صراحة نيوز – بعد ان انتهى مارثون طرح الثقة بخروج حكومة الدكتور هاني الملقي من عنق زجاجة الثقة بسهولة كبيرة وهو الأمر المتوقع في ضوء تركيبة مجلس النواب الذي ما زال يفتقر لتكتلات نيابية وثقل احزاب ذات اجندات وبرامج وطنية ملزمة فقد آن للرئيس ان يمد رجليه مرتاحا لفترة من الوقت تحكمها احوال وظروف داخلية وخارجية والتي ستمكنه من أن ” يصفن ” ويتمعن فيما جرى منذ اقرار الموازنة وانتهاء بحديثه المتلفز وردود الفعل عليه وجلسة الثقة .
وفي ضوء ما تقدم يرى مراقبون ومحللون ان من المفترض بالرئيس ان يخرج بشيء جديد من شأنه ان يخفف من وطأة النقد والاحتجاجات الشعبية على نهج الحكومة والذي طال أيضا مارثون الثقة ولكن ليس على حساب القرارات الاقتصاديةالتي اتخذتها الحكومةوشدد في كلمة الشكر التي وجهها للنواب بعد الثقة بانه لن يتم التراجع عنها وكذلك ليس بحثا عن الشعوبويات كما شدد في ذات الكلمة وفي حديثه المتلفز
جلسة ” الصفن ” والتمعن مع نفسه قد تدفعه للتفكير بخطوة هي شعبوية ولكنها تخدم الصالح العام وتتمثل في تقييم فريقه الوزاري الذي طال العديدمن اعضاءه انتقادات حادة حيال اجراءات وسلوكيات حملت تجاوزات وتنفيعات لا يمكن تجاهلها أو تغطيتها بغربال اضافة الى ثبوت ضعف تعامل البعض منهم مع ملفات وطنية ما يستدعي بضرورة اجراء تغيير فاعل في تركيبة الفريق بدءا من تقييم وزارة التنمية السياسية التي لم تتمكن منذ استحداثها وحتى الان ان تسهم في بناء احزاب وطنية برامجية فاعلة كما هي رؤيا الملك وحقيبة الاعلام التي ثبت ضعف فعاليتها في تقوية الاعلام الرسمي والتعامل مع الاحداث الوطنية وتسويق برامج ونهج الحكومة كما اعترف الرئيس في اكثر من موقف ومرورا بوزارة النقل التي ما زالت تدور حول نفسها ليصبح لدينا شبكة نقل عام ووزارة الاوقاف التي ابرز مخرجات ادارتها ” عابر السبيل ” وتأسيس شركة الحج السياحية لمنافسة القطاع الخاص بدلا من وضع اسس لعملها واستثمار أموال الأوقاف بالتلزيم بطرق مثيرة للشبهات إضافة الى وزارة الخارجية التي ابعدتنا عن دورنا التاريخي حيال العديد من القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينة وشرعية الاشراف على المقدسات وصولا الى وزارة الصناعة والتجارة التي ما زالت ضعيفة في حماية المواطنين من الاستغلال ووزارة تطوير القطاع العام التي ما زالت في واد والتطوير في واد آخر .
الحقيقة الثابتة ان الاردن وبسبب أحواله الأقتصادية وتركيبة مجتمعاته والظروف الاٌقليمية التي تحكمها تحالفات متغيرة تقوم على المصالح والمنافع تفرض على صاحب الولاية الحذر في كل قرار يتخذه وعلى هذا الاساس فإن ” خلوة ” الرئيس مع نفسه وحسن تمعنه قد تأتي بمخرجات الخطوة القادمة سواء اتفقنا أو اختلفنا معه وعليه فمن حقه كصاحب ولاية ان نمنحه فرصة أخرى .
ونصيحة أخيرة للرئيس احتك أكثر وتواصل مع الشعب بمختلف قياداته ومؤسساته واستمع جيدا فمن شأن ذلك ان يحدد مسارات الحكومة بصورة انجع وأفضل وتبقى مسؤوليتنا جميعا ورغم الظروف الصعبة ان نعي تماما أهمية المحافظة على أمن واستقرار وطنا … والله من وراء القصد .