
وبين أنَّ إنتاج اللقاح يحتاج إلى علماء بالمطاعيم والكيمياء الحيوية والفيروسات، وشركات تمويل كبيرة، وأنَّ إنتاج اللقاح يحتاج إلى سنوات عديدة وليست في فترة قريبة جدًّا.
وأكد المدير العام ورئيس مجلس إدارة المركز الأردني للصِّناعات البيولوجية “جوفاك” المهندس رعد عبد الدَّايم، أنَّ الأردن يمتلك المصنع الأول والوحيد في المنطقة لإنتاج اللقاحات الحيوانية، وأنَّ إنشاء مصنع للقاحات البشرية يحتاج إلى نحو 100 مليون دولار على الأقل.
وأضاف أنَّ الفرق بين إنتاج اللقاحات الحيوانية والبشرية هو أنّ مخاطر اللقاحات على البشر أعلى ولذلك المغامرة تكون أقل، بينما اللقاحات الحيوانية تكون مخاطرها قليلة والمغامرة أعلى.
وبين أنَّ المركز تُسهم به الحكومة وتمتلك 15 بالمئة منه وهو الوحيد الموجود في منطقة الشَّرق الأوسط حتى اللَّحظة.
وأكد أنَّ مصانع الأدوية في الأردن حوالي 34 مصنعًا، لا يوجد بينها مصنع لقاحات بشرية، بسبب الخطورة العالية، وهذا عكس ما عند الدول الغربية والأجنبية،والتي تقوم بهذه المغامرات وتنتج اللقاحات.
بنرا