صراحة نيوز – دعا سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي إلى إحياء كلمة التضامن الإنساني بين الجميع وإلى ترسيخ مفهوم المواطنة من خلال التمكين وتعزيز البيئة الإنسانية والأخلاقية.
وأكد سموه خلال رعايته ندوة “الحوار العربي-الكردي”، التي نظمها المنتدى أهمية الحوار الحضاري داخل الإقليم، والذي يمكننا من أن نصبح “عصبة أمم في المشرق” ذات رؤية؛ مشيرا إلى إن التحديات التي تمر بها المنطقة تؤكد الحاجة إلى تعزيز الحوار بين مختلف مكوّناته القومية والدينية والمذهبية.
وأضاف سموه أن رسالة الإسلام السمحة، كما ورد في “رسالة عمان” تعتبر رسالة أخوّة إنسانيّة ودينا يستوعب النشاط الإنساني كله، ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان، ويقبل الآخر.
ولفت سموه إلى أهمية تعزيز التواصل الإنساني فيما بيننا وأساسه كرامة الأنسان والمبنى على الشورى والحوار والاعتدال والعقلانية، داعيا إلى توسيع محور العلاقات العربية ليشمل القوميات الكبرى في الإقليم من أجل الحفاظ على السلم المجتمعي والدولي.
بدوره، قال أمين عام المنتدى الدكتور محمد أبو حمور إن المشاركين في الندوة يمثلون نخبة من كبار المثقفين الذين يسعون معا إلى خطاب عقلاني متفتح لمقاربة الإشكالات السياسية والإسهام في طرح حلول عمليّة ذات أثر وديمومة تتشارك فيه الهويات المتعددة على أساس المواطنة، ومن أجل أن تصبح هذه الهويات ممتلكة لوعي فاعل وانتماء متجذِّر في النسيج الاجتماعي، مشيرا إلى أن مبادرة المنتدى تأتي في إطار منهجه الحواري لمعالجة التحديات، وتفعيل القواسم المشتركة، لبلورة رؤى فكرية استشرافية.
وبين المفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان، نائب رئيس جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في بيروت، أن مشاركي الندوة من المثقفين تجمعهم هموما مشتركة لإقامة سلام راسخ قائم على قاعدة المواطنة السليمة التي تترسخ بالحرية والشراكة والعدالة والمساواة؛ مشيرا إلى ضرورة اعتماد الحوار كوسيلة أساسية لحلول دائمة وعادلة على أساس حق تقرير المصير وفقا للدستور والقانون.
وتناولت مداخلات المشاركين دور المثقفين في مقاربة الإشكالات السياسية والإسهام في طرح حلول عمليّة إيجابية، ذات أثر وديمومة، مؤكدين ضرورة التعامل في إطار حوار يهدف إلى بناء علاقات وتفاعلات مشتركة لاستيعاب التطورات الحاصلة في التعاملات بوصفها مدخلاً لحوارات تستند إلى قيم ومبادئ احترام الآخر وتقَبُّل العيش المشترك، وعدم فرض هيمنة طرف على آخر.
ودعا المشاركون إلى إعلاء حقوق الإنسان وثقافتها، والمساهمة في نشر ثقافة التعايش والسلم، ونبذ التطرف بكل أشكاله؛ والاهتمام بقضايا الهوية والتعدد الثقافي واللغوي والديني في صورتها المنفتحة والمتفاعلة؛ وفي امتداداتها الحقوقية والسياسية والثقافية، والبحث عن الصيغ المثلى للاعتراف بالتعدد