صراحة نيوز -وفاء زيناتية- أكّد دبلوماسيون صينيون سابقون، أن بكين ستواصل الالتزام بمواقفها تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، خاصة موقفها “الثابت” من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا في الشرق الأوسط.
وقالوا في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (صراحة نيوز)، اليوم الأحد، إن الصين ستظل صديقا “موثوقا” للعالم العربي والبلدان النامية أجمع.
وتأتي هذه التصريحات في سياق رصد (صراحة نيوز) لبعض الآراء بشأن تقرير العمل الذي قدمه الأمين العام شي جين بينغ، نيابة عن اللجنة المركزية ال19 للحزب الشيوعي الصيني أمام مؤتمره الوطني العشرين، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم في قاعة الشعب الكبرى ببكين، وتحديدا في ملف السياسة الخارجية الصينية ومدى تأثير ذلك في تعزيز علاقتها مع الدول العربية، وموقفها من القضية الفلسطينية.
واكّد الرئيس شي جين بينغ، التزام جمهورية الصين الشعبية بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وانتهاج استراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
ولفت إلى بذل جهود تهدف لتسريع بناء الصين لتصبح دولة قوية تجاريا، وتعزيز التنمية العالية الجودة للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، والحفاظ على المعادلة الاقتصادية والعلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية المستقرة والمتعددة الجوانب.
وقال المبعوث الصيني السابق الخاص بقضية الشرق الوسط، وو سيكي، إن خطاب الرئيس شي جين بينغ، والذي أشار فيه إلى التزام الصين بسياستها الخارجية السلمية وصون السلام والاستقرار العالميين، يؤكد أن الصين ستمضي بتمسكها بهذه السياسة وستولي اهتماما أكبر في تقوية وتعزيز علاقتها مع البلدان النامية، وخاصة الدول العربية في الشرق الأوسط.
وأضاف سيكي، لوكالة الأنباء الأردنية (صراحة نيوز)، أن الصين ستبذل مزيدا من الجهود لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والدفع قدما بالعلاقات التنموية بين الصين والدول العربية، لافتا إلى أن هذه العلاقات ستشهد مزيدا من التطور في المرحلة المقبلة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وأوضح الدبلوماسي السابق والأكاديمي في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، الدكتور قوه زيجيان، لوكالة (صراحة نيوز)، أن الرئيس شي جين بينغ، شدد في خطابه اليوم على معارضة الصين “القاطعة” لجميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة والتدخل في الشؤون الداخلية والمعايير المزدوجة، وأنها ستلتزم كالمعتاد بمبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، وستواصل العمل سويا مع المجتمع الدولي لتحقيقها.
وفيما يتعلق بعلاقة الصين مع الدول العربية وموقفها من القضية الفلسطينية، أشار زيجيان إلى أن بكين ستواصل الالتزام بمواقفها “العادلة” تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، خاصة موقفها الثابت من قضية فلسطين وغيرها من القضايا في الشرق الأوسط.
من جانبها، رأت الدبلوماسية السابقة والأكاديمية في جامعة الدراسات الدولية بتشجيانغ، الدكتورة سون تشن، إن خطاب الرئيس شي جين بينغ، اليوم، يكتسب أهمية كبرى، إذ قدّم أفكارا شاملة وقيّمة تتعلق بتجربة الصين الناجحة في القضاء على الفقر المدقع، وإنجازاتها في مجالات: العلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة، وتصوراتها الطموحة للمستقبل كالسعي وراء بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وبحسب الدكتورة تشن، فإن تأكيد الرئيس الصيني ضرورة الدفاع عن النزاهة والعدالة في العلاقات الدولية، وعن التعددية الحقيقية مع الرفض “القاطع للهيمنة وسياسة القوة” سيسهم في ترسيخ أسس العلاقات السياسية بين الصين والعالم العربي الذي يعاني منذ زمن طويل من الظلم التاريخي، خاصة القضية الفلسطينية التي “تبقى في زاوية التهميش والنسيان”.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية الصينية العربية، لفتت الدكتورة تشن، إلى التزام الصين بتعزيز الانفتاح لتوفير فرص جديدة للعالم من خلال تسهيل التجارة والاستثمار، وتدعيم التعاون الاقتصادي الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي مقدمتها مبادرة “الحزام والطريق” التي قد أصبحت الرابط الاستراتيجي بين الصين والعالم العربي، موضحة أن المبادرة ستقدم فرصا أكثر للجانبين لتحقيق التنمية المشتركة، بما يخدم المصالح الحقيقية لشعوب الجانبين.