خلدون ضحية مصنع دهانات لانعدام متطلبات السلامة العامة ..أين حقوقه ؟

6 يونيو 2017
خلدون ضحية مصنع دهانات لانعدام متطلبات السلامة العامة ..أين حقوقه ؟

صراحة نيوز – ادارة مصنع دهانات معروف في ماركا ترفض الامتثال لقرار متصرف ماركا جلال العساف باجراء صلح عشائري وأخذ عطوة أمنية مع أسرة الشاب المتوفي خلدون سمارة الذي “قتل” في مصنع دهانات معروف في ماركا ..وفقد الشاب خلدون سمارة الذي يبلغ من العمر 17 عاما حياته نتيجة تكليفه بتنظيف ماكينة دهانات في المصنع المذكور علما أن الماكينة ضخمة جدا تحنوي على مسننات علما أيضا أن عمله في المصنع هو عامل تحميل وتنزيل وتعبئة وليس تنظيف الماكينات

وفور البدء بتنظيف الماكينة علما أنها كانت تعمل في تلك اللحظة”شغالة” علقت يده بمسننات الماكينة ثم سحبت بقية جسده وتقطع اربا اربا
وقالت عائلة الشاب المتوفي رحمه الله أن الدفاع المدني استغرق ساعتين من الوقت وهو يقوم باخراج اجزائه الممزقة

كما تساءلت عن سبب عدم امتثال ادارة المصنع لقرار متصرف ماركا باجراء الصلح العشائري وأخذ عطوة أمنية رغم مرور حوالي 20 يوما على الحادثة مطالبة بتنفيذ القانون على الجميع وعلى الصغير والكبير خاصة وأن ابنها راح ضحية استهتار المصنع ونتيجة خطأ بتكليفه القيام بمهمة ليست من طبيعة عمله وتحتاج لخبير في هذا المجال

واليكم القصة

خلدون لم يرى والده منذ ثلاث سنوات نتيجة لظروف أسرية وكان هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 17 عاما معقد الأمل والرجاء بالنسبة لأمه وبقية أفراد الأسرة اذا ماعلمنا أن أحدهم مصاب بشلل نصفي ورغم صغر سنه ذلك لم يشكل عائقا أمام طموحاته بل كانت الظروف المعيشية الصعبة التي ترزح تحت وطأتها عائلته هي السبب الرئيسي بل هي مادفعته للبحث عن فرصة عمل من شأنها أن توفر له القليل من المال لينفق على نفسه ووالدته وبقية أشقائه
بحث بشكل مطول عن عمل مناسب فلم يجد سوى فرصة واحدة في مصنع معروف للدهانات في منطقة ماركا الشمالية ومن المعروف أن مثل هذا المصانع لاتدفع أجورا لائقة مستغلة الشبان خاصة الصغار في العمر غير مبالية بالقوانين التي تمنع استخدامهم

بصرف النظر فقد التحق خلدون سمارة بعمله في المصنع براتب زهيد وتم الطلب منه تعبئة علب الدهان وكان مثل هذا الأمر لايتطلب أي مهارة أو خبرة وبالتالي فهو مقدور عليه وهكذا عمل لمدة 8 شهور

قبل عدة أيام حدثت تطورات لم تكن بالحسبان فقد غاب أحد الفنيين في مصنع الدهانات عن عمله نتيجة لظرف شخصي علما أن طبيعة عمل الشخص المذكور كانت تنظيف ماكينات الدهان ومثل هذا الأمر يتطلب شخص لديه خبرة واسعة ويتقن عمله كون تنظيف الماكينات أمر حساس فهي عبارة عن مسننات حادة قاتلة تتطلب الحذر الشديد عند البدء بتنظيفها وأي شخص لاتوجد لديه خبرة كافية يتعرض لأخطار شديدة فقد يفقد يده أو ذراعه وقد يفقد حياته

بدأ خلدون بتنظيف ماكينة الدهان وبعد مضي لحظات قليلة على وضع الخرقة في ماكينة الدهان سحبت الماكينة يده وعلقت ذراعه ثم سحبت الماكينة جزء كبيرا من جسده حيث كان يصرخ بطريقة تقطع نياط القلوب حيث أمتلأت ماكينة الدهان بالدماء وبأشلاء جسده

مات خلدون على الفور ومع موته فجعت الأم التي كانت تنتظر عودته كما هو حالها كل يوم لتعد له طعام الغداء ..خلدون لم يعد بل تم احضار ملابسه للبيت وبنطاله الممزق ومبلغ 5 قروش كان في جيب البنطال وهذا المبلغ هو كل مايملكه الشاب خلدون الذي كان يبحث عن فرصة عمل ولم يكن يدرك أن نهايته ستكون في المصنع المذكور ولو علم ذلك لما ذهب وأختار البقاء في المنزل معانيا من البطالة والى جانب والدته وشقيقه المريض المصاب بالشلل
المسؤولون في في المصنع لم يبادروا لغاية هذه اللحظة في الذهاب لتقديم واجب العزاء ومايترتب عليهم فهم يتحملون المسؤولية كاملة حيث أرتكبوا جريمة كبرى بتكليفه بصيانة وتنظيف الماكينات رغم عدم امتلاكه لأي خبرة

الحرة تابعت هذه القضية الخطيرة وبعد الاتصال بخاله واسمه منير سعيد قال أن والدته أصيبت بانهيار عصبي وتعاني من حالة نفسية سيئة جدا مشيرا أن موقف المصنع متخاذل جدا وبسبب ذلك تم تحريك قضية ضده وحملهم المسؤولية كاملة فقد أرتكبوا خطأ جسيما عندما جرى تكليفه بتنظيف الماكينات وهو عمل لايتقن سوى شخص لديه خبرة واسعه

وقال خاله لقد تم احضار ملابس خلدون ومبلغ 5 قروش كانت في جيبه وهو كل مايملكه

نقلا عن الحرة

الاخبار العاجلة